قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بحثا سلسلة من القضايا اليوم (الخميس)، منها سوريا وأوكرانيا وجزر متنازع عليها بين البلدين.
والتقى الزعيمان في منتجع ناجاتو في جنوب غربي اليابان سعيًا لاحراز تقدم بشأن نزاع بين اليابان وروسيا عرقل ابرام معاهدة سلام تنهي رسميا الحرب العالمية الثانية.
وكان بوتين قد وصل إلى اليابان اليوم، لعقد القمة في منتجع لينابيع المياه الساخنة سعيًا لاحراز تقدم بشأن نزاع اقليمي حال دون توقيع البلدين على معاهدة سلام تنهي الحرب العالمية الثانية رسميا.
وقال بوتين إنّ التحول في العلاقات بين روسيا واليابان يرجع الفضل فيه إلى جهود آبي.
وسيوقع الجانبان على الارجح بعض الاتفاقيات بشأن التعاون الاقتصادي في مجالات تتراوح من التكنولوجيا الطبية إلى الطاقة. لكن الجانبين قلّلا من التوقعات بتحقيق انفراجة في النزاع بشأن جزر في غرب المحيط الهادي استولت عليها القوات السوفيتية في نهاية الحرب العالمية الثانية، ممّا أرغم نحو 17 ألف ياباني على الفرار منها.
وسيجتمع بوتين مرّة اخرى مع آبي غدًا الجمعة في طوكيو.
وتعهد آبي بحل النزاع الاقليمي بين البلدين أملا في ترك ارث دبلوماسي -لم يتمكن والده وزير الخارجية الاسبق من تحقيقه- وأيضا في اقامة علاقات أفضل مع روسيا لمواجهة صعود الصين.
لكن التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع بشأن الجزر التي تعرف في اليابان باسم الاراضي الشمالية وفي روسيا باسم جزر الكوريل ينطوي على مخاطر بالنسبة لبوتين الذي لا يرغب في تشويه صورته في الداخل كمدافع قوي عن السيادة الروسية.
وتمثل الجزر قيمة استراتيجية لروسيا، إذ تضمن لها الوصول بحريا لغرب المحيط الهادي.
وقال ياسوتوشي نيشيمورا مستشار ابي لوكالة رويترز للأنباء "لا تزال الحواجز التي يتعين تجاوزها عالية. في المقابل هناك زعيمان قويان لذلك آمل أن يتسع الافق ويتضح الطريق".
وأدى مسعى آبي لتحسين العلاقات مع روسيا لقلق واشنطن، لكن من المتوقع أن يعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب على تحسين العلاقات مع موسكو.
وقد يخفف هذا الضغط عن آبي، لكنه أيضًا سيحد من رغبة بوتين في الوصول لحل يرضي الطرفين لأنّه لن يجني الكثير من احداث جفوة بين واشنطن وطوكيو.
وتأتي المحادثات أيضا في وقت تواجه روسيا انتقادًا بشأن تدمير شرق حلب في سوريا حيث تدعم روسيا قوات الرئيس بشار الاسد.
وتأمل روسيا ابرام اتفاقيات مع شركات يابانية في اطار محور آسيوي ردا على قرار حكومات غربية ومنها اليابان بفرض عقوبات في 2014 بسبب دور روسيا في الصراع بأوكرانيا.
وكان بوتين قال لصحيفة "يوميوري" هذا الاسبوع إنّه سيكون من الصعب تحقيق هدف ابرام معاهدة سلام اذا ظلت روسيا خاضعة للعقوبات اليابانية.
لكن وزير التجارة الياباني هيروشيغ سيكو استبعد أي تعاون اقتصادي مع روسيا يقوض وحدة مجموعة السبع بشأن العقوبات.
واحتل الاتحاد السوفياتي جزر كيرل الجنوبية، بعد استسلام اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية قبل توقيع أي اتفاق.
وتقع هذه الجزر في اليابان بين جزيرة هوكايدو اليابانية وشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، وتطالب اليابان بشكل دائم بعودة الجزر إليها.
وفي عام 1951 لم يوقع الاتحاد السوفيتي اتفاق السلام الذي وقعه الحلفاء مع اليابان، لكنه وقع عام 1956 إعلانا مشتركا ينهي الأعمال العدائية بين الدولتين ويعيد العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ومن المتوقع أن يواصل بوتين وآبي في منتجع ناغاتو وفي طوكيو مناقشة قضية الجزر التي عرقلت توقيع اتفاق سلام بين الدولتين.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي واحتياج روسيا للاستثمارات الأجنبية، وقعت روسيا إعلانا مشتركا آخر عام 1993 يمهد لمفاوضات للاتفاق على معاهدة سلام، لكنه لم يؤد لشيء.
وتمثل الجزر منفذًا مهما للقوات العسكرية الروسية إلى المحيط الهادئ. كما تقع على نوعية نادرة من الأراضي وتحتوي على مخزون من المواد الهيدروكربونية.
وتعاني روسيا من العقوبات الغربية واليابانية عليها ومن تباطؤ اقتصادها نتيجة انخفاض أسعار النفط. ويأمل بوتين أن يتوصل إلى اتفاقات تجارية مع الشركات اليابانية لجذب استثماراتها إلى روسيا. لكن اليابان قالت إنّها لن توافق على أي تعاون اقتصادي مع روسيا يخالف العقوبات المفروضة عليها.
سعي روسي - ياباني لإحراز تقدم بشأن النزاع الإقليمي بينهما
سعي روسي - ياباني لإحراز تقدم بشأن النزاع الإقليمي بينهما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة