خسارة ليستر سيتي لفاردي تكشف عيوب لجنة الحكام الإنجليزية

مطالب لاتحاد الكرة بإعادة التفكير في مصطلحات الالتحام المتهور واللعبة الخطيرة وجدوى الاستئناف

الحكم باوسون يشهر بطاقة الطرد المثيرة للجدل لفاردي لاعب ليستر خلال مواجهة ستوك  -  باركلي لاعب إيفرتون في صدام مع هندرسون لاعب ليفربول بعد لعبة عنيفة (رويترز) (أ.ف.ب)
الحكم باوسون يشهر بطاقة الطرد المثيرة للجدل لفاردي لاعب ليستر خلال مواجهة ستوك - باركلي لاعب إيفرتون في صدام مع هندرسون لاعب ليفربول بعد لعبة عنيفة (رويترز) (أ.ف.ب)
TT

خسارة ليستر سيتي لفاردي تكشف عيوب لجنة الحكام الإنجليزية

الحكم باوسون يشهر بطاقة الطرد المثيرة للجدل لفاردي لاعب ليستر خلال مواجهة ستوك  -  باركلي لاعب إيفرتون في صدام مع هندرسون لاعب ليفربول بعد لعبة عنيفة (رويترز) (أ.ف.ب)
الحكم باوسون يشهر بطاقة الطرد المثيرة للجدل لفاردي لاعب ليستر خلال مواجهة ستوك - باركلي لاعب إيفرتون في صدام مع هندرسون لاعب ليفربول بعد لعبة عنيفة (رويترز) (أ.ف.ب)

