مصير الميليشيات الأجنبية في سوريا مرتبط بنتائج المفاوضات السياسية

تشديد المعارضة على وجوب التعاطي مع روسيا بصفتها ضامنًا لأي تسوية سياسية

مصير الميليشيات الأجنبية في سوريا مرتبط بنتائج المفاوضات السياسية
TT

مصير الميليشيات الأجنبية في سوريا مرتبط بنتائج المفاوضات السياسية

مصير الميليشيات الأجنبية في سوريا مرتبط بنتائج المفاوضات السياسية

فتح إعلان موسكو، أمس، نيتها تقليص عدد القوات الروسية المقاتلة في سوريا بالتزامن مع توقيع القوى المعنية اتفاقا لوقف إطلاق النار، باب النقاش، وبشكل مبكر، حول مصير الميليشيات الأجنبية المقاتلة إن كان إلى جانب النظام أو قوى المعارضة السورية. وأجمع الخبراء على ارتباط المسألة كليا بنتائج المفاوضات السياسية المرتقبة إن كان في الآستانة أم جنيف، وعلى ضرورة فصل طريقة التعاطي مع الوجود الروسي في سوريا عن وجود المجموعات الطائفية.
ووصف عبد الإله فهد، الأمين العام للائتلاف السوري المعارض، القرار الروسي الأخير بـ«الإيجابي»، معتبرا أن تزامنه مع إعلان وقف إطلاق النار في سوريا، إنما هو «بادرة حسن نية من قبل الروس». ولفت فهد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «من المبكر الحديث عن مصير الميليشيات الأجنبية المقاتلة في سوريا، وبخاصة أننا لا نزال في مرحلة التأكد من التزام كل الفرقاء بوقف إطلاق النار، على أن يلي ذلك وفي حال تم تثبيته فعليا على الأرض، بدء التحضير للعملية السياسية». وقال «لا شك أن إتمام توقيع أي اتفاق سياسي سيستلزم سلسلة اجتماعات تبحث بالنقاط والقضايا التفصيلية كما تلك الأساسية، ومن بينها مصير الميليشيات». وأوضح فهد، أن «المباحثات المرتقبة ستتطرق أيضا لمصير الاتفاقات التي وقعها النظام السوري مع موسكو، والتي لا ترضي الشعب السوري». وصدّق مجلس الدوما الروسي بالإجماع مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على اتفاقية مع النظام السوري تسمح بوجود عسكري روسي دائم في سوريا. وأعلنت موسكو، أن الاتفاق بين روسيا وسوريا بشأن قاعدة حميميم الجوية الواقعة في محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا تنص على منح العسكريين الروس في القاعدة الجوية وأفراد عائلاتهم حصانة دبلوماسية مع امتيازاتها.
وفيما تحول الدور الروسي في الحرب السورية مؤخرا من تقديم الدعم الجوي والاستشاري إلى المشاركة في المعارك وقيادتها، يقاتل بين 150 و200 ألف عنصر إلى جانب قوات النظام، أبرزهم منضوين في إطار «قوات الدفاع الوطني» التي أُنشئت في عام 2012 وتضم في صفوفها 90 ألف مقاتل. ويضاف إلى المجموعات المحلية، مقاتلون من لبنان وإيران والعراق وأفغانستان. ويشكل مقاتلو ما يسمى «حزب الله» اللبناني الذين يتراوح عددهم بحسب خبراء، بين خمسة آلاف وثمانية آلاف، المجموعة الأبرز بين هؤلاء. أما إيران التي تُعد الحليف الإقليمي الرئيسي للنظام السوري، فقد أرسلت آلاف العناصر من الحرس الثوري لمساندة الجيش في معاركه، إضافة إلى مستشارين عسكريين. كما توفر إيران مساعدات اقتصادية لدمشق. أما من جهة المعارضة، فتُقاتل إلى جانب الفصائل والمجموعات التابعة لها، كتائب أجنبية هي كتيبة القوقاز، الحزب الإسلامي التركستاني، كتيبة الشيشان وأعداد كبيرة من العناصر المنضوين في «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا).
ولفت يوم أمس ما صدر عن رئيس المجلس السياسي فيما يسمى «حزب الله» إبراهيم أمين السيد، عندما سُئل عن توقيت خروج عناصر الحزب من سوريا، فقال «عندما نرى أن المصلحة تقتضي خروجنا من سوريا سنخرج بقرار ذاتي».
وبحسب عبد الرحمن الحاج، الباحث المتخصص في حركة الجماعات المتشددة، فإن «مصير كل هذه الأحزاب والكتائب مرتبط بنتائج المفاوضات السياسية»، معتبرا أن «خروج (حزب الله) والميليشيات الإيرانية والعراقية من سوريا أمر حتمي، وسيكون جزءا من التسوية السياسية». ورأى الحاج في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الميلشيات العراقية والإيرانية ستكون الأكثر تضررا من نجاح اتفاق وقف إطلاق النار باعتبار أنها لم تنجح حتى الساعة في إتمام المهمة التي تقاتل في سبيلها، وهي ضمان قيام ما يسمى (سوريا المفيدة)، وبخاصة أن الاتفاق الأخير شمل الغوطة وريف دمشق».
وشدّد الحاج على وجوب التعاطي مع الوجود الروسي من زاوية مختلفة تماما، باعتباره سيتحول بعد نجاح الاتفاق الأخير «ضامنا لأي تسوية سياسية مقبلة». وأضاف «ما يمكن تأكيده أن أيا من الأطراف لن يطالب بخروج الروس من سوريا تماما كما لن يطالبوا بالخروج التركي من شمال البلاد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.