مظاهرة حاشدة لحماس في ذكرى انطلاقتها السنوية الـ29

اعتقال خلية خططت لشن هجمات ضد قاعدة للجيش الإسرائيلي

جانب من المظاهرة الحاشدة لحركة حماس في ذكرى انطلاقتها السنوية الـ29 في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرة الحاشدة لحركة حماس في ذكرى انطلاقتها السنوية الـ29 في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

مظاهرة حاشدة لحماس في ذكرى انطلاقتها السنوية الـ29

جانب من المظاهرة الحاشدة لحركة حماس في ذكرى انطلاقتها السنوية الـ29 في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرة الحاشدة لحركة حماس في ذكرى انطلاقتها السنوية الـ29 في شمال قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

تظاهر آلاف من أنصار حركة حماس، أمس الجمعة، في شمال قطاع غزة، بمناسبة الذكرى السنوية الـ29 لانطلاقة الحركة.
ورفع المشاركون في المظاهرة، التي انطلقت من عدة مساجد عقب أداء صلاة الجمعة، رايات حماس الخضراء وأعلاما فلسطينية، وصورا لقادة ومؤسسي الحركة.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، خليل الحية، مخاطبا المتظاهرين، إن الحركة «عند مبادئها التي انطلقت عليها، ولن تحيد عن برنامج المقاومة من أجل تحرير كل فلسطين». كما عبر الحية عن رفض حماس لكل أشكال التطبيع العربي أو الإسلامي مع إسرائيل، محذرا من محاولات تجري لإقناع الشعوب في المنطقة بالتطبيع على حساب القضية الفلسطينية.
ووصف الحية إسرائيل بأنها «كائن سرطاني في المنطقة وستزول لا محالة». كما دعا قيادي حماس إلى فتح حوار فلسطيني داخلي شامل «يقوم على الشراكة الكاملة والاعتراف بالآخر، والالتفاف حول برنامج المقاومة وحماية الحقوق والثوابت» من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007، معتبرا أن خطوة من السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل «ستمثل تعبيرا صادقا عن الرغبة في الشراكة الوطنية، وتمهيدا للطريق أمام الوحدة الوطنية المنشودة».
كما دعا قيادي حماس، حركة فتح إلى تبني قرار فلسطيني مشترك بإلغاء اتفاق أوسلو للسلام المرحلي مع إسرائيل «الذي جلب الويلات والمصائب للقضية الفلسطينية».
وبدأ الانقسام الفلسطيني الداخلي منتصف عام 2007، إثر سيطرة حماس على قطاع غزة بالقوة، وذلك بعد جولات اقتتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
من جهة ثانية، ذكر تقرير إخباري أن الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) اعتقلا خلية تضم 8 فلسطينيين، من بينهم عناصر من حماس، كانت تعتزم شن هجمات على قاعدة للجيش وإطلاق نار في القدس.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس، نقلا عن أجهزة الأمن الإسرائيلية، أن أفراد الخلية التي يحمل أفرادها الجنسية الإسرائيلية، من سكان حيي صور باهر والشيخ جراح، شرق القدس، وبعضهم ناشطون «حمساويون».
وقالت الإذاعة إن أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض عليهم قبل أن ينفذوا مخططاتهم.
يأتي ذلك بعد مرور يوم على إعلان جهاز الأمن الإسرائيلي اعتقال خلية تابعة لحركة حماس جنوب الضفة الغربية، كانت تخطط لشن هجمات وخطف إسرائيلي بهدف مبادلته بأسرى فلسطينيين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.