القاهرة تسعى لغلق ملف طائرتها المنكوبة.. وفرنسا تترقب

تُسلم رفات طاقمها إلى ذويهم اليوم والنيابة العامة تدرس بيان لجنة التحقيق

القاهرة تسعى لغلق ملف طائرتها المنكوبة.. وفرنسا تترقب
TT

القاهرة تسعى لغلق ملف طائرتها المنكوبة.. وفرنسا تترقب

القاهرة تسعى لغلق ملف طائرتها المنكوبة.. وفرنسا تترقب

تسعى مصر خلال الفترة المقبلة لغلق ملف طائرة «مصر للطيران» المنكوبة التي تحطمت فوق مياه البحر المتوسط في مايو (أيار) الماضي، أثناء عودتها من العاصمة الفرنسية باريس، والتي أودت بحياة جميع من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصا.
وقررت القاهرة أمس تسليم رفات طاقم الطائرة المصرية إلى ذويهم اليوم (السبت)، يأتي هذا في وقت تدرس النيابة العامة تقرير لجنة التحقيق المصرية الذي أكد وجود آثار مواد متفجرة ببعض الرفات البشرية، وسط ترقب من فرنسا التي تحفظت على التقرير المصري، وغموض موقف الخبراء الأجانب المشاركين في اللجنة.
وذكرت النقابة العامة للضيافة الجوية أمس أنه «سيتم إنهاء إجراءات تسلم رفات طاقم الطائرة المنكوبة من مشرحة زينهم (الثلاجة الرسمية لحفظ الموتى بمصر) صباح اليوم، وستقام الصلاة عليهم بمساجد السيدة نفيسة (جنوب القاهرة)، والصديق بمساكن شيراتون (شرق القاهرة)، والشيخ يوسف بمدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، فضلا عن كنيسة العذراء بضاحية مدينة نصر». وأشارت النقابة في بيان لها إلى أنه «سيتم تسليم رفات باقي الركاب إلى ذويهم غدا (الأحد)».
وكانت الطائرة التابعة لشركة «مصر للطيران» قد تحطمت أثناء رحلتها رقم (804) القادمة من مطار شار ديغول في باريس إلى العاصمة المصرية القاهرة، في 19 مايو الماضي، وعلى متنها 66 شخصا بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا، إضافة إلى جنسيات متعددة أخرى.
وأعلنت وزارة الطيران المدني منتصف ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أنه ورد إلى الإدارة المركزية للحوادث تقارير الطب الشرعي في مصر بشأن جثامين ضحايا الطائرة، وقد تضمنت الإشارة إلى العثور على آثار مواد متفجرة ببعض الرفات البشرية الخاصة بضحايا الحادث. وقالت لجنة التحقيق في الطائرة المصرية إنها «أحالت الأمر إلى النيابة العامة.. كما أنها وضعت خبراتها تحت تصرف النيابة»، وقالت مصادر مصرية إن «لجنة تحقيق الطائرة المصرية قدمت كافة المعلومات التي توصلت إليها للنيابة، بما فيها تفريغ محتويات الصندوقين الأسودين، وذلك في تقرير إلى النيابة العامة»، مضيفة أن «اللجنة ستقوم بدورها للإجابة عن أي سؤال يتعلق بطبيعة عملها، حال وجود أي استفسارات فنية من النيابة العامة في مصر».
ووافق النائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق، على تسليم أهالي ضحايا الطائرة المنكوبة رفات ذويهم. وعثرت فرق البحث على حطام الطائرة المنكوبة قبالة سواحل الإسكندرية، وسبق أن رجحت مصادر مصرية فرضية أن يكون العمل الإرهابي وراء تحطم الطائرة، ما يعني وجود اختراق أمني في مطار شارل ديغول الفرنسي الذي انطلقت من الطائرة في طريقها للقاهرة. في وقت نفت فيه شركة «مصر للطيران» وجود أي خلل في محركات الطائرة، مؤكدة القيام بكافة إجراءات التأمين والصيانة عليها بشكل دوري.
وسبق أن أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن تحطم طائرة سياح روس تابعة لشركة «كوغاليم أفيا» التي كانت في رحلة من منتجع شرم الشيخ إلى بطرسبرغ، فوق شبه جزيرة سيناء المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) قبل الماضي، أودت بحياة 217 راكبا وأفراد الطاقم السبعة، ومعظم الضحايا هم مواطنون روس. لكن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عن الطائرة الفرنسية حتى الآن.
من جانبها، رجحت المصادر المصرية أن تكون آثار المواد المتفجرة التي عثر عليها برفات بعض ضحايا الطائرة المصرية هي لمادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، وذلك بحسب تقرير الطب الشرعي. وكانت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية قد ذكرت في وقت سابق أن محققين من معهد البحث الجنائي الفرنسي، عثروا على آثار لمادة «تي إن تي» المتفجرة.. وأن منشأ آثار المادة المتفجرة لا يزال غير واضح.
وتصر مصر على التوصل لأسباب الحادث بشفافية، وفي أسرع وقت لتغلق هذه القضية، وأضافت المصادر نفسها، أن «مصر على استعداد لتقديم أي بيانات أو معلومات للجانب الفرنسي، خاصة بعد تقرير لجنة التحقيق في الطائرة الأخير، الذي أكد وجود مواد متفجرة ببعض الرفات البشرية»، موضحة أنه «من المنتظر تسليم مصر الجانب الفرنسي رفات الضحايا الفرنسيين قريبا جدا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».