في ظل عالم مثالي وظروف مثالية، ينبغي أن تتمكن لجنة الطعون التابعة لاتحاد الكرة من تأييد القرار الأصلي لأي حكم، لكن مع تخفيف العقوبة.
كان غاري لينيكر هداف إنجلترا السابق والمحلل الرياضي بالتلفزيون البريطاني على حق عندما أشار إلى أنه ما من ثمة جدوى حقيقية من وراء التظلم من بطاقة حمراء تعرض لها لاعب ما إلا إذا كان بحوزتك دليل يشير إلى أن الحكم أخطأ في هوية اللاعب المستحق للعقاب أو أمر مشابه، لأنه بخلاف ذلك ستؤيد اللجنة المستقلة المنبثقة عن اتحاد كرة القدم قرار الحكم في كل الأحوال.
وفي تغريدة له عبر موقع «تويتر»، قال لينيكر: «إنه أمر لا معنى له على الإطلاق»، وذلك بعدما تم إعلام جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي بأنه يجب عليه الانصياع لقرار حرمانه من المشاركة في ثلاث مباريات. وبإمعان النظر في التظلم الذي تقدم به اللاعب، نجد أنه كان يحمل حجة قوية، ذلك أن الالتحام الذي وقع من جانبه بحق لاعب ستوك سيتي، مامي بيرام ضيوف، لم يكن عنيفًا وأن تركيزه كان منصبًا على الاستحواذ على الكرة. من الواضح أن محاولات الاستئناف لم تعد لها أهمية طالما أن الالتحام ذاته خرج عن حدود السيطرة وأصبح خطيرًا ـ ولم تعد مسألة لمس الكرة قبل جسد اللاعب الخصم كافية لتبرير الدخول في التحام متهور مع خصم ـ وهو أمر صائب تمامًا. إلا أن المشكلة أن أيًا من ذلك لا ينطبق على الحادثة التي تورط بها فاردي.
ربما كان فاردي مدانًا بسبب حركة جسمه عند بداية الالتحام ـ ذلك أنه للحظة بدا كأنه سيقدم على التحام عنيف بكلتا قدميه ينتمي إلى ذات النمط من الالتحامات الذي تغاضى عنه كريغ باوسون عندما كان يتولى تحكيم مباراة لمانشستر يونايتد منذ أسبوع مضى. ومع ذلك، لمح البعض إلى أن فاردي اختل توازنه بسبب تداخل غير مقصود من جانب غلين جونسون، في الوقت الذي شدد البعض على أن فاردي لم يكن ملتحمًا بكلتا ساقيه لحظة وقوع الحادثة محل الخلاف ذاتها.
وربما تكون هذه النقطة الأخيرة الأكثر أهمية. لقد نجح فاردي في إبداء بعض القدر من السيطرة في خضم محاولته للفوز بالكرة. لقد تراجع فاردي إلى الوراء قليلاً، ورفع صدره لأعلى وأبقى إحدى رجليه على الأرض بينما التصقت الأخرى بالكرة. بطبيعة الحال، لم يكن هذا الالتحام حول الكرة مثاليًا، خاصة أنه على كل حال، يبقى فاردي لاعب قلب هجوم (على خلاف الحال مع ماركوس روخو مداف يونايتد الذي ارتكب خطأ مماثلا ونال عليه إنذارا فقط). كما أنه لم يكن هناك ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن لاعب ليستر سيتي كان يسعى لاستهداف اللاعب وليس الكرة. وبالنظر إلى أن فاردي نجح حقيقة الأمر في كبح جماح نفسه في تلك اللحظة، فإنه من غير المنصف وصفه بأنه كان خارج نطاق السيطرة.
من جانبه، أعرب كلاوديو رانييري، مدرب ليستر سيتي، عن اعتقاده بأن فاردي ربما كان يستحق بطاقة صفراء لا أكثر، وهو رأي يبدو منطقيا. رغم أنه ربما يكون من السهل بالنسبة للبعض القول بأنه بالنظر إلى حصول الالتحام الذي وقع من قبل روس باركلي لاعب إيفرتون بحق جوردان هندرسون لاعب ليفربول في ديربي ميريسايد على بطاقة صفراء، فإن ما فعله فاردي لا ينبغي أن يتعدى احتساب الحكم لركلة حرة. أو لو كان باركلي حصل على البطاقة الحمراء التي تستحقها المخالفة التي اقترفها، فإن مخالفة فاردي الأقل من الممكن معاقبتها ببطاقة صفراء، وربما حينها لم يكن أحد ليشتكي من أي شيء.
إلا أن المشكلة أن كرة القدم لا تسير على مثل هذا النحو، ذلك أن الحكام يتحملون بالفعل مهمة صعبة تتمثل في محاولتهم تطبيق القواعد على نحو متسق خلال المباراة، بعيدًا عن التعقيد الإضافي المتمثل في عقد مقارنات بين الحوادث المتشابهة في مباريات مختلفة والقرارات التي أصدرها حكام آخرون. وإذا قرر الحكم باوسون أنه عاين مخالفة خطيرة في لقاء ستوك سيتي، فإنه يبقى داخل نطاق صلاحياته تمامًا إصدار بطاقة حمراء بحق فاردي. وحتى لو كان الحكم قد بالغ في رد فعله تجاه النقد الذي تعرض له لتجاهله الالتحام الذي اشتبك خلاله روخو مع ويلفريد زاها لاعب كريستال بلاس منذ أيام قلائل، فإن هذا لا يغير من الأمر شيئا.
لقد كانت لدى الحكم وجهة نظر واحدة حيال حادثة فاردي وكان لزامًا عليه اتخاذ قرار سريع بشأنها دون الاعتماد على ميزة إعادة مشاهدة الأحداث بالحركة البطيئة. وقد انتقد البعض آنذاك قرار طرد فاردي باعتباره قاسيا، لكن هنا تحديدًا يظهر دور لجنة التظلمات التابعة لاتحاد الكرة. في الواقع، لا يقدم الحكام دومًا على اتخاذ القرارات الصائبة في الحال، وفي بعض الأحيان تصدر عنهم قرارات خاطئة لأسباب صائبة. ومع توافر عناصر الوقت وإمكانية إعادة الأحداث عبر الفيديو بالحركة البطيئة، ينبغي أن تتمكن اللجنة المعنية بالتظلمات من إعادة ترتيب الأمور وإعادتها لنصابها الصحيح. وإذا كان كل ما تضطلع به مجرد إعلان أن الحكم اتخذ القرار الصحيح، فإن لنادي ليستر سيتي كل الحق في الشعور بالغضب.
في الواقع، لم يكن التظلم الذي تقدم به النادي طائشًا أو بلا معنى، وإنما شعرت غالبية الأصوات المحايدة بأن الحجة التي طرحها فاردي في الدفاع عن نفسه تحمل بالفعل بعض الوجاهة. وإذا كانت اللجنة لن تحرك ساكنًا لدى مواجهتها حجة مقنعة، فإنه ما من معنى لوجودها من الأساس. في ظل عالم مثالي، ينبغي أن تكون أي لجنة تظلمات قادرة على تأييد القرار الأصلي للحكم، لكن مع اتخاذ قرار بتخفيفه.
ربما تم اعتبار ليستر سيتي غير جدير بمعاملة طيبة من جانب اتحاد الكرة في أعقاب المباراة التي شهدت كثيرا من الغضب والاحتدام وتعرض خلالها الكثير من اللاعبين لإنذارات وطرد، وربما كان ينبغي لفاردي التفكير مرتين بخصوص مدى الحاجة للتورط في مثل هذا الالتحام في وقت مبكر من المباراة.
ومع ذلك، فإنه لدى مقارنة هذا التصرف من جانبه بحوادث ومخالفات أخرى شهدتها المباريات الأخيرة نجد أنه لا يشكل تصرفًا عنيفًا، ويبدو الإيقاف ثلاث مباريات عقوبة شديدة القسوة لا تتناسب مع ما حدث داخل الملعب. في الحقيقة، لا تسعى لجنة التظلمات قط نحو إيجاد حلول وسط ـ وعليه، عجز فاردي عن إلغاء عقوبة الإيقاف وبقي قرار الحكم ساريًا. لقد احتج اللاعب بأن الحكم كان مخطئًا في طرده من الملعب، بينما رأت اللجنة أن الحكم كان لديه سبب وجيه لاتخاذ هذا القرار. وهنا، انتهى التظلم وصدرت كلمة النهاية.
وبذلك يخوض ليستر سيتي ثلاث مباريات دون واحد من لاعبيه الأساسيين، ومع أن إيفرتون ووستهام وميدلزبره ربما لا تشكل التحديات الكبرى على مستوى بطولة الدوري الممتاز، فإنها تبقى في إطار الموسم الحالي مباريات مهمة يحتاج الفريق للفوز بالنقاط الخاصة بها. من المقرر أن يواجه ليستر سيتي المباراة المقبلة مباشرة إيفرتون، ويأمل المرء ألا يضطلع باركلي، بعدما أعلن هندرسون أنه سامحه، بدور مؤثر على نحو بالغ داخل استاد باور كينغ، ما يعمق شعور ليستر سيتي بالتعرض للظلم.
لقد كان باركلي محظوظ حقًا ببقائه داخل الملعب أمام ليفربول ـ وهذا ما أكده كل من رونالد كويمان ويورغن كلوب مدربا الفريقين. أما فاردي فكان غير محظوظ بحصوله على بطاقة حمراء أمام ستوك سيتي وربما يرى أنه تعرض لسوء حظ أكثر بتعرضه للإيقاف ثلاث مباريات.
في النهاية، تبقى تلك طبيعة كرة القدم ـ فهي من المستحيل أن تظل متناغمة تمامًا أو مثالية، ولا يسع المرء سوى الرضوخ لتقلباتها. ومع ذلك، فإنه على الأقل بعد ما شاهدناه في الأسبوعين الماضيين، فإن ثمة مسؤولا داخل اتحاد الكرة ينبغي أن يعيد التفكير بجدية فيما تعنيه مصطلحات التحام متهور وسلوك عنيف ولعبة خطيرة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».