تسود حالة من الغضب والتوتر الشديدين دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشرقية المحتلة ودار الإفتاء، في أعقاب إعلان الشرطة الإسرائيلية، قرارها زيادة ساعة على فترة اقتحام المستوطنين والسياح لباحات المسجد الأقصى المبارك، لتصبح من الساعة السابعة والنصف صباحا (بدلا من الثامنة والنصف) حتى الحادية عشرة قبل الظهر.
وقد أعلنت دائرة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية (التابعة للحكومة الأردنية)، رفضها بشدة قرار الشرطة الإسرائيلية. وقال مديرها العام، الشيخ عزام الخطيب، إن «هذا البلاغ هو فرض واقع جديد ورضوخ لليمين المتطرف الذي يحاول زعزعة الأمور في المسجد الأقصى المبارك»، و«الحكومة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية تتحمل مضاعفات ما قد ينتج عنه من استفزازات واقتحامات». وأضاف الشيخ الخطيب: «إن هذا اعتداء على وصاية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، التي سندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة، وإن محاولة إسرائيل العمل على تطبيق التقسيم الزماني والمكاني ستفشل بإذن الله». وأضاف، أن «هذا يعبر عن سوء نوايا إسرائيل، في محاولتها تطبيق التقسيم الزماني والمكاني، كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وهو تصعيد خطير بحق المسجد الأقصى المبارك ولا بد من وقفه».
وفي السياق عينه، حذر الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، من أبعاد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي، واعتبره تشجيعا للمستوطنين والجماعات المتطرفة التي تسعى لبناء الهيكل اليهودي مكان مسجد قبة الصخرة المشرفة». وبيّن المفتي تداعيات هذا القرار الخطير: «الذي يكشف عن نوايا سلطات الاحتلال العدوانية، وغطرستها، وعنجهيتها تجاه فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك». وأكد على رفض أي تدخل من قبل هذه السلطات في شؤون المسجد الأقصى المبارك. وقال: «نحن كمسلمين نرفض أصلاً اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك. فمهما أوغلت هذه السلطات في قراراتها، فإننا نؤكد على إسلامية المسجد الأقصى المبارك، الذي لا يحق لأي جهة غير المسلمين التدخل في شؤونه». وجدد حثه كل من يستطيع شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك أن يقوم بذلك بهدف المرابطة فيه، وإعماره بالصلاة لنصرته، والوقوف سدًا منيعًا في مواجهة ما يحاك له من مكائد للنيل من قدسيته، وتفويت الفرصة على من يدنسونه ويعتدون عليه. وناشد المفتي الأمتين العربية والإسلامية بذل أقصى جهودهما العملية لحماية المسجد الأقصى المبارك والقدس، ونصرتهما بكل الوسائل والطرق المتاحة، للحفاظ على حرمة المدينة المقدسة ومنع سياسة فرض الأمر الواقع التي تجري على قدم وساق.
يذكر أن سلطات الاحتلال تسمح للمستوطنين والسياح الأجانب بدخول المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، الذي تسيطر على مفاتيحه منذ احتلال القدس سنة 1967، تحت غطاء «السياحة الخارجية». وتشير الإحصائيات الرسمية، إلى أن 1256 مستوطنا دخلوا باحات المسجد الأقصى خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت دائرة الأوقاف، في بيان صحافي، إن 996 مستوطنا و182 طالبا يهوديا و148 شرطيا إسرائيليا اقتحموا المسجد خلال الشهر الماضي.
إسرائيل تزيد فترة دخول اليهود إلى باحات الأقصى ساعة إضافية
المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد يحذر من تبعات القرار
إسرائيل تزيد فترة دخول اليهود إلى باحات الأقصى ساعة إضافية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة