الفتح السعودي على خطى بلاكبيرن روفرز

مخاوف من تكرار قصة النادي الإنجليزي والهبوط إلى الأولى

من المباراة التي خسرها الفتح مؤخرا أمام النصر («الشرق الأوسط»)
من المباراة التي خسرها الفتح مؤخرا أمام النصر («الشرق الأوسط»)
TT

الفتح السعودي على خطى بلاكبيرن روفرز

من المباراة التي خسرها الفتح مؤخرا أمام النصر («الشرق الأوسط»)
من المباراة التي خسرها الفتح مؤخرا أمام النصر («الشرق الأوسط»)

في مطلع تسعينات القرن الماضي كان بلاكبيرن روفرز الإنجليزي يقبع في غياهب الدرجة الثانية، يبحث عن ذاته التي صنعها في الثلاثينات الميلادية.
آنذاك تم التعاقد مع المدرب الاسكوتلندي كيني دالغليش صاحب اليد العليا في أمجاد أحد أقطاب إنجلترا نادي ليفربول في الثمانينات، وسرعان ما نثر دالغليش المجد في أرجاء النادي وصعد معه إلى الدرجة الأولى في عامه الأول.
في وقت آخر وتحديدا في 2007 وفي مكان آخر بعيد عن بريطانيا، تعاقد نادي الفتح مع التونسي فتحي الجبال، ذلك المدرب الذي قدم إلى السعودية مساعدا للمدرب التونسي أحمد العجلاني، وأراد أن يصنع له اسما في الكرة السعودية، فكان له ذلك بعد عامين حينما استطاع الصعود مع الفتح لدوري زين للمحترفين - قبل تغيير اسمه -، ووضع قدم الفتح الأولى في الدوري السعودي العريق.
استطاع دالغليش في عامه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز تحقيق المركز الرابع بفريقه الصاعد، وكان حينها مفاجأة للصحف الإنجليزية، وفي عامه الثاني حصل على المركز الثاني خلف مانشستر يونايتد مع مدربه الكبير السير أليكس فيرغسون، وبدأت حينها الآمال بالصعود أكثر وأكثر نحو السماء، وفي موسم 1994-1995 حدثت الصدمة لأندية الدوري الإنجليزي حين كسب بلاكبيرن روفرز بطولة الدوري الممتاز.
في السعودية، كان الفتح هو الآخر فريقًا طموحًا، وفي موسمه الأول حقق المركز الثامن، وفي الموسم الثاني في الدوري الممتاز حقق المركز التاسع، في عام 2010-2011 نال المركز السابع في بطولة الدوري، مع تحقيقه المركز الثالث في كأس الملك بعد انتصاره على الهلال بثلاثية نظيفة لتعطي النتيجة زخمًا جديدًا لفريق الأحساء، وهو ما حدث حين فجرت الفتح مفاجأة من العيار الثقيل حين خطف بطولة الدوري رغم المنافسة القوية من الشباب والهلال في ذلك الموسم، وكسر احتكار أندية الشباب والهلال والاتحاد على بطولة الدوري منذ عام 1995.
وكما هو شائع الوصول إلى القمة سهل ولكن المحافظة عليها هو الأصعب، وهذا ما حدث، انهيار تدريجي والسقوط نحو الهاوية، بلاكبيرن بدأ بالتساقط تدريجيًا ورحل دالغليش وبدأت الفصول الحزينة لقصة بطل الدوري قبل أربع سنوات، في موسم 1998-1999 كان بلاكبيرن روفرز مع موعد بالهبوط من الدوري الممتاز بعد حصوله على 35 نقطة واحتلاله المركز التاسع عشر، لتطوي صفحة بلاكبيرن روفرز نهاية التسعينات إلى أن أعاد مطلع الألفية من جديد ولكن بشغف وحماسة أقل.
في السعودية ومنذ تلك الليلة السعيدة التي توج الفتح عريسًا لها، وبدأ الفريق بالتغير، ورغم تحقيق الفريق كأس السوبر السعودية في نسخته الأولى مطلع الموسم الذي يليه إلا أن الفريق بدأ بالسقوط من القمة، وأنهى دوري ذلك العام بالمركز العاشر وخرج من دوري أبطال آسيا في دوري المجموعات في مشاركته الأولى.
رحل فتحي الجبال بعد نهاية ذلك الموسم، وبدأت رحلة المدربين مع الفتح وحقن العلاج لإعادة البطل السابق، أتى الإسباني خوان ماكيدا ولم يلبث أكثر من ستة مباريات حتى تم التعاقد مع التونسي ناصيف البباوي مساعد فتحي الجبال في موسم تحقيق الدوري، أنهى الفريق الدوري بالمركز السادس بعد سقوط موسم 2012-2013، وفي الموسم الماضي حقق الفريق المركز الخامس، وعندما بدأت الجماهير بالتفاؤل بعودة بطلها هذا الموسم، إلا أنه لم يحدث ما تمنته، حيث تعاقدت الإدارة مع البرتغالي ريكاردو سابينتو وتمت إقالته بعد الجولة الرابعة لتعيد المدرب التاريخي فتحي الجبال.
وحتى الآن عجز فتحي الجبال عن انتشال الفتح من المركز الأخير في بطولة الدوري برصيد ثماني نقاط، فهل تكون قصة الفتح مشابهة لقصة بلاكبيرن روفرز ويهبط الفريق بعد تحقيقه بطولة الدوري قبل ثلاثة مواسم أو يستطيع فتحي الجبال إنقاذ لوحته التاريخية التي رسمها خلال السنوات الأخيرة الماضية.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».