أخبار الأوسكار

أخبار الأوسكار
TT

أخبار الأوسكار

أخبار الأوسكار

• آخر مرّة فاز فيها فيلم فرنسي (أو مقدّم باسم فرنسا وإن كان تمويله مشتركًا في بعض الأحيان) بأوسكار أفضل فيلم أجنبي وقع في عام 1993. الفيلم المحظوظ كان «إندوشين» لرغيه وورنييه، وفاز عنوة عن أربعة أفلام أخرى هي «داينز» (بلجيكا)، «قريب من عدن» (روسيا)، «مكان في العالم» (أورغواي)، و«شتونك» (ألمانيا).
• بعد ذلك، جفاف لـ24 سنة فازت أفلام مختلفة، ألمانية وإيطالية وبوسنية وأرجنتينية لكن فرنسا خرجت صفر اليدين خلال تلك الحقبة.
• هذه الدورة الجديدة التي بدأت رسميًا هذا العام باستقبال الترشيحات المختلفة، فيها فيلم فرنسي هو أقوى من تلك التي تقدمت بها فرنسا خلال السنوات الفاصلة. والمخرج غير فرنسي.
• إنه فيلم «هي» للهولندي بول فرهوفن الذي قامت إيزابل أوبير ببطولته تؤدي فيه شخصية امرأة تملك مؤسسة للكومبيوتر غرافيكس تتعرض للاغتصاب في بيتها، وتصر على عدم طلب نجدة البوليس. خلال سياق الحكاية التي تمر عميقة وخفيفة في الوقت ذاته، تتربص بالمعتدي من دون أن تعلم بالتأكيد من هو. تجر قدمه مرّة أخرى لكنها مستعدة هذه المرّة وتكشفه. في الوقت ذاته هي محاطة بمشكلات: أمها متصابية، ابنها (الأبيض) أحب فتاة حاملاً من صديقه الأفريقي، وواحد في شركتها يفبرك صورًا لها، ثم هناك حياتها الخاصة: على علاقة بزوج أقرب صديقاتها وتبحث في محيط شبابي (أصغر منها سنًا) عن أيام مضت.
• فرنسا فازت بـ12 أوسكار أفضل فيلم أجنبي وذلك منذ سنة 1956 عندما تم إنشاء هذه الجائزة. هذه الدزينة من المرّات هي من بين 40 ترشيحًا تقدّمت به، آخرها في العام الماضي عبر فيلم «موستانغ»، لكن الفائز كان «ابن شاوول» باسم المجر.
• إيطاليا تتقدمها بـ14 فوزًا و(على نحو طبيعي؟) لا وجود لفوز عربي و(الغالب) لن يكون.. وإن كان فليس هذا العام على الرغم من وجود 9 أفلام مقدّمة بعضها أفضل من بعضها الآخر.
• حظ الممثلة أوبير في الفوز على نحو منفصل بأوسكار أفضل ممثلة ارتفع قليلاً مطلع هذا الأسبوع عندما فازت بجائزة أفضل ممثلة في ترشيحات نقاد نيويورك ولوس أنجليس على حد سواء. هي جيدة في الفيلم (وجيدة عمومًا في كل فيلم) لكن الدور المكتوب جيدًا كان سيمنح أي ممثلة سواها تلعب الدور، ولديها موهبتها، الفوز أيضًا.
• المنتج هو سعيد بن سعيد ومايكل مركت اللذان وافقا على شراء حقوق رواية كتبها فيليب جيان وقام ديفيد بيرك وهارولد مانينغ بكتابة السيناريو الذي قد يدخل كذلك عرين مسابقة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس. تم إنشاء هذه المسابقة سنة 1945 وتقدم لها 72 سيناريو غير مكتوب بالإنجليزية فاز منها 3 فقط.



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.