10 نقاط جديرة بالدراسة من المرحلة الرابعة عشرة للدوري الإنجليزي

خسارة صادمة لليفربول وانتصار لافت لتوتنهام وكبير لآرسنال وثمين لسندرلاند

ستيف كوك لاعب بورنموث يحتفل بهدفه الذي منح فريقه فوزًا صادمًا على ليفربول (رويترز)
ستيف كوك لاعب بورنموث يحتفل بهدفه الذي منح فريقه فوزًا صادمًا على ليفربول (رويترز)
TT

10 نقاط جديرة بالدراسة من المرحلة الرابعة عشرة للدوري الإنجليزي

ستيف كوك لاعب بورنموث يحتفل بهدفه الذي منح فريقه فوزًا صادمًا على ليفربول (رويترز)
ستيف كوك لاعب بورنموث يحتفل بهدفه الذي منح فريقه فوزًا صادمًا على ليفربول (رويترز)

أظهرت المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز تأثير غياب كوتينيو على فريق ليفربول وانكشف ذلك في الخسارة أمام بورنموث، وربما يعاني الفريق أكثر مع إصابة لاعب وسطه الآخر جويل ماتيب، في الوقت الذي كشفت فيه هذه الجولة استعادة سندرلاند وكريستال بالاس لبعض التماسك. وهنا نستعرض أهم 10 نقاط تستحق الدراسة من هذه المرحلة.
1- إصابة ماتيب قد تخلق مصاعب إضافية لليفربول
من الواضح أن القدر قال كلمته الأخيرة بخصوص إصابة فيليبي كوتينيو نجم ليفربول، التي من المحتمل أن تبقيه بعيدًا عن صفوف الفريق حتى الشهر المقبل. وتأتي الإصابة في وقت بدأ كوتينيو أكثر لاعبي خط الهجوم بالفريق إبهارًا والأكثر خطرًا على الفرق المنافسة خلال هذا الموسم، بل واعتبر كثيرون خط هجوم ليفربول الرباعي هو العنصر الأكثر إمتاعًا خلال الموسم.
ومع ذلك، فإن الهزيمة التي مني بها الفريق أمام بورنموث بنتيجة 4 - 3 أول من أمس، ربما تنبئ عن أن ثمة غيابا آخر بسبب الإصابة قد يخلف وراءه تداعيات أخطر بالنسبة لأداء الفريق، إنه جويل ماتيب. كان لاعب قلب خط الوسط الكاميروني مثالاً هادئًا للتناغم واستمرارية الأداء المتألق، الأمر الذي افتقر إليه ليفربول بشدة أمام بورنموث. وبالنظر إلى النتائج نجد أن الفريق بقيادة المدرب يورغن كلوب ربما لا يواجه مشكلة تذكر في إحراز أهداف في ظل غياب كوتينيو. في المقابل، فإن العمل على الحيلولة دون اختراق أهداف لشباكهم دون وجود ماتيب في صفوفهم بسبب إصابة في الكاحل، ربما ينطوي على صعوبة أكبر.
2- ليدلي وبونشيون يصلحان ما فسد في كريستال بالاس
ساد شعور داخل ملعب سلهرست بارك الخاص بكريستال بالاس في أعقاب المباراة الأخيرة بأن الفريق اجتاز لحظة حرجة من مسيرته هذا الموسم. ومع ذلك، يبدو هذا الارتياح سابقا لأوانه بعض الشيء. المؤكد أن تعرض فريق ما لست هزائم متتالية أمر لا يحدث بمحض الصدفة. جدير بالذكر أن كريستال بالاس بقيادة المدرب آلان باردو من المقرر أن يواجه مانشستر يونايتد وتشيلسي في أعقاب مباراة بالغة الأهمية في هال سيتي خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبل.
ومع ذلك، تبقى واحدة من الأنباء السارة لجماهير كريستال بالاس الصلابة والانضباط التي أبداها لاعبو الفريق، ما أثمر فوزهم على ساوثهامبتون. اللافت أن ثلاثة لاعبين على وجه التحديد اضطلعوا بدور محوري في هذا الفوز: داميان ديلاني ودو ليدلي وجيسون بونشيون. وقد تميز أداء اللاعبين الثلاثة بالجدية والقوة البدنية واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.
