لا يمكن لفرنسا وأنصار الطعام الفرنسي إلا الاعتراف بالهزيمة الأخيرة التي لحقت بمطبخهم الميمون وانكساره أمام اليابان التي حصدت نجوم ميشلان وتصدرت قائمة أكثر البلدان التي تضم مطاعم مصنفة بين أفضل ألف مطعم في العالم، ولكن قد يعيد مطعم «فرينشي» Frenchie أمجاد المطبخ الفرنسي الماضية إلى الواجهة من جديد، وهذا رأي كل من تذوق مأكولات الطاهي وصاحب المطعم الشيف غريغوري مارشان الذي اختار لندن لتوسيع دائرة عمله وافتتح فرعا لمطعمه الباريسي في قلب منطقة «كوفنت غاردن» محافظا على نفس الفكرة والتوجه، ألا وهو تقديم أجود المنتجات والأطباق الفرنسية في قالب من العصرية والأهم من هذا كله الأسعار المقبولة التي تمكن جميع الذواقة من إمتاع ذائقتهم من دون التعرض للإفلاس.
«فرينشي» أبصر النور في باريس عام 2009 في زقاق ضيق، وأخذ الشيف غريغوار مسؤولية كبيرة على عاتقه عندما قرر افتتاح مطعمه في منطقة شبه مجهولة، في حين كانت زوجته ماري تنتظر مولودهما الأول، ولكن بتشجيع من عائلته وأصدقائه استطاع المطعم أن يثبت موقعه على خريطة المطاعم المميزة في العاصمة الفرنسية.
واليوم أراد الشيف نقل فكرته إلى لندن التي يعتبرها بيته الثاني، فافتتح منذ أشهر معدودة مطعمه في لندن. الديكور بسيط ولكن نمطه جميل ومريح، يمكنك تناول الطعام على البار أو على الطاولات. الحجز المسبق ضروري جدا، لأن الطلب كبير بعدما استهدى إليه الذواقة.
الشيء الأول الذي شدني في المطعم لائحة الطعام القصيرة والواضحة، وتنوع الأطباق بين السمك ولحم الضأن والبط، وتتوفر لائحتان؛ الأولى لتذوق كل الأطباق بسعر موحد والأخرى لتذوق ما يحلو لك من الأطباق كل سعر على حدة. قبل التكلم عن مذاق الأكل لا بد من التنويه بطريقة تقديم الأطباق، فهي غاية في الفن والروعة، أول طبق اخترناه كان «كورنيش كراب» وكان عبارة عن سلطعون يُقدَّم على قشرة خرشوف رقيقة جدًا محمصة بالفرن، والأطباق الثانية لا تقل جمالاً من ناحية التقديم، فجربنا طبق كبدة الإوز «فوا غرا» والبط وسمك السي باس والميزة المشتركة بين جميع الأطباق هي النكهة والمنتج الطازج.
مطعم «فرينشي» في باريس وصفته «لو فيغارو» الفرنسية بالتالي: «من دون أي شك، يقدم ألذ الطعام في المدينة»، بالإشارة إلى جودة الطعام وطريقة الشيف غريغوري في طهي طعامه وطريقة تقديمه لها فتبدو وكأنها لوحات فنية.
وقال الشيف غريغوار مارشان لـ«الشرق الأوسط» إنه حاول من خلال «فرينشي» في لندن أن يخلق مكانًا مريحًا يأتي إليه الناس، والأهم أن يفكروا بالعودة إليه من جديد.
وأضاف مارشان أنه يعشق لندن واختارها لتضخ حيويتها في أطباقه، لأنه يعتبرها غنية بالتنوع الذي تحويه، كما أنه يستعين جدًا بالمنتج البريطاني، ويحاول من خلال ذلك إعادة اكتشاف ما هو أفضل في المطبخ البريطاني وجذب الذواقة البريطانيين أيضًا.
يتسع فرينشي لندن لستين شخصًا وينقسم إلى طابقين، وقامت إيميلي بونافانتور بتصميم ديكوره الذي يحمل عبق باريس فيه مع لمسات لندنية عصرية، ويتميز الطابق العلوي بإنارته المشعة واستخدام النحاس وحجر الطوب الأحمر، والسمة الأهم في المكان هي المدفأة المبنية من الرخام التي تعود إلى القرن التاسع عشر.
في الطابق السفلي تجد مطبخا مفتوحا، فإذا حالفك الحظ وحجزت طاولة في ذلك الطابق ستتمتع برؤية حركة الطهاة الدائمة في المطبخ وهم يعملون أمامك www.frenchiecoventgarden.com.
مطعم الاسبوع: «فرينشي» من باريس إلى لندن مع كل الحب في الأطباق
يعيد عرش الطعام إلى المطبخ الفرنسي
مطعم الاسبوع: «فرينشي» من باريس إلى لندن مع كل الحب في الأطباق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة