الحكومة اليمنية تتهم الخطة الأممية بتجاهل آثار الانقلاب

راجح بادي: متمسكون بالمرجعيات والميليشيات تهدف لكسب الوقت

الحكومة اليمنية تتهم الخطة الأممية بتجاهل آثار الانقلاب
TT

الحكومة اليمنية تتهم الخطة الأممية بتجاهل آثار الانقلاب

الحكومة اليمنية تتهم الخطة الأممية بتجاهل آثار الانقلاب

تمسكت الحكومة الشرعية اليمنية باشتراطاتها للدخول في أي مشاورات جديدة أو حلول سياسية تنهي الأزمة في البلاد، وقالت إن الأمم المتحدة قدمت رؤية مخالفة للمرجعيات الثلاث، وافتقرت لتجريم ممارسات القوى الانقلابية في اليمن.
التمسك بالموقف اليمني، أتى وفقًا لتصريحات راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية، تزامنًا مع اجتماع سداسي شهدته العاصمة السعودية الرياض بشأن الملف اليمني بحضور جون كيري وزير الخارجية الأميركي، ونظيره البريطاني بوريس جونسون، والسعودي عادل الجبير، والإماراتي عبد الله بن زايد، والعماني يوسف بن علوي، إلى جانب المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وقال بادي: «الحكومة لا تزال تنتظر الرد من إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن على الملاحظات التي قدمتها الحكومة اليمنية الشرعية بشأن الرؤية للحل السياسي في البلاد».
وأشار بادي في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن الحكومة الشرعية لا تزال متمسكة بملاحظتها التي قدمتها على رؤية المبعوث الأممي لليمن، لافتًا إلى أن إشكالية الرؤية تتمثل في أنها لا تمثل أساسًا للتفاوض أو النقاش لتماهيها مع الحالة الانقلابية في اليمن، مفيدًا بأن الأمم المتحدة التي ترعى المسار السياسي في اليمن، «حتى انقلاب الحوثيين على السلطة لم تتعامل مع إفرازات الانقلاب، بل جعلته أمرًا واقعيًا دون الالتفات للمسار السياسي الذي كانت ترعاه بالأساس».
ودعا الدول الإقليمية إلى ممارسة ضغوط على القوى الانقلابية التي نقضت الاتفاقيات كافة، وعرقلت أي عملية سياسية شرعية، وإيقاف مراوغاتها التي تهدف من أجلها إلى كسب مزيد من الوقت.
وشدد على أن مبادرة ولد الشيخ لا يمكن أن تكون أساسًا لمشاورات سياسية مقبلة أو للتفاوض، لأنها خالفت المرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، والقرارات الأممية، مضيفًا: «مبادرة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أنهت مخرجات الحوار الوطني، الذي تم برعاية الأمم المتحدة وممثلها السابق جمال بن عمر، ورؤية ولد الشيخ انقلبت وناقضت الجهود التي كان متوافقًا عليها في المشاورات السابقة كافة وهي جنيف 1، ومشاورات بيال السويسرية، ومشاورات الكويت».
وتطرق المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية، إلى أن المبادرة الأممية تمثل تشجيعًا للتوسعات الانقلابية على السلطة المنتخبة والتوافقات الوطنية، معتبرًا أن هذا الأمر يمتد أثره ليشمل المحيط الإقليمي لليمن.
وذكر أن من سلبيات المبادرة الأممية الأخيرة، أنها تجاهلت آثار الانقلاب، وهو تحويل اليمن إلى قاعدة للاعتداء على الدول المجاورة، كما حدث أخيرًا بالهجوم على السعودية، كما أن تلك القوى شكلت تهديدًا على حركة الملاحة البحرية الدولية، لافتًا إلى أن القوى الانقلابية منعت سفنًا تحمل مساعدات دولية إغاثية موجهة إلى الشعب اليمني.
وأضاف أن الحكومة اليمنية مستعدة للدخول في أي مشاورات يمنية – يمنية، على أن تكون ملتزمة بالأطر الشرعية المتوافقة عليها، وهي: قرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، مشددًا على أن أي مشاورات لا تلتزم بالمرجعيات الثلاث فإن الحكومة اليمنية غير معنية بها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».