ضبط طائرات استطلاع في طريقها إلى انقلابيي اليمن

تفكيك سيارة مفخخة في عدن بعد 48 ساعة على استهداف مجندي الجيش بهجوم انتحاري

جانب من الأجهزة التي ضبطت في طريقها للميليشيات الانقلابية في مأرب أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من الأجهزة التي ضبطت في طريقها للميليشيات الانقلابية في مأرب أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ضبط طائرات استطلاع في طريقها إلى انقلابيي اليمن

جانب من الأجهزة التي ضبطت في طريقها للميليشيات الانقلابية في مأرب أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من الأجهزة التي ضبطت في طريقها للميليشيات الانقلابية في مأرب أمس («الشرق الأوسط»)

منعت الأجهزة الأمنية اليمنية في محافظة مأرب وصول طائرات استطلاع إلى الانقلابيين في العاصمة صنعاء، حاولت شاحنة تهريبها تحت شحنة مولدات كهربائية.
وأوضح قائد الشرطة العسكرية في محافظة مأرب العقيد ناصر طريق، أن أفراد الشرطة العسكرية في نقطة الميل اشتبهوا في شاحنة تحمل قطع غيار لمولدات كهربائية وسيارات تعود لعدد من التجار، ولدى تفتيشها تبين لهم وجود قطع طائرات تجسس أسفل الشحنة.
وأضاف أن لجنة عسكرية تابعة للاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة العسكرية الثالثة والبحث الجنائي شُكلت للتحقيق ورفعت تقريرًا لرئاسة هيئة الأركان بشأن حمولة الشاحنة، لافتًا إلى أن الطائرات المضبوطة «تجسسية» وتعمل على رصد الأهداف العسكرية.
يذكر أن السلطات الأمنية في محافظة مأرب ضبطت سابقًا شحنات أسلحة قادمة من إيران كانت في طريقها إلى الانقلابيين في صنعاء الخاضعة لسيطرتهم منذ 21 سبتمبر (أيلول) 2014.
كذلك، أعلنت قوات الجيش اليمني بمحافظة مأرب، أمس، عن عثورها على شبكة ألغام وعبوات ناسفة ومتفجرات على شكل أحجار زرعتها ميليشيات الحوثي وصالح في المناطق التي تربط محافظتي مأرب والبيضاء شرق البلاد وتحديدا في جبهة العبدية.
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية في المحافظة نفسها لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن في مأرب ضبطت خلية إرهابية مكونة من 4 أشخاص يحملون متفجرات حاولوا زرعها في مكان تسليم رواتب الجنود بعاصمة المحافظة التي تتخذها «الشرعية» مقرا لقيادة معركة تحرير صنعاء من الميليشيات الانقلابية.
ولم تقدم المصادر تفاصيل أكثر عن عناصر الخلية أو مجريات التحقيق معها.
وفي جنوب البلاد، ضبطت قوات الأمن في العاصمة المؤقتة عدن أمس سيارة مزودة بكمية كبيرة من المتفجرات قال خبـــراء إنها كافية لنسف حي بالكامل. وتمكنت سلطات الأمن في عدن من ضبط هذه السيارة المفخخة بأحد الشوارع الخلفيـــــة في مدينة المعلا وســــط عدن، بعد معلومات أدلى بها مواطنون للأمن.
ولفت المكتب الإعلامي لإدارة أمن عدن إلى أن إفادات سكان من أبناء الحي عن وجود سيارة مشبوهة قادت قوات الأمن للمركبة التي كانت مركونة في الشارع الخلفي بالمعلا وبها كميات كبيرة من مادة «تي إن تي» المتفجـــــرة وألغام أرضية وعبوات ناسفة معدة لعمليات إرهابية مرتقبة.
وأكدت إدارة أمن عدن أن خبراء متفجرات تابعين لوحدة مكافحة الإرهاب تمكنوا من تفكيك سيارة بيضاء اللون وسحبوها من الحي المكتظ بالسكان بنجاح. وقال أحد المهندسين المشاركين في العملية إن نوع وكميّة المتفجرات الموجودة بداخل السيارة كافيان لنسف حي بأكمله.
وجاء تفكيك هذه السيارة المفخخة بعد أقل من 48 ساعة على عملية نفذها انتحاري وسط تجمّع لمجندين جدد بالجيش أمام بوابة معسكر الصولبان شرق مدينة عدن، مما تسبب في مقتل 48 مجندا على الأقل وجرح عشرات آخرين، وهي العملية التي تبناها تنظيم داعش الإرهابي.
وينتمي غالبية ضحايا ذلك الحادث الإرهابي إلى قبائل باكازم التي اجتمع عدد من أعيانها أمس بمديرية أحور التابعة لمحافظة أبين (شمال شرقي عدن) وعبروا عن استنكارهم وإدانتهم للاعتداء.
وقالت قبائل باكازم في بيان: «إن هذه العملية الإرهابية الآثمة تعبر عن حقد وإجرام من قاموا بها ومن يقف وراءهم تخطيطا ودعما وإسنادا ويسعون إلى زعزعة أمن واستقرار عدن خدمة للانقلابيين».
ودعا بيان القبائل الجهات المختصة إلى «اتخاذ أشد الإجراءات بحق الذين اقترفوا ذلك العمل الإجرامي ومحاسبة كل من تساهل في تأمين سلامه المجندين بقصد أو دون قصد، ومحاربة كل الجماعات الإرهابية».
وتابع البيان أن هذه العملية الإجرامية لن تزيد أبناء باكازم والجنوب عامة إلا قوة ولحمة وإصرارا على محاربة تلك الجماعات المتطرفة التي يستخدمها البعض لتحقيق أهدافهم السياسية المكشوفة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.