كان ديلاني قد نجح في فرض رقابة صارمة على تشارلي أوستن، بينما نجح ليدلي في زعزعة إيقاع تمرير الكرة بين لاعبي ساوثهامبتون، في الوقت الذي عاد الفضل وراء الهدف الثالث لكريستال بالاس إلى قدرة بونشيون الرائعة على التوقع. وبفضل الأداء الجماعي الرائع لكريستال بالاس، فشل لاعبو ساوثهامبتون بقيادة المدرب كلود بويل في تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الخصم.
3- مورينيو يفقد بريقه ويونايتد يفقد النقاط
أكثر ما يثير القلق بخصوص المدرب جوزيه مورينيو على مدار الشهور الـ18 الأخيرة، أن ثمة نقاط قصور جديدة تستمر في الظهور في الفرق التي يتولى تدريبها. ومن الواضح أن قدرته التي لطالما اشتهر بها على دفع اللاعبين لفعل أي شيء من أجله، تلاشت وولت، مثلما الحال مع التماسك الدفاعي الذي اشتهر به. والآن، يبدو أن لاعبيه يفتقرون بوضوح إلى الصلابة الذهنية. وتعد ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم في وقت متأخر من المباراة ومهد لها مروان فيلايني الطريق على نحو عبثي، ليحولها ليتون بينز، لاعب إيفرتون، إلى هدف، الكرة الخامسة التي تخترق شباك مانشستر يونايتد خلال الدقائق الـ10 الأخيرة في مباريات هذا الموسم، الأمر الذي كبد الفريق 8 نقاط.
وكان بمقدور هذه النقاط وضع مانشستر يونايتد خلف مانشستر سيتي بنقطة واحدة، ودخوله الحيز الذي يضمن له المشاركة ببطولة دوري أبطال أوروبا. من جانبه، أكد مورينيو في أعقاب المباراة أنه على امتداد المباريات الست التي خاضها فريقه وانتهت بالتعادل، كانوا هم الجانب الأفضل، لكن هذا الأمر لن تكون له أهمية تذكر إذا ما استمر نزيف النقاط داخل مانشستر يونايتد في اللحظات الأخيرة من المباريات.
4- كليفرلي عاجز عن فرض نفسه في إيفرتون
كان من اللافت أنه في أعقاب سلسلة من المباريات ذات الأداء الباهت، قرر رونالد كومان مدرب إيفرتون إقصاء لاعبه روس باركلي عن التشكيل الأساسي أمام مانشستر يونايتد. إلا أنه بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا بشأن ما إذا كان هذا القرار قاسيا، فإن الغالبية تتفق على سوء اختيار اللاعب الذي سيحل محله. في الواقع، كان من الصعب مقاومة الشعور بالأسى تجاه توم كليفرلي الذي جرى الدفع بلاعب آخر بدلاً عنه بعد 65 دقيقة من الأداء الفاتر، ما أثار صيحات التهليل تأييدًا للقرار من جانب جماهير إيفرتون. ومع ذلك، فإنه من السهل أن يدرك المرء في الوقت ذاته السر وراء سعادة جماهير النادي بخروجه من الملعب.
في الحقيقة، مرت سبع سنوات منذ أول مباراة يشارك بها كليفرلي مع الفريق الأول. وطوال تلك الفترة، عجز عن تحديد نمط الدور الذي يمثله، ويبقى التساؤل قائمًا: ما الدور الذي يلائمه؟ أما اللحظة التي بدا خلالها أن كليفرلي قد أشعل غضب جماهير غوديسون بأقصى صورة فهي عندما مرر الكرة باتجاه الخلف قرب أطراف منطقة مرمى مانشستر يونايتد كخطوة للتمهيد لشن هجوم، الأمر الذي قضى على زخم الكرة تمامًا. ربما هناك حاجة حقًا لإقصاء باركلي عن التشكيل الأساسي لبعض الوقت، لكن هذا لا يعني أبدا الدفع بكليفرلي مكانه، ذلك أنه لاعب يبدو أن تمريره الكرة على امتداد الطرف الجانبي للملعب يمثل أقصى طموحه.
