أنقرة تسقط قضية قتلى سفينة «مافي مرمرة» المرفوعة ضد ضباط إسرائيليين

أنقرة تسقط قضية قتلى سفينة «مافي مرمرة» المرفوعة ضد ضباط إسرائيليين
TT

أنقرة تسقط قضية قتلى سفينة «مافي مرمرة» المرفوعة ضد ضباط إسرائيليين

أنقرة تسقط قضية قتلى سفينة «مافي مرمرة» المرفوعة ضد ضباط إسرائيليين

أسقطت محكمة في إسطنبول، في وقت متأخر أمس (الجمعة)، الدعوى ضد 4 ضباط إسرائيليين، كانوا يحاكمون غيابيًا في قضية الهجوم على سفينة «مافي مرمرة»، التي حاولت كسر حصار غزة في عام 2010.
وبحسب موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) ووسائل إعلام إسرائيلية، أعلنت محامية عائلات الضحايا الأتراك، غولدن سونميز، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد جلسة استماع مغلقة في إسطنبول، أن مذكرة توقيف في حق الضباط الأربعة «سُحبت»، وفقًا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأكد مصطفى أوزبك، الناطق باسم «هيئة الإغاثة الإنسانية الإسلامية»، التي نظمت إرسال قافلة «أسطول الحرية» لكسر الحصار الإسرائيلي، حيث قتل 10 ناشطين أتراك من أفرادها على يد القوات الإسرائيلية، «إسقاط الدعوى».
وكان المدعون يطلبون عقوبة السجن مدى الحياة للضباط الأربعة، وهم رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غابي أشكينازي، وقائد البحرية السابق أليعازر ماروم، والقائد السابق للمخابرات العسكرية عاموس يادلين، ورئيس استخبارات سلاح الجو أفيشاي ليفي.
وألغيت كذلك مذكرات الاعتقال الصادرة بحق العسكريين الأربعة، بحسب تصريحات لمحامي الضحايا.
ويأتي القرار بعد طلب المدعي العام من محكمة إسطنبول الأسبوع الماضي إسقاط الدعوى، نتيجة لما نص عليه اتفاق إعادة تطبيع العلاقات الذي أبرم في يونيو (حزيران) الماضي بين أنقرة وإسرائيل، الذي يقضي بـ«إعفاء الأخيرة (إسرائيل) والعاملين باسمها ومواطنيها من الملاحقة القضائية في تركيا بخصوص الحادث الذي تعرضت له السفينة أثناء توجهها لكسر الحصار عن قطاع غزة».
وضمن اتفاق التطبيع، قدم سفير إسرائيل الجديد لدى تركيا، إيتان نائيه، الاثنين الماضي، أوراق اعتماده للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ومن المقرر أن يصل السفير التركي الجديد كمال أوكيم إلى إسرائيل اليوم.
وسبق أن أعلن إردوغان تعيين المستشار الحكومي السابق للسياسة الخارجية أوكيم سفيرًا جديدًا لدى إسرائيل، وذلك ليشغل منصبًا ظل شاغرًا منذ 2010، وكانت لجنة التعيينات في الخارجية الإسرائيلية صادقت قبل أسابيع على تعيين نائب السفير الإسرائيلي في لندن، إيتان نائيه، سفيرًا لإسرائيل في أنقرة.
وبموجب الاتفاق، وافقت إسرائيل على دفع مبلغ 20 مليون دولار تعويضات لضحايا الغارة، وبالمقابل لن يتحمل المواطنون الإسرائيليون أي تهم جنائية أو تبعات مالية جراء هذه الحادثة.
وسمح الاتفاق لتركيا بإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، لتنفيذ مشاريع البنى التحتية في المناطق الفلسطينية.
يذكر أن السفينة «مافي مرمرة» كانت جزءًا من أسطول سفن حاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، فاعترضتها القوات الخاصة الإسرائيلية في 31 مايو (أيار) 2010، وقتل 10 من الناشطين الأتراك المؤيدين للفلسطينيين، يحمل أحدهم جنسية مزدوجة، أميركية وتركية، وجرح العشرات في اشتباكات اندلعت عند اقتحام القوات الخاصة الإسرائيلية للسفينة، بعد نزولهم بالحبال من طائرات مروحية، فيما يلقي كلا الجانبين بمسؤولية اندلاع العنف على الآخر.
ولم يستطع تحقيق أجرته الأمم المتحدة تقديم تحديد دقيق للحظة التي بدأت فيها القوات الخاصة الإسرائيلية استخدام الذخيرة الحية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».