كيري إلى الرياض والحكومة اليمنية تترقب ورقة أممية جديدة

مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: وزير الخارجية سيلتقي كبار المسؤولين السعوديين وقادة إقليميين

وزير الخارجية اليمني لدى لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركي في الرياض أمس (سبأ)
وزير الخارجية اليمني لدى لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركي في الرياض أمس (سبأ)
TT

كيري إلى الرياض والحكومة اليمنية تترقب ورقة أممية جديدة

وزير الخارجية اليمني لدى لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركي في الرياض أمس (سبأ)
وزير الخارجية اليمني لدى لقائه مساعد وزير الخارجية الأميركي في الرياض أمس (سبأ)

فيما يبدو أنها المحاولة الأخيرة قبل مغادرته البيت الأبيض، يصل اليوم جون كيري وزير الخارجية الأميركي الرياض لعقد مباحثات مع مسؤولين سعوديين كبار، وقادة إقليميين ودوليين من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، ومناقشة التطورات الإقليمية في المنطقة.
وقال لـ«الشرق الأوسط» ناثان تك المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية إن الوزير كيري «سيزور الرياض من 18 – 19 ديسمبر (كانون الأول) لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين كبار وقادة إقليميين ودوليين».
وبحسب السيد تك، فإن وزير الخارجية الأميركي سيناقش التطورات الإقليمية بما في ذلك اليمن، وتابع: «سيعمل معهم من أجل التوصل إلى حل سياسي هناك».
ويحاول وزير الخارجية الأميركي إعطاء دفعة للعملية السياسية بين الأطراف اليمنية وما أصبح يعرف بـ«خريطة الطريق» التي يقودها إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الأممي لليمن، وهي نسخة معدلة لأفكار قدمها كيري نفسه خلال اجتماع الرباعية الذي عقد بمدينة جدة السعودية قبل أشهر.
وتصطدم الخريطة الجديدة بتحفظ «الشرعية» التي تراها انحرافًا عن المرجعيات الأساسية المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216.
وبَيّن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني أن الحكومة والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تنتظر من المبعوث الأممي تقديم ورقة جديدة لتحقيق السلام تتضمن تصورًا واضحًا وفقًا للملاحظات والردود التي قدمتها الحكومة على الورقة السابقة التي لم تتوافق مع المرجعيات المتوافق عليها وشابها الكثير من أوجه القصور التي تجعلها غير صالحه للنقاش، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ). وأضاف: «على الانقلابيين تقديم الضمانات اللازمة لالتزامهم بالسلام والانسحاب وتسليم السلاح وإنهاء الحرب وتعزيز بناء الثقة بتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق، والحضور إلى المقر المتفق عليه لعملها في ظهران الجنوب».
جاء ذلك، لدى لقاء المخلافي مع ولد الشيخ أول من أمس في الرياض، إذ جرى خلال اللقاء «مناقشة التطورات على الساحة اليمنية وجهود الحكومة اليمنية في تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على الشعب اليمني».
ونقل بيان (سبأ) عن المخلافي تأكيده «حرص الحكومة وعملها الدؤوب من أجل تحقيق سلام مستدام مستند على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216»، لافتا إلى أن «الميليشيات الانقلابية تنفذ خطوات سياسية تصعيدية تمثل تهديدا للوحدة الوطنية، والتي كان آخرها إعلانها تشكيل حكومة انقلابية، وهو ما يعكس الرغبة لدى الانقلابيين في تأجيج الحرب وتعطيل عملية السلام».
وطالب وزير الخارجية اليمني المبعوث الأممي والدول الراعية «باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الإجراءات الانقلابية التي تقوض السلام وتزعزع استقرار المنطقة»، وأضاف: «إن الحكومة كانت وما زالت على استعداد للمشاركة في أي مشاورات تلتزم بالمرجعيات المتفق عليها وعلى ما تم الاتفاق عليه حتى الآن وتعيد السلام إلى اليمن».
من جانبه، ثمن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بالجهود التي تقوم بها الحكومة اليمنية في سبيل إنهاء الحرب وتحقيق السلام، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تتفق مع الحكومة اليمنية في ضرورة أن يكون الحل المقترح مستدامًا.
وقال ولد الشيخ «إن الأمم المتحدة ترفض الإجراءات الأحادية وإن الحل السلمي باليمن هو الخيار الأفضل لكل اليمنيين»، مؤكدًا أن الحل المقترح سيكون مبنيًا على أساس المرجعيات المتوافق عليها وأن القرار بيد اليمنيين لتجنيب بلادهم مزيدًا من تردي الأوضاع الإنسانية.
وبدورها أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن باترسون أهمية إعداد وتدريب لجان التهدئة المكلفة بالإشراف على أي وقف مرتقب لإطلاق النار ووجود جميع الأطراف في مقر اللجنة في ظهران الجنوب وتحقيق السلام المبني على اتفاق دائم وشامل في اليمن.
وأشارت خلال لقائها وزير الخارجية اليمني في الرياض، أمس، إلى اهتمام الولايات المتحدة بأن يتمكن البنك المركزي في عدن من إنجاز أعماله وصرف رواتب موظفي الحكومة للتخفيف من معاناة المواطنين وصرف الإعانات للمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد، وأن الولايات المتحدة ستقدم للحكومة اليمنية كل الدعم في إطار المؤسسات الدولية ومع الدول المانحة لتمكينها من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب اليمني.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.