5- رغم أخطاء الحكام..ليس لدى مانشستر سيتي عذر
بخلاف المشاجرات التي وقعت عند خط التماس لدى الفوز بالمباراة، فإن النقطة الكبرى المثيرة للجدال فيما يتعلق بما شهده استاد الاتحاد مؤخرًا تدور حول ما إذا كان ينبغي لديفيد لويز مدافع تشيلسي البقاء داخل الملعب لفترة كافية حتى يتعرض لمخالفة من جانب سيرغو أغويرو مهاجم مانشستر سيتي في الدقيقة الأخيرة من المباراة. ولا ترتبط الفكرة الرئيسة هنا بحقيقة أنه كان المدافع الأخير عندما تصدى على نحو غير قانوني لأغويرو أثناء عدوه باتجاه المرمى أثناء الشوط الأول. إن قوانين كرة القدم لا تأبه لفكرة ما إذا كان المدافع هو الأخير، رغم الاستخدام الشائع لهذا الوصف، وإنما تركز بدلاً من ذلك على ما إذا كانت هناك فرصة واضحة لإحراز هدف جرى اعتراضها. بطبيعة الحال، تنطوي مسألة تقدير ذلك على صعوبة أكبر، وبدا لجميع الحضور داخل الاستاد أن أنطوني تايلور فضل تجنب اتخاذ قرار من خلال التظاهر أن شيئا لم يحدث. والمؤكد أن الحكم كان سيتعرض لانتقادات أيضًا لو أنه طرد ديفيد لويز، نظرًا لأنه كان ما يزال على مسافة بعيدة من المرمى. وكانت ستشتعل موجة غضب أكبر لو أنه وجه إنذارًا إلى المدافع، وهي أقل عقوبة يستحقها، مع السماح له بالبقاء داخل الملعب.
ومع ذلك، يبقى الحكم جديرًا ببعض مشاعر التعاطف من جانبنا، ذلك أنه في حقيقة الأمر ليس ثمة مكان للحلول الوسط في مثل هذه المواقف - فإما أن يتخذ الحكم الإجراءات القصوى أو يقف ساكنًا. واختار تايلور ألا يحرك ساكنًا - وربما كان اختياره خاطئًا. ومع ذلك تظل الحقيقة أن مانشستر سيتي كانت أمامه ساعة بأكملها وفرصة ثمينة لتعويض ما حدث.
6- بيرنلي بحاجة لتسجيل أهداف بسرعة
خلال آخر مرة شارك بيرنلي بالدوري الممتاز، فاز في ثلاث مباريات بعيدًا عن أرضه، وجاءت اثنتان منها بعدما فات الأوان وأصبح هبوطه حقيقة واقعة. وواجه النادي مشكلة مشابهة عندما شارك بالدوري الممتاز موسم 2009 - 2010. في تلك المرة، فاز في مباراة واحدة فقط بعيدًا عن أرضه وتعادل في أخرى وخسر الباقي.
وعلى ما يبدو، يعيد هذا السيناريو نفسه من جديد هذا الموسم، ذلك أن الهزيمة التي مني بها بيرنلي على يد ستوك سيتي، السبت، بنتيجة 2 - 0 تعتبر الخامسة على امتداد ست مباريات خارج أرضه. أما المرة الوحيدة التي تجنب خلالها بيرنلي الهزيمة فكانت عندما تعادل على استاد أولد ترافورد دون أهداف نهاية أكتوبر (تشرين الأول).
أما الأمر الذي ربما يثير القلق على نحو أكبر فهو أن بيرنلي سجل هدفًا واحدًا فحسب خارج ملعبه، من ركلة جزاء في مرمى ساوثهامبتون في لقاء انتهى بفوز الأخير بنتيجة 3 - 1. ومن جهته، سارع المدرب شون دايتش إلى توجيه سهام النقد إلى الحيل التي استخدمها فريق ستوك سيتي خلال لقاء السبت ومستوى التحكيم، لكن هذا بالتأكيد ليس السبب وراء التراجع المستمر في ترتيب بيرنلي بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز.
