تساؤلات حول الخبرات العسكرية المحدودة لموسكو بعد سقوط طائرتين روسيتين في المتوسط

التدخل العسكري في سوريا أظهر ضعف ترسانتها.. وفارق كبير لصالح القدرات الأميركية

تساؤلات حول الخبرات العسكرية المحدودة لموسكو بعد سقوط طائرتين روسيتين في المتوسط
TT

تساؤلات حول الخبرات العسكرية المحدودة لموسكو بعد سقوط طائرتين روسيتين في المتوسط

تساؤلات حول الخبرات العسكرية المحدودة لموسكو بعد سقوط طائرتين روسيتين في المتوسط

أثار خبر سقوط طائرة حربية روسية جديدة قبالة الشواطئ السورية، أمس، بعد أقل من شهر على سقوط طائرة أخرى في الموقع نفسه، خلال محاولتها الهبوط على حاملة الطائرات الروسية «الأميرال كوزنيتسوف» الموجودة في البحر المتوسط في إطار العمليات العسكرية في سوريا، تساؤلات حول الخبرات والقدرات العسكرية المحدودة لموسكو، والتي يؤكد خبراء أنّها لا تُقارن بتلك الأميركية التي تفوقها نوعًا وكمًا.
ولا تقتصر الأخطاء العسكرية الروسية على فشل الطائرات بالهبوط، بل تتعداها لعمليات إطلاق الصواريخ. ففي العام الماضي أعلنت شبكة «سي إن إن» الأميركية نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن صواريخ مجنحة من نوع «كاليبر»، أعلنت روسيا إطلاقها من سفن حربية في بحر قزوين تجاه سوريا، سقطت في إيران من غير تحديد مكان سقوطها. ورجح الجيش الأميركي وأيضًا الاستخبارات الأميركية بحينها تحطم 4 صواريخ على الأقل خلال طيرانها فوق إيران، باعتبار أن السفن الحربية الروسية تتمركز جنوب بحر قزوين، مما يعني أن المسار المحتمل للصواريخ حتى تصل إلى سوريا هو العبور فوق إيران والعراق.
وقد تكرر الحادث منتصف الشهر الماضي بعدما أخطأ صاروخ روسي هدفه في مدينة سراقب الواقعة شمال غرب سوريا، حينها قال ناشطون معارضون إن صاروخًا مجنحًا «سقط على بُعد 50 مترًا من مستودع ضخم للأسلحة تعود ملكيته لتنظيم فيلق الشام»، وأشاروا إلى أن الصاروخ «يظهر أنه كان يحاول استهداف المستودع لكنه أخطأ هدفه». وقد أثارت الأخطاء المتتالية مخاوف الناشطين والمدنيين في سوريا الذين باتوا عرضة أكثر من أي وقت مضى لأخطاء عسكرية روسية وأخطاء تقترفها طائرات التحالف الدولي تؤدي إلى مقتلهم.
وأعلن الجيش الروسي أمس أن طائرة عسكرية روسية من نوع «سوخوي 33» تحطمت في البحر بعدما فشل هبوطها على حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف الموجودة في البحر المتوسط، في إطار العمليات العسكرية في سوريا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «بعد أن قامت بمهمة قتالية في سوريا تجاوزت طائرة السوخوي 33 مدرج الهبوط عند محاولتها الهبوط على حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف». ورد البيان الحادث لـ«انقطاع الحبل» الذي يفترض أن يعلق بالطائرة لتخفيف سرعتها عند هبوطها، موضحًا أن الطيار نجح في قذف نفسه في الوقت المناسب واستخدام المظلة من دون أن يصاب بجروح.
وبحسب رئيس مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (أنيجما) الدكتور رياض قهوجي فإن «امتلاك موسكو لحاملة طائرات واحدة هي تلك الموجودة حاليا قبالة الشواطئ السورية، تجعل الطيارين يفتقرون للخبرات القتالية الميدانية، خاصة وأنّها قد تكون المرة الأولى التي يشارك معظمهم بعمليات عسكرية من هذا النوع، وهو ما يفسر سقوط الطائرتين خلال محاولتهما الهبوط». وقال قهوجي لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل مؤشر للمشكلات التقنية التي تواجه هذه الطائرات، خصوصا أنه خلال الحروب تزداد مهماتها وساعات العمل، وبالتالي الضغوط على الفرق العسكرية، وهو ما يؤدي تلقائيًا لارتفاع عدد الحوادث والأخطاء».
وأوضح قهوجي أن «التدخل العسكري الروسي المكثف في سوريا أظهر مكامن ضعف ترسانة موسكو والفارق الكبير بين نوعية السلاح والقدرات العسكرية الروسية وتلك الأميركية»، لافتا إلى أن «90 في المائة من الذخائر التي تستخدمها روسيا في سوريا هي من القنابل والصواريخ الغبية والقديمة غير الموجهة عبر منظومات الليزر، أو عبر الأقمار الاصطناعية، بينما الترسانة الأميركية تعتمد 100 في المائة على الأسلحة الذكية». وأضاف: «مثلا ومقابل امتلاك موسكو لحاملة طائرات واحدة، تمتلك واشنطن 12 حاملة».
بالمقابل، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي نزار عبد القادر أن «الأخطاء الروسية المتتالية قد تحصل، ولا دلالات كبيرة لها، خاصة وأن الروس يمرون بمرحلة تجربة مختلف الأسلحة الحديثة والمتطورة التي بحوزتهم»، لافتا إلى أن «سقوط طائرة السوخوي 33 قد يكون ناتجا عن عطل بالأجهزة، أو عن خطأ اقترفه الطيار، وهذا ما يحصل عادة مع الأميركيين أيضا ولا يقتصر على الروس». وقال عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «على كل الأحوال، فإن موسكو ليست صاحبة خبرات طويلة في مجال حاملات الطائرات، باعتبار أنّها لا تملك إلا واحدة فقط، بخلاف الخبرة الأميركية الطويلة في هذا المجال، والتي تعود للحرب العالمية الثانية».
ويُمكن تبيان الأخطاء الروسية في عدم إصابة الأهداف داخل سوريا من خلال المقاطع المصورة التي تنشرها وزارة الدفاع الروسية، والتي تعتمد على كاميرات التصوير المرافقة لعمليات القصف، حيث يتحدد الهدف في موقع، ويحدث الانفجار في موقع آخر يبعد عنه مسافة أمتار.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».