نالت الحكومة اللبنانية الجديدة التي يرأسها زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، والتي حملت اسم «حكومة استعادة الثقة»، يوم أمس، ثقة مجلس النواب بعد تصويت 87 نائبًا، من أصل 92 نائبًا شاركوا في الجلسة تأييدًا لها، وحجب 4 نواب، هم نواب حزب «الكتائب اللبنانية» والنائب خالد الضاهر، أصواتهم، وامتناع نائب واحد، هو ممثل «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت.
ورد الحريري قبل انطلاق عملية التصويت تحت قبة البرلمان على مداخلات 22 نائبًا تحدثوا في جلسة أول من أمس الثلاثاء، فأعلن أن حكومته ستأخذ بالجزء الأكبر من ملاحظات النواب، مقرًا بوجود قضايا خلافية لا تزال عالقة، مثل موضوع السلاح خارج السلطة المتروك للاستراتيجية الدفاعية. وإذ أكد الحريري أن كل القوى السياسية تريد إقرار قانون جديد للانتخاب يعتمد الكوتا النسائية، جدّد التزامه بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وتحدث الحريري عن إيجابية تظلل البلد حاليًا، وعن تعاون بين كل القوى السياسية التي «وصلت إلى مكان اكتشفت فيه أنه لا يمكننا أن نتقدم في هذا البلد ما لم يكن هناك توافق»، وأضاف: «قد نقول إن هذه الأمور حصلت لأسباب إقليمية أو غيرها، ولكني أؤكد لكم أن هذا الموضوع ليس إقليميًا، بل كانت هناك خطوات لبنانية بحتة اتفق عليها اللبنانيون، على أساس أن نسير في هذا المسار. كل منا تحمّل خطرًا معينًا، إن كان نحن أو الأفرقاء الذين كنا مختلفين معهم».
من جهته، قال رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إن «بلدنا يشهد اليوم (هجمة) إيجابية من الدول العربية والأجنبية والمؤسسات الدولية التي ستساعد لبنان، بعدما أدركت مدى تحسن الأوضاع فيه»، معتبرًا أن «الأمن يساهم في ازدهار الاقتصاد والسياحة وتوظيف الأموال». وأكد عون، خلال استقباله قيادات أمنية، أن «الشعب اللبناني يقف وراء الجيش والأجهزة الأمنية كافة، باعتبارها أساس هذا الوطن ورمز الطمأنينة والاستقرار والقدوة تجاه المواطنين»، لافتا إلى أن «القيادة السياسية تمنحها الحصانة والدعم اللازمين».
واعتبر قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «البلاد دخلت مرحلة جديدة تلمس فيها اللبنانيون بشائر الأمل والانفراج على مختلف الصعد، تمامًا كما حظيت المؤسسة العسكرية بظهير قوي يسهر على تعزيز قدراتها، ويشد من أزرها في تنفيذ المهمات الدقيقة وتخطي الظروف الصعبة»، وتوجه إلى عون قائلاً: «إن الثقة المحلية والدولية العارمة التي رافقت انطلاقة عهدكم، وما تبذلونه على المستوى الشخصي من جهود حثيثة لجمع الشمل وترتيب البيت الداخلي وترسيخ الوحدة الوطنية، إلى جانب خياراتكم الواضحة التي تقضي بضرورة الشروع في ورشة الإصلاح السياسي والإداري، لوضع البلاد سريعًا على سكة الأمان والازدهار، إنما تواكبها مؤسستنا بمزيد من السهر والجهوزية والاستعداد للتضحية في سبيل لبنان، سواء في مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، أم في مواجهة الإرهاب وخلاياه التخريبية على الحدود الشرقية، وفي أي منطقة أخرى». وشدّد قهوجي على أن «الجيش الذي يمثل الذراع العسكرية للسلطة الشرعية لن يتهاون على الإطلاق مع أي إخلال بالأمن، أو تطاول على مؤسسات الدولة، أو تعرض لحريات المواطنين وكراماتهم».
الحريري بعد أن نال ثقة 87 نائبًا: متمسكون بالمحكمة الدولية
عون: بلدنا يشهد «هجمة» إيجابية من الدول العربية والأجنبية لمساعدتنا
الحريري بعد أن نال ثقة 87 نائبًا: متمسكون بالمحكمة الدولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة