يفتح الاستهداف الدائم من قبل الجماعات الإرهابية للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية، أبواب الأسئلة أمام قصر العمليات المنفذة على تلك المناطق مقارنة بمحدوديتها في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون.
أول الإجابات وأوضحها يجيب عليها محللو الشأن اليمني: «هناك علاقة وثيقة بين نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح بهذه الجماعات نشأت على مدار سنوات طويلة».
وطهرت الحكومة اليمنية الشرعية أجزاء كبيرة في محافظات حضرموت وشبوة وأبين (جنوب شرقي) من سيطرة تنظيم «القاعدة» الذي كان ينتشر في هذه المناطق.
ويرى المحللون أن استفادة صالح ومن بعده الحوثيون من تنظيمات إرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» تمت على مراحل متفرقة، استطاع من خلالها الرئيس السابق اختراق هذه التنظيمات واستخدامها بغرض استمرار حكمه وابتزاز الإقليم والعالم للحصول على المساعدات والدعم.
يقول فيصل العواضي وهو محلل سياسي يمني: «لا يوجد في اليمن ما يصطلح عليه بـ(القاعدة) أو (داعش)، بل مجاميع تتبع علي عبد الله صالح وهي قيادات في الحرس الجمهوري، يسند إليها أدوار أنها (قاعدة) أو (داعش)، وبالتالي العمليات التي يقومون بها تهدف إلى زعزعة الأمن في المناطق المحررة».
الدكتور حسين بن لقور الأكاديمي والمحلل السياسي اليمني، يرى أن نشاط الإرهابيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية يعود إلى تاريخ نشوء الإرهاب وصناعته في تسعينات القرن الماضي، عندما استقبل نظام المخلوع صالح عناصر المقاتلين العائدين من أفغانستان بالاتفاق مع أسامة بن لادن.
ويشير بن لقور كذلك إلى استخدام صالح للإرهابيين في حربه ضد الجنوب عام 1994. وأضاف: «في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي والعشرية الأولى من القرن الحالي وصل التعاون بين نظام المخلوع وأمنه السياسي والقومي والجماعات الإرهابية إلى أوج صور التنسيق في تنفيذ أعمال إرهابية».
واستعادت قوات الشرعية اليمنية وبمساندة التحالف العربي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت في أبريل (نيسان) 2016. بعد نحو عام من سيطرة تنظيمات إرهابية عليها.
وكانت السعودية أعلنت ديسمبر (كانون الأول) 2015 تشكيل تحالف عسكري إسلامي من دول أبرزها تركيا ومصر وباكستان، يهدف إلى «محاربة الإرهاب».
وبحسب فيصل العواضي، فإن الرئيس السابق علي صالح زرع خلال العقود الثلاثة الماضية عناصره من الحرس الجمهوري والأمن القومي وسط التنظيمات الإرهابية واستطاع اختراقها، وقال: «هناك جماعات من (القاعدة) اعترفت بتلقيها الدعم من علي عبد الله صالح عبر ابن أخيه طارق محمد عبد الله صالح، كما أن قيادات في (القاعدة) اعترفوا بأنهم ضباط في جهاز الأمن القومي التابع لصالح». وتساءل العواضي كيف أن صحيفة «الشورى» الرسمية التي سيطر عليها الانقلابيون اليوم كانت مسجلة باسم شخص كان مسجونا بتهمة انتمائه لـ(القاعدة)، وهو الآن من قيادات الحوثيين وصالح، وتابع: «كذلك القيادي في (القاعدة) محمد المروعي في محافظة إب اليوم يشغل وكيل المحافظة في سلطة الانقلابيين، ويصول ويجول أمام الجميع».
وتقوم طائرات «الدرون» الأميركية المسيرة من دون طيار بعمليات استهداف مستمرة حتى اليوم لعناصر من «القاعدة في اليمن»، خصوصًا المناطق الجنوبية والشرقية وبعض مناطق الوسط.
وأكد فيصل العواضي أن الحكومة الشرعية وبمساعدة التحالف طهرت حضرموت وشبوة وأبين ولم يعد هنالك وجود حقيقي لتنظيم «القاعدة» في هذه المناطق على حد قوله، وأردف «ما تبقى عناصر فردية تحاول القيام بعمليات بائسة عبر الأحزمة الناسفة، ونعتقد أن عودة الحكومة بشكل حقيقي وممارسة مهامها بخطة عمل واضحة وموازنة سيفوت الفرصة على كل التشكيلات الموازية خارج إطار الحكومة الشرعية».
الجماعات الإرهابية تستهدف مناطق الحكومة اليمنية لإحداث قلاقل
خدمة لصالح والحوثيين الذين تربطهم علاقة وثيقة بها منذ سنوات طويلة
الجماعات الإرهابية تستهدف مناطق الحكومة اليمنية لإحداث قلاقل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة