3 تحديات رئيسية تواجه مشروع «الدولة الكردية» في العراق

يبحثها مؤتمر في دهوك بمشاركة دولية

3 تحديات رئيسية تواجه مشروع «الدولة الكردية» في العراق
TT

3 تحديات رئيسية تواجه مشروع «الدولة الكردية» في العراق

3 تحديات رئيسية تواجه مشروع «الدولة الكردية» في العراق

اختتم في دهوك بإقليم كردستان العراق أول من أمس مؤتمر استضافته الجامعة الأميركية في المدينة تحت شعار «استقلال كردستان، المواجهات والفرص» بمشاركة نيجیرفان بارزاني، رئيس وزراء إقليم كردستان، وبرهم أحمد صالح، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، والسفير الأميركي السابق لدى العراق زلماي خليلزاد وعدد من المسؤولين من كردستان والمنطقة.
وفي كلمة افتتاحية أكد مسرور بارزاني، رئيس مجلس إدارة الجامعة ورئيس مجلس أمن إقليم كردستان: «إننا قومية لها خصوصياتها ونرغب أن نكون مستقلين». وأضاف: «نرغب في أن نقيّم المشكلات والخلافات من الناحية السياسية والأكاديمية، نحن قومية لها خصوصياتها ونرغب في أن نكون مستقلين، ومن دون ذلك لن يكون مستقبلنا واضحًا، ونقع ضحية الصدامات الإقليمية». وأضاف: «يجب النظر إلى استقلال كردستان عن العراق كعلاج للمشكلة، حيث لم تعد هناك ثقة بين مكونات العراق، ولم ينظر إلينا نظرة مساواة مع بقية المواطنين، والحكومة العراقية فشلت في تأمين حقوق إقليم كردستان»، متمنيًا أن يتمكنوا خلال هذا المؤتمر والجلسة الحوارية من بحث المشكلات والعقبات والخلافات والمواضيع المختلفة بشأنها على أسس أكاديمية واتخاذ القرار على أساس المصالح المشتركة». وفي ختام كلمته تمنى مسرور بارزاني أن تخرج جلسات وحوارات هذا المؤتمر بنتائج إيجابية جيدة.
وفي مداخلته، أكد بيرنارد كوشنير، وزير الخارجية الفرنسي السابق، أنه «من الضروري الإعلان عن دولة كردستان»، مضيفا أن «الوقت قد حان لإزالة الحدود». وتابع: «يجب الإعلان عن استقلال كردستان في هذه المنطقة المليئة بالمشكلات، إن الوقت سانح الآن لإزالة الحدود، وبإمكانهم الاعتماد على كثير من المتطوعين».
وقال إنه ينتظر إعلان «الدولة الكردية» منذ خمسين عامًا، مضيفًا «الكرد يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية، وأفضل طريقة للاستقلال يكون عن طريق الأمم المتحدة»، مشيرًا إلى أن القانون الدولي «الذي لا يدعم ويساند الكرد، يجب تغييره أو إجراء تغييرات عليه أو استفتاء الشعب بشأنه لمعرفة ما يريده هذا الشعب بشأن تقرير مصيره». وقال الوزير الفرنسي السابق: «لقد تجولت في العالم كثيرًا، أتذكر أول لقاء لي مع مصطفى بارزاني، كنت حينها شابًا ناشطًا متطوعًا، أعجبت كثيرًا بهذا الرجل العظيم، كان شخصًا شجاعًا مقدامًا، كان ذلك اللقاء عام 1975 وكانت مناقشتي الأولى بشأن الاستقلال والحكم الذاتي لكردستان».
ويواجه مشروع الدولة ثلاثة تحديات رئيسية أولها الخلافات الكردية - الكردية حول شؤون إدارة الإقليم التي تنعكس سلبا على الجهود لإعلان الدولة وإن كانت كل الأطراف السياسية متفقة على حق الأكراد في أن تكون لهم دولتهم.
أما التحدث الثاني فيتمثل بإقناع بغداد بالمشروع وإن كانت معظم الأطراف الشيعية قابلة من حيث المبدأ بالمشروع، لكن شرط أن لا تتضمن «الدولة» المرتقبة المناطق المتنازع عليها وفي مقدمتها كركوك. أما التحدي الثالث فهو إقناع دول الجوار وعلى رأسها تركيا وإيران اللتان لكل منهما أقليتها الكردية وتخشى من أن يحذو أكرادها حذو أشقائهم في العراق.
وفي هذا السياق، شدد رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، في مداخلته على أنه «يجب أن يكون الصف الكردي موحدًا في المحادثات حول مسألة استقلال كردستان». وأضاف أن «استقلال كردستان يمر من بغداد، وبالاتفاق معها ستتم العملية بشكل أسهل، لكن يجب أن تجري المحادثات بشأن الاستقلال في طهران وأنقرة أيضًا». وتابع: «إذا لم يكن للكرد موقف مشترك فإن خصومنا في داخل العراق وخارجه سيستخدمون مشكلاتنا الداخلية ضدنا».
«وحدة الصف» كانت أيضًا نداء ملا بختيار، مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي بالاتحاد الوطني الكردستاني، ملا بختيار، من أجل إعلان دولة كردستان المستقلة، مؤكدًا في مداخلته أنه «ليس من السهل ترجمة الفرص إلى إعلان دولة مستقلة من دون ترتيب البيت الكردي وحل المشكلات السياسية والتفعيل المناسب للبرلمان وحوار مع بغداد يحقق المصلحة الاقتصادية لإقليم كردستان».
وأضاف أنه «من حق الكرد أن تكون لديهم دولتهم المستقلة، لكن يجب قبل كل شيء، أن تراجع جميع الأطراف نفسها وأن تحل المشكلات الداخلية وأن توحد البيت الكردي».
إلى ذلك، أحيت مدن وبلدات إقليم كردستان أمس، «يوم علم كردستان»، حسب شبكة «روداو» الإعلامية الكردية. وجرت في برلمان الإقليم مراسم الاحتفاء بالعلم بحضور نائب رئيس البرلمان وعدد من البرلمانيين ومحافظ أربيل. وفي محور مخمور أحيا قادة ومقاتلو البيشمركة والتحالف الدولي المناسبة، بمشاركة العشرات من الجنود والشخصيات الأميركية والأجنبية. يذكر أن برلمان كردستان قرر في عام 2009 تحديد يوم 17 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام يومًا للعلم، الذي يتزامن مع إزالة علم «جمهورية مهاباد» عام 1946 من قبل النظام الإيراني آنذاك.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.