الحكومة التركية تقدم اليوم إلى البرلمان مشروعًا لتعديل الدستور

يمنح صلاحية أكبر لإردوغان في إصدار مراسيم لها قوة القانون

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقرأ الفاتحة على قبري مدير حملته الانتخابية عبد الله طيب أولكوك وأبنه اللذين قتلا في الانقلاب الفاشل في تموز الماضي (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقرأ الفاتحة على قبري مدير حملته الانتخابية عبد الله طيب أولكوك وأبنه اللذين قتلا في الانقلاب الفاشل في تموز الماضي (أ.ب)
TT

الحكومة التركية تقدم اليوم إلى البرلمان مشروعًا لتعديل الدستور

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقرأ الفاتحة على قبري مدير حملته الانتخابية عبد الله طيب أولكوك وأبنه اللذين قتلا في الانقلاب الفاشل في تموز الماضي (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقرأ الفاتحة على قبري مدير حملته الانتخابية عبد الله طيب أولكوك وأبنه اللذين قتلا في الانقلاب الفاشل في تموز الماضي (أ.ب)

أعلن بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي، أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا سيقدم اليوم (السبت) إلى البرلمان، مقترحا لتعديل دستوري يمهد للانتقال إلى النظام الرئاسي تم إعداده بالتعاون مع حزب الحركة القومية المعارض.
وقال يلدريم أمس (الجمعة) خلال تفقده بعض المشروعات في ولاية زونغولداق شمال تركيا: «بدءا من الغد» سنقدم مقترحا بتعديل الدستور إلى البرلمان. ويعتبر إدخال العمل بالنظام الرئاسي في تركيا مرهونا بتعديل الدستور التركي.
ويتضمن مشروع النظام الرئاسي، الذي يطرحه حزب العدالة والتنمية، تخويل الرئيس رجب طيب إردوغان سلطة إصدار مراسيم لها قوة القانون، كما يجري خلال حالة الطوارئ المعمول بها في البلاد حاليا.
ويحتاج حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى موافقة أغلبية لا تقل عن 60 في المائة من أعضاء البرلمان، أي ما يعادل 330 عضوا لإجراء استفتاء على تعديل الدستور.
وأوضح يلدريم، أن الانتقال إلى النظام الرئاسي من خلال المقترح المذكور، من شأنه أن يغلق الباب أمام الحكومات الائتلافية في تركيا. وأضاف يلدريم قائلا: «سنشهد أياما طيبة تتعزز فيها الديمقراطية، وتخلو من المشكلات والوصايات».
ولفت رئيس الوزراء إلى أن تركيا تشهد تحولات كبيرة في المجالات كافة، وأن حزب العدالة والتنمية يبذل ما في وسعه من أجل أن يكون البلد لائقًا بالشعب التركي.
وأكد أن العمل مستمر على تعديلات دستورية من أجل إنقاذ تركيا من الانقلابات، ومحو حالة عدم الاستقرار من تاريخ السياسة التركية تمامًا. وتابع القول: «سيجري البرلمان مناقشاته، وبعد مصادقته سنحيل هذا الاقتراح بالتعديل الدستوري لكم (مخاطبا الشعب) من أجل تحقيقه (في إشارة للاستفتاء)، فنحن نؤمن بأن الحل النهائي للمشكلات والأزمات في تركيا هو الشعب».
تجدر الإشارة إلى أن رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجه لي، صرح في وقت سابق بعدم وجود أي مسائل عالقة بين حزبه وحزب العدالة والتنمية حول التعديلات الدستورية.
وبعد حصول مقترح تعديل الدستور على موافقة ثلثي أعضاء البرلمان 367 من أصل 550 عضوا إجمالي عدد الأعضاء، تتم إحالته للرئيس، ويصبح نافذًا بعد مصادقة الأخير عليه.
وفي حال رفض رئيس الجمهورية إقراره، يتم اللجوء إلى استفتاء شعبي. أما إذا حصل المقترح على موافقة 330 عضوا (ثلاثة أخماس الأعضاء) أو أكثر، ولكن دون ثلثي الأعضاء، فيتم عرضه على رئيس الجمهورية، وفي حال إقراره، يتم نشر المقترح في الجريدة الرسمية تمهيدا لعرضه لاستفتاء شعبي. ويمكن إجراء استفتاء على القانون المتعلق بإجراء تعديلات دستورية بعد مرور 60 يوما على موافقة رئيس الجمهورية عليه.
تجدر الإشارة إلى أن حزب العدالة والتنمية (الحاكم) يمتلك 317 مقعدا في البرلمان الحالي، إلا أن عدم مشاركة رئيس البرلمان إسماعيل قهرمان، المنتمي للحزب في التصويت على مقترح تغيير الدستور، يعني أن الحزب سيشارك بـ316 عضوا في التصويت.
يبلغ عدد مقاعد حزب الشعب الجمهوري المعارض 133 مقعدا برلمانيا، وحزب الحركة القومية المعارض 40 مقعدا، وحزب الشعوب الديمقراطي 59 مقعدا، إضافة إلى نائب مستقل واحد.
ويدعم «الحركة القومية» طرح مقترح «التعديل الدستوري» للاستفتاء، في حين يعارض «الشعب الجمهوري» أجراء التعديل.
ووفقا للمعطيات السابقة، فإنه من المنتظر أن يوافق على المقترح أكثر من 330 عضوا، وأقل من 367 عضوا، ومن ثم يحال إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي صرح مرات عدة بأنه سيحيله للاستفتاء الشعبي.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».