الحريري بعد أن نال ثقة 87 نائبًا: متمسكون بالمحكمة الدولية

عون: بلدنا يشهد «هجمة» إيجابية من الدول العربية والأجنبية لمساعدتنا

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري داخل البرلمان يتلقى التهنئة من نواب البرلمان بعد أن تم التصويت على منح الثقة لحكومته أمس (إ.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري داخل البرلمان يتلقى التهنئة من نواب البرلمان بعد أن تم التصويت على منح الثقة لحكومته أمس (إ.ب.أ)
TT

الحريري بعد أن نال ثقة 87 نائبًا: متمسكون بالمحكمة الدولية

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري داخل البرلمان يتلقى التهنئة من نواب البرلمان بعد أن تم التصويت على منح الثقة لحكومته أمس (إ.ب.أ)
رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري داخل البرلمان يتلقى التهنئة من نواب البرلمان بعد أن تم التصويت على منح الثقة لحكومته أمس (إ.ب.أ)

نالت الحكومة اللبنانية الجديدة التي يرأسها زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، والتي حملت اسم «حكومة استعادة الثقة»، يوم أمس، ثقة مجلس النواب بعد تصويت 87 نائبًا، من أصل 92 نائبًا شاركوا في الجلسة تأييدًا لها، وحجب 4 نواب، هم نواب حزب «الكتائب اللبنانية» والنائب خالد الضاهر، أصواتهم، وامتناع نائب واحد، هو ممثل «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت.
ورد الحريري قبل انطلاق عملية التصويت تحت قبة البرلمان على مداخلات 22 نائبًا تحدثوا في جلسة أول من أمس الثلاثاء، فأعلن أن حكومته ستأخذ بالجزء الأكبر من ملاحظات النواب، مقرًا بوجود قضايا خلافية لا تزال عالقة، مثل موضوع السلاح خارج السلطة المتروك للاستراتيجية الدفاعية. وإذ أكد الحريري أن كل القوى السياسية تريد إقرار قانون جديد للانتخاب يعتمد الكوتا النسائية، جدّد التزامه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وتحدث الحريري عن إيجابية تظلل البلد حاليًا، وعن تعاون بين كل القوى السياسية التي «وصلت إلى مكان اكتشفت فيه أنه لا يمكننا أن نتقدم في هذا البلد ما لم يكن هناك توافق»، وأضاف: «قد نقول إن هذه الأمور حصلت لأسباب إقليمية أو غيرها، ولكني أؤكد لكم أن هذا الموضوع ليس إقليميًا، بل كانت هناك خطوات لبنانية بحتة اتفق عليها اللبنانيون، على أساس أن نسير في هذا المسار. كل منا تحمّل خطرًا معينًا، إن كان نحن أو الأفرقاء الذين كنا مختلفين معهم».
من جهته، قال رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إن «بلدنا يشهد اليوم (هجمة) إيجابية من الدول العربية والأجنبية والمؤسسات الدولية التي ستساعد لبنان، بعدما أدركت مدى تحسن الأوضاع فيه»، معتبرًا أن «الأمن يساهم في ازدهار الاقتصاد والسياحة وتوظيف الأموال». وأكد عون، خلال استقباله قيادات أمنية، أن «الشعب اللبناني يقف وراء الجيش والأجهزة الأمنية كافة، باعتبارها أساس هذا الوطن ورمز الطمأنينة والاستقرار والقدوة تجاه المواطنين»، لافتا إلى أن «القيادة السياسية تمنحها الحصانة والدعم اللازمين».
واعتبر قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «البلاد دخلت مرحلة جديدة تلمس فيها اللبنانيون بشائر الأمل والانفراج على مختلف الصعد، تمامًا كما حظيت المؤسسة العسكرية بظهير قوي يسهر على تعزيز قدراتها، ويشد من أزرها في تنفيذ المهمات الدقيقة وتخطي الظروف الصعبة»، وتوجه إلى عون قائلاً: «إن الثقة المحلية والدولية العارمة التي رافقت انطلاقة عهدكم، وما تبذلونه على المستوى الشخصي من جهود حثيثة لجمع الشمل وترتيب البيت الداخلي وترسيخ الوحدة الوطنية، إلى جانب خياراتكم الواضحة التي تقضي بضرورة الشروع في ورشة الإصلاح السياسي والإداري، لوضع البلاد سريعًا على سكة الأمان والازدهار، إنما تواكبها مؤسستنا بمزيد من السهر والجهوزية والاستعداد للتضحية في سبيل لبنان، سواء في مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، أم في مواجهة الإرهاب وخلاياه التخريبية على الحدود الشرقية، وفي أي منطقة أخرى». وشدّد قهوجي على أن «الجيش الذي يمثل الذراع العسكرية للسلطة الشرعية لن يتهاون على الإطلاق مع أي إخلال بالأمن، أو تطاول على مؤسسات الدولة، أو تعرض لحريات المواطنين وكراماتهم».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.