مسلحون موالون للنظام يطلقون النار على قافلة طبية شرق حلب

الصليب الأحمر: بدء عملية إجلاء حوالى 200 مصاب من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة

مسلحون موالون للنظام يطلقون النار على قافلة طبية شرق حلب
TT

مسلحون موالون للنظام يطلقون النار على قافلة طبية شرق حلب

مسلحون موالون للنظام يطلقون النار على قافلة طبية شرق حلب

قال رئيس خدمة الاسعاف في مناطق المعارضة في شرق حلب، إنّ محاولة لإجلاء أشخاص يحتاجون لرعاية طبية من شرق حلب، تعثرت اليوم (الخميس)، بعد أن فتح مسلحون موالون للرئيس السوري بشار الاسد، النار على القافلة ما أسفر عن اصابة ثلاثة أفراد.
وكانت المركبات تستعد للمغادرة بموجب اتفاق لإجلاء الناس من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد تقدم سريع لقوات النظام السوري في حلب.
كما أفاد متحدث باسم خدمة الاسعاف بأنّ مسلحين موالين للنظام "أطلقوا النار علينا وعلى سيارات الاسعاف وعلى أشخاص يقومون بفتح الطريق".
وفي وقت سابق، أفاد أحمد سويد رئيس منظومة الاسعاف والطوارئ في حلب لتلفزيون أورينت الموالي للمعارضة، بأنّ ثلاثة أشخاص أصيبوا في الواقعة. وتابع لتلفزيون أورينت أنّ قوات النظام أطلقت النار على القافلة ما أوقع ثلاثة مصابين أحدهم من الدفاع المدني وأضاف أنّهم نقلوا مرة أخرى إلى المناطق المحاصرة.
وذكر مسؤول في جماعة معارضة في حلب أن القافلة الاولى كانت قد وصلت إلى تقاطع الراموسة عندما تعرضت لاطلاق النار. وقال قياديون في المعارضة إنّها لم تستكمل العبور.
وفي مقابلة مصورة أرسلت إلى الصحافيين عبر خدمة للتراسل على الانترنت، ذكر رجل -قال إنّه يعمل في الدفاع المدني- أن قناصة أطلقوا الرصاص على الناس وهم يحاولون فتح الطريق لعربات الاٍسعاف لتمر من نقطة تفتيش للنظام خارج القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة. وتابع أنّ عربات الاسعاف كانت في طريقها إلى نقطة العبور التي حُدّدت لإجلاء الناس حين بدأت قوات النظام اطلاق النار حتى على الاشخاص الذين كانوا يحاولون فتح الطريق.
وسمع أحد العاملين في رويترز في منطقة قريبة خاضعة لسيطرة النظام زخات طلقات نارية استمرت دقائق.
من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر على موقع تويتر اليوم، إنّ عملية اجلاء حوالى 200 مصاب من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب جارية حاليًا في اطار اتفاق أوسع لوقف اطلاق النار.
في السياق، ذكرت وكالة تاس الروسية للانباء اليوم، نقلا عن وزارة الدفاع الروسية، أنّه بدأ اجلاء 5000 من مقاتلي المعارضة السورية وأسرهم من شرق حلب. كما نقل عن مسؤول عسكري روسي قوله إنّ المقاتلين وأسرهم سيخرجون عبر ممر انساني طوله 21 كيلومترا.
وأفادت مراسلة لرويترز اليوم، بأنّ أكثر من 20 حافلة خضراء تحركت من الاجزاء الخاضعة لسيطرة النظام في حلب إلى جيب تابع للمعارضة لاجلاء مقاتلين في اطار اتفاق لوقف اطلاق النار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».