ميسي صاحب أجمل هدية في أعياد الميلاد

هدفه المذهل في مرمى إسبانيول كان أفضل ختام قبل نهاية العام

فلوريس مدرب إسبانيول لم يستطع إخفاء إعجابه بميسي - ميسي يخترق دفاع إسبانيول ليسجل بمهارة لا تتاح لغيره (رويترز)
فلوريس مدرب إسبانيول لم يستطع إخفاء إعجابه بميسي - ميسي يخترق دفاع إسبانيول ليسجل بمهارة لا تتاح لغيره (رويترز)
TT

ميسي صاحب أجمل هدية في أعياد الميلاد

فلوريس مدرب إسبانيول لم يستطع إخفاء إعجابه بميسي - ميسي يخترق دفاع إسبانيول ليسجل بمهارة لا تتاح لغيره (رويترز)
فلوريس مدرب إسبانيول لم يستطع إخفاء إعجابه بميسي - ميسي يخترق دفاع إسبانيول ليسجل بمهارة لا تتاح لغيره (رويترز)

في خضم الأحداث التي يشهدها العالم، تظل الرياضة دائما هي أبرز ما يلوح في الأفق، ربما لأنها عنصر من عناصر الهروب من الواقع ولحظة من لحظات الوضوح وسط كل ما يحدث. وأيا كان السبب فإنه من المعتاد في هذا الوقت من العام أن نتنفس الصعداء قليلا ونمسك بأقلامنا لنتحدث عن أبرز الأشياء التي حدثت خلال العام وبعض المقالات القصيرة التي تقدم رسالة أمل رياضية للبشرية.
ولحسن الحظ، هناك بعض الأشياء التي دائما ما تقدم تلك الرسالة، وأتحدث هنا بطبيعة الحال عن المراوغة المذهلة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة ضد فريق إسبانيول، التي أعتبرها أبرز لحظة بالنسبة لي خلال الأسبوع الماضي وخلال موسم الأعياد، بل وربما خلال العام بأكمله.
لذا دعونا ننح الحديث عن الأعياد جانبا ونتحدث عن ميسي. إنه لشيء مدهش أن نواصل الحديث بكثرة عن هذا اللاعب بعد مرور 12 عاما على بداية حياته الرياضية الاستثنائية. إنه اللاعب الذي دائما ما يخرج الجديد من مستودع موهبته ليذهلنا جميعا.
واجه برشلونة إسبانيول قبل أسبوع الأعياد وكان مستوى الفريقين متقاربا إلى حد بعيد في ديربي قوي، وكانت النتيجة تشير إلى تقدم العملاق الكتالوني بهدف دون رد حتى الدقيقة 67 من عمر اللقاء. نسمع من آن لآخر أن الدوري الإسباني لا يتسم بالقوة، ولكي نرد على هذه المقولة لنأخذ مثالا لانطلاقة لاعب خط وسط برشلونة أندريه إنييستا بالكرة ليمر من ثلاثة لاعبين قبل أن يتعرض لعرقلة قوية وهو يمرر إلى ميسي على بعد 45 ياردة من المرمى، لكن ما حدث بعد هذه اللقطة هو الأهم.
فقد توهج النجم الأرجنتيني ليقدم لمحة فنية رائعة بعد نحو الساعة من الأداء القوي والتدخلات العنيفة وإجبار لاعبي إسبانيول على التراجع للخلف. ووجد ميسي أمامه سبعة لاعبين منظمين في مثلث مترابط وقوي على حافة منطقة الجزاء. وكان أول شيء فعله ميسي هو المرور من خافي فويغو، وهو أمر ليس سهلا كما يتصور البعض، لا سيما أن لديه خبرات هائلة ولعب في صفوف المنتخب الإسباني في جميع الفئات العمرية المختلفة وهو الآن في الثانية والثلاثين من عمره. وللوهلة الأولى يبدو فويغو من بعيد مثل لاعبي خط الوسط الأقوياء الذين كانوا يلعبون في الدوري الإسباني في ثمانينات القرن الماضي، لكن ميسي نجح بلمسة خفيفة وساحرة في التخلص منه.
إنه لشيء مدهش أن ترى ميسي يلعب بهذا القدر من الهدوء. يقول جيرارد بيكيه إنه عندما زامل ميسي في أكاديمية الناشئين للمرة الأولى ظل اللاعب الأرجنتيني لا يتفوه بكلمة واحدة خلال شهر كامل. وحتى الآن، ورغم أنه يهزم خصومه بطريقة مهينة في بعض الأحيان فإنه يظل نفس اللاعب الهادئ صاحب اللمسات السحرية المذهلة. ولا ننسى بالطبع تلك المراوغة الشهيرة في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا والتي طرحت اللاعب جيرمي بواتينغ أرضا على ظهره، في مشهد مذهل لكل متابعي كرة القدم.
ثم مر «البرغوث» الأرجنتيني من دييغو رييس بخبراته الواسعة التي اكتسبها من خوض 39 مباراة دولية مع منتخب المكسيك وطوله الفارع الذي يصل إلى ستة أقدام وثلاث بوصات والذي يمنحه سرعة كبيرة في الوصول إلى الكرة قبل منافسيه، لكن ميسي دائما ما يظهر براعته في استخلاص الكرات. إن رؤيته وهو يستحوذ على الكرة بعيدا عن رييس تجعلك تدرك مدى قوته وسرعته الفائقة وانطلاقته الرائعة. يبدو رييس كفأر أليف في أفلام الكارتون، في حين يبدو ميسي محاربا بطريقته الخاصة.
ثم يأتي الدور على جيرارد، الذي انطلق لكي يقوم بدور التغطية. وبمجرد أن اقترب ميسي أغلق جيرارد قدميه خوفا من تمرير الكرة من بينهما، لكن ميسي انطلق يمينا ثم غير اتجاهه في واحدة من أبسط مراوغاته، ولم يجد صعوبة بعد أن ضاقت المساحة أمامه. لا يتميز ميسي بالمراوغات الراقصة التي كان يقوم بها الساحر البرازيلي رونالدينيو، لكنه يتميز بحركاته المرنة وإبداعاته وقدرته الخارقة على رؤية الأماكن الخالية من الملعب والانطلاق فيها. وبعد مرور 12 عاما على بزوغ نجمه، لا يزال ميسي يذهلنا جميعا بتلك المراوغات الساحرة.
ولكننا الآن لم نتحدث سوى عن أربع ثوان من مراوغة ميسي المذهلة، ولا يزال هناك الثانية الخامسة التي راوغ فيها قلب الدفاع ديفيد لوبيز، الذي نشأ في برشلونة وظهر للمرة الأولى في الليغا الإسبانية في نفس الوقت الذي حصل فيه ميسي على الكرة الذهبية للمرة الثانية. وباستثناء فترة الإعارة التي قضاها مع نادي نابولي الإيطالي كانت معظم مسيرة لوبيز بالقرب من ميسي الذي انطلق في هذه اللحظة لليسار ثلاث مرات وهو يستحوذ على الكرة في ظل مشاهدة لوبيز لما يحدث.
وعند هذه النقطة قرر ميسي على ما يبدو أن يحدث تغييرا هائلا في خطته، فانطلق بالكرة يمينا بسرعة هائلة، وهو ما جعل لوبيز يذهب في الاتجاه الآخر، الأمر الذي جعله يشعر بالضيق وهو يذهب بعيدا في الهواء. وفي النهاية، فعل ميسي ما يفعله اللاعبون العظماء الذين يملكون قدرة هائلة على الاستحواذ على الكرة، إذ تمكن من تجميد الوقت وإيجاد ثانية لينقل الكرة إلى قدمه اليسرى ويسدد الكرة تجاه المرمى. كانت التسديدة ضعيفة، لكن حارس مرمى إسبانيول لم يتمكن من الإمساك بها لترتد وتجد المهاجم الأورغواني لويس سواريز الذي سدد الكرة في المرمى وسط فرحة عارمة من جمهور العملاق الكتالوني في كامب نو.
كان هذا الهدف تتويجا للمراوغة الرائعة من جانب ميسي، الذي لم يكتف بذلك ولكنه راوغ أربعة لاعبين بعد دقيقة واحدة ومرر الكرة لجوردي ألبا الذي أحرز الهدف الثالث. سوف يواصل هذا الفريق الذي يضم كوكبة من اللاعبين البارزين تحقيق الانتصارات، كما أن ميسي لن يتوقف عن تقديم مثل هذه اللمحات الرائعة ولن نتوقف جميعا عن امتداحه والاعتراف بحجم موهبته ومكانته في عالم الساحرة المستديرة.
ودفعت مهارة ميسي مدرب إسبانيول كيكي سانشيز فلوريس للاعتراف بأن النجم الأرجنتيني يفوق كل منافسيه وقال: «إنه قادر على تغيير أي مباراة، إنه اللاعب الوحيد في العالم القادر على تسجيل هاتريك (ثلاثة أهداف) في كل مباراة إن أراد».
وتابع فلوريس قائلا: «لقد هنأته على تواضعه، إنه رائع... لا يشكو أبدا، يتعرض للأخطاء ويسقط أرضا. لدينا علاقة جيدة. لم يعد بوسعي أن أحصي عدد المرات التي طلب مني فيها الناس سؤاله عن قميصه». كما اعترف فلوريس بأن نجله هو أحد مشجعي برشلونة ومعجب بميسي على نحو خاص.
وأثارت كلمات المدرب الإسباني انتقادات جماهير إسبانيول واتهموه بجرح مشاعرهم، لكن فلوريس أكد أنه يحمل احترام لجماهير ناديه ولكنه لا يستطيع أن يخفي إشادته بلاعب خارق للعادة مثل ميسي.
سيبقى المستطيل الأخضر تحت أقدام ميسي بمهاراته الرائعة يذكرنا جميعا بأن الرياضة هي الشيء الذي يجعلنا نشعر بالنقاء والسحر والتألق، رغم كل الأحداث التي يشهدها العالم من حولنا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».