يعتبر سد الموصل أكبر سدود العراق والرابع على مستوى الشرق الأوسط ويتمتع بموقع استراتيجي مهم كونه يؤمن لأكثر من مليون إنسان في البلاد الطاقة الكهربائية، بالاضافة الى مخزون المياه التي يخزنها والتي تقدر بـ 12 مليار متر مكعب لاغراض الشرب والزراعة ويشكل جزءا من نظام التحكم الاقليمي بالفيضانات.
السد يعود تاريخ بنائه الى عام 1948 مما يجعله قديما، لذا فهو يعاني من مجموعة من المشاكل الفنية التي تتعلق ببنيته الأساسية، فهو قد أنشئ على تربة هشة وغير صلبة وتحتاج الى عملية تدعيم من أجل رفع مخاطر أمكانية انهياره والأضرار التي من الممكن أن يحدثها حينذاك. الأمر الذي دفع بفريق هندسي أميركي متخصص ان يدق ناقوس الخطر لذلك ويصنفه بأنه " أخطر السدود في العالم".
وكشفت ورقة قدمتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في دراسة لها ان بنية السد ليست مستقرة لأنه شيد على الجبس والحجر الجيري الذي يضعف عند تعرضه للماء ويترك تجاويف في الجزء السفلي، حسب قولها. مما يتوجب ملء هذه التجاويف باستمرار بمادة الجص، بكميات قدرت في 2007 بمائتي طن سنويا.
بدورها تراقب الولايات المتحدة السد بشكل مستمر منذ عام 2003 ، وتقول انها استثمرت أكثر من 30 مليون دولار لصيانته من قبل العاملين فيه.
إلا ان الجانب العراقي يصر على رفض القلق الأميركي والدولي بشكل عام على السد، مؤكدا صلابته قائلا "الهيكل العام للسد سليم".
وما زاد الطين بلة هو سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي عل مدينة الموصل مما يزيد من مخاطر تعرضه للعبث والأضرار، وفي ذلك يقول جيمس سبايدر ماركس محلل الشؤون العسكرية في الـ"سي ان ان" "إن تدميره يعني دفع السيول على طول دجلة".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد شرح سبب تنفيذ غارات قريبة من السد قائلا ان "سقوط السد يمكنه أن يهدد حياة عدد كبير من المدنيين ويضع موضع الخطر الموظفين الأميركيين ومنشآتنا بما فيها سفارتنا في بغداد، كما أنه سيمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية وحساسة للعراقيين".
يذكر أن السد يحجز أكثر من 12 مليار متر مكعب من الماء، أي ما يبلغ ثلث حجم مياه بحيرة (ميد) الأميركية؛ وهي أكبر خزان للمياه في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت مجلة فورين بوليسي.
ويقول الخبراء ان السد في حال انهياره، وهذا ما لا يتمناه أحد، فان ما يقدر بنحو 600 ألف متر مكعب من المياه في الثانية ستتدفق نحو نهر دجلة الذي يستطيع تحمل صرف 3500 متر مكعب من المياه فقط، مما يعني حدوث طوفان هائل في المناطق التي يمر بها الماء.
كما ذهب الخبراء الى ان وصول أول موجة فيضان للمياه المتدفقة للموصل من الممكن أن تستغرق ثلاث ساعات فقط، وهذه الفترة غير كافية لاتخاذ الاجراءات الاحتياطية والاحترازية لذلك الأمر. ايضا من الممكن أن تغرق مدن بكاملها كالموصل وتكريت وسامراء وحتى أطراف العاصمة العراقية بغداد، الأمر الذي يهدد حياة ملايين البشر الذين يقطنون فيها، ناهيك من الخسائر المادية والأضرار الاقتصادية التي من الممكن أن تحل بجميع القطاعات على جميع المستويات اقتصاديا وأمنيا وغيرها، كل ذلك قد يحدث في بلد يعاني أصلا من ظروف اقتصادية وأمنية صعبة بالاضافة الى ظروف الحرب التي يتحمل أعباءها ضد تنظيم "داعش" الارهابي، ونزوح ملايين الأشخاص من مناطقهم جراء الحرب.
كل تلك السيناريوهات السوداوية غير مستبعدة الحصول في ظل الظروف الراهنة للسد، خاصة وأن الولايات المتحدة دقت من جديد ناقوس الخطر من احتمال انهياره. فما هي يا ترى الاجراءات التي ستتخذها الحكومة العراقية لتلافي هذه السيناريوهات؟
ماذا لو انهار سد الموصل؟
ماذا لو انهار سد الموصل؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة