هدوء عقاري واستقرار في الإمارات خلال 2016

تراجعات بسبب «التباطؤ العالمي» > توقعات بتحفيز الطلب عبر المشاريع الجديدة

يتوقع أن يكون لمشاريع البنية التحتية والخدمات إلى جانب استضافة «إكسبو» دور في تحفيز السوق العقارية بالإمارات خلال الفترة المقبلة («الشرق الأوسط»)
يتوقع أن يكون لمشاريع البنية التحتية والخدمات إلى جانب استضافة «إكسبو» دور في تحفيز السوق العقارية بالإمارات خلال الفترة المقبلة («الشرق الأوسط»)
TT

هدوء عقاري واستقرار في الإمارات خلال 2016

يتوقع أن يكون لمشاريع البنية التحتية والخدمات إلى جانب استضافة «إكسبو» دور في تحفيز السوق العقارية بالإمارات خلال الفترة المقبلة («الشرق الأوسط»)
يتوقع أن يكون لمشاريع البنية التحتية والخدمات إلى جانب استضافة «إكسبو» دور في تحفيز السوق العقارية بالإمارات خلال الفترة المقبلة («الشرق الأوسط»)

شهدت حركة سوق الإمارات العقاري في العام الحالي 2016 هدوءا واستقرارا، مع تسجيل بعض التراجعات في أسعار البيع نتيجة لضغوطات التباطؤ الاقتصادي العالمي، الذي شمل أيضا دول الخليج، في الوقت الذي تواصل فيه شركات التطوير العقاري طرح الوحدات العقارية في المشاريع الجديدة في البلاد، مما أعطى مؤشرا على استمرار الحركة في السوق العقاري وتحفيز الطلب على الوحدات الجديدة.
ويأتي هذا الأداء للسوق العقاري الإماراتي في وقت اعتبر فيه عدد من الخبراء أن السوق يشهد ولادة دورة جديدة في السوق العقاري، والتي تتراوح مدتها ما بين ثلاث إلى أربع سنوات، وذلك مع سلوك السوق مسلكا جديدا خلال العقد الأخير في سوق العقارات مما يدفع شركات التطوير العقاري إلى مواصلة وتيرة طرح المشاريع بطريقة تتناسب مع حجم الطلب، خاصة في ظل مدة طرح المنتج الذي يأخذ دورة ما بين سنتين إلى أربع سنوات ابتداء من البناء وحتى طرحه في السوق.
ويتوقع أن يسجل السوق العقاري في الإمارات تصاعدا في الوتيرة خلال السنوات المقبلة، عطفًا على الأحداث التي ستشهدها البلاد، مع قرب إقامة معرض إكسبو الدولي في عام 2020، والإعلان عن مشاريع بنية تحتية بعضها تم تدشينها كالقناة المائية في دبي ومطار آل مكتوم، وبعضها يقترب من الانتهاء كمطار أبوظبي الذي يتوقع الانتهاء منه في عام 2017، مما يساعد على زيادة وتيرة حركة المشاريع العقارية خلال الفترة المقبلة.
وقال حسين سجواني، رئيس مجلس إدارة شركة «داماك» العقارية إن سوق العقارات في الإمارات يعتبر من الأسواق الموسمية، والدورة الاقتصادية فيه تتراوح ما بين ثلاث إلى أربع سنوات، حيث إنه خلال فترة يكون أداء السوق ممتازا، والأسعار مرتفعة، والطلب يرتفع، ومن ثم يمر بفترة هدوء تعمل فيها الأسعار على التصحيح وتنخفض والطلب يقل؛ وهو ما يجعل سوق العقار موسميا.
وأضاف في حديث سابق أن حال القطاع العقاري حال أي قطاع آخر، فمثلاً موسم قطاع الملابس يتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر في العام، ولأن المنتج العقاري يمر بمراحل طويلة، منها البناء، فإن الدورة الاقتصادية تأخذ بعدا زمنيا أكبر.
وشهد سوق دبي العقارات استقرارا وهدوءا وسجل العام الجاري حركة في طرح المشاريع، إذ طرحت شركات التطوير الرئيسية مشاريع عقارية تجارية وسكنية خلال 2016، مما ساهم بإيجاد الطلب مع تنوع في العروض بهدف تحفيز الشراء لهذه الشركات، كما تم الإعلان عن برج الخور الجديد، الذي يتوقع أن يكرر تجربة منطقة برج خليفة في عمليات التطوير العقاري ومنح قيمة إضافية للمنطقة حول البرج الجديد.
وفي نفس الوقت شهدت التصرفات العقارية في دبي تحركًا واسعًا خلال عام 2016، حيث قال سلطان بطي بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي، إنه منذ مطلع العام تكشف عن نمو مستدام يزداد زخما شهرا بعد شهر، الأمر الذي يؤكد أن التصحيح في السوق المحلي كان إيجابيا للغاية، مشيرًا إلى أن سوق دبي يشتمل على كثير من عوامل القوة التي تساعده على تسجيل موجة صاعدة جديدة تتعاظم حدتها مع إطلاق كثير من مشاريع البنية التحتية التي أعلنت الحكومة عنها.
وأضاف أن الاستعدادات التي تجري على قدم وساق من قبل الحكومة وكبار المطورين يظل العامل الأبرز لإطلاق كثير من المشاريع العملاقة، وذلك من أجل استقبال الحدث التسويقي الأكبر من نوعه في العالم وهو «إكسبو 2020 دبي».
من جهته، قال ريتشارد بول رئيس قسم التقييم العقاري السكني في شركة «كلاتونز» بالإمارات، إن اقتصاد دبي المتنوع سيسهم في تقليص التقلبات في القيم والإيجارات، ومن المتوقع أن يكون إكسبو 2020 بمثابة دعم كبير لقطاع الوحدات السكنية خلال الفترة المقبلة.
في المقابل، شهد سوق أبوظبي تراجعًا في الحركة وتباطؤا في الطلب عطفًا على الحركة الاقتصادية العالمية، على الرغم من توقعات أن تسهم المشاريع الجديدة في رفع الوتيرة خلال السنوات المقبلة. ويعتقد أن تتسبب تلك المشاريع في استمرارية الطلب وحتى مع انخفاضه، إلا أنها ستساعد من خلال توفير فرص العمل على إيجاد الطلب على العقارات في الإمارة.
وقال طلال الذيابي الرئيس التنفيذي للتطوير في «الدار العقارية»: «يوجد عدد من الجوانب تحكم السوق العقاري في أبوظبي، يتمثل في انخفاض في سعر البترول، وانخفاض الاستثمار الحكومي في بعض المجالات».
إلا أنه أوضح أن الاستثمارات في بعض القطاعات والتي لا تزال مستمرة ستساعد على استمرار وتيرة الحركة في السوق العقاري في أبوظبي، كالاستثمارات في قطاع الطيران، والذي يشهد توسعا، كالتوسع في شركة طيران الاتحاد، وسوق أبوظبي المالي في جزيرة المارية، التي ستكون منطقة حرة جديدة، والتي ستكون مقرا لشركات عالمية جديدة، وبالتالي ستكون هناك فرص عمل.
وأضاف الذيابي: «هناك استثمار في شركة مصدر من ناحية الطاقة المتجددة والاستثمار في اينك بالطاقة النووية والاستثمار في قطاعات الصحة والتعليم، في مشاريع مثل جامعة خليفة وكلايفنك كلينيك، والمشاريع الصناعية، وهذه الاستثمارات والشركات تؤدي إلى زيادة في فرص العمل، سواء من الداخل أو الخارج.. وبالتالي سيعمل ذلك على وجود الطلب على السكن الملائم والمدارس والمراكز التجارية للترفيه، وهو ما يجعل عملية تحريك القطاع العقاري مستمرة».



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».