7- مزيد من الانتصارات.. ومزيد من المال لسندرلاند
ابتسم مدرب سندرلاند لدى اقتراح البعض أمامه فكرة أن لاعبيه بدأوا يشبهون عن حق «فريق ديفيد مويز». ورغم أن الأمر استغرق بعض الوقت، بدأ مويز أخيرًا في إظهار قدرته على جعل فريقه يبدو في صورة مجملة أكبر بكثير من مجموع أجزائه. وفي الوقت الذي يبدو واضحًا أن الدروس التي قدمها إلى لامين كونيه وبابي دجيلوبودجي فيما يتعلق بالدفاع قد نجحت في تحقيق الأثر المرجو، فإن نتائج جهوده في تعزيز الجانب الهجومي لدى فيكتور أنيتشيبي جاءت مذهلة. وبالفعل، نجح سندرلاند في تحقيق ثلاثة انتصارات على مدار أربع مباريات، الأمر الذي خلق شعورًا كبيرًا بالتفاؤل.
إلا أن الإبقاء على المنحنى في حالة صعود يتطلب من مويز الفوز في ثلاث مباريات بالغة الأهمية هذا الشهر أمام سوانزي سيتي وواتفورد وبيرنلي. أما الثمار المحتملة حال النجاح في ذلك فإنها قد تتجاوز مجرد حصد تسع نقاط قيمة، ذلك أن الفوز ربما يقنع أليس شورت، مالك النادي، في توجيه مزيد من الاستثمارات إلى الفريق، ربما تبدأ بضم يان مفيلا، لاعب نادي روبين كازان الروسي حاليًا، إلى النادي.
8- المباريات السابقة ربما تحمل مفتاح الفوز لتوتنهام
هل توتنهام هوتسبير على استعداد للانطلاق من جديد؟ عندما خسر أمام تشيلسي، السبت قبل الماضي، توقف سجل أدائه خلال هذا الموسم من الدوري الممتاز عند 6 فوز و6 تعادلات وخسارة واحدة ليستقر عند المركز الخامس بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، الأمر الذي تطابق تمامًا مع أرقام أداء الفريق خلال الفترة ذاتها من الموسم الماضي. خلال مواجهة السبت، نجح توتنهام في إنزال هزيمة كبيرة بسوانزي سيتي. من منظور الإحصاءات، يبدو توتنهام هذا الموسم أفضل حتى عن الموسم الرائع الذي قدمه 2015 - 2016. في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي، نجح الفريق في تحقيق انطلاقة فريدة من نوعها، فهل ينجح هذا الموسم بقيادة المدرب ماوريسيو بوكتينيو من تكرار هذا الإنجاز؟ رغم أن خروج النادي من بطولة دوري أبطال أوروبا جاء بمثابة صفعة له، فإن بمقدور الفريق تحويل هذه الانتكاسة إلى ميزة لصالحه من خلال الاستفادة من إمكانية حصر تركيزه على الدوري الممتاز. في الوقت ذاته، يعود هاري كين من الإصابة بأداء متألق، مع ظهور مؤشرات توحي بتزايد مستوى التناغم في الأداء الجماعي للاعبين خلال مباراة سوانزي سيتي. وعلى ما يبدو، يشعر بوكتينيو بالفعل باقتراب الفريق من نقطة تحول في مساره.
9- إيفانز وماكولي.. اختبار حقيقي بانتظار كوستا
عندما يحاول تشيلسي تمديد مسلسل انتصاراته المتتالية في الدوري الممتاز إلى تسع مباريات الأحد المقبل، فإنه محاولته ستواجه مدافعين أفضل عما سبق وإن واجهه أمام مانشستر سيتي يوم السبت. في الواقع، قليلة هي الفرق التي تتمتع بقلب دفاع في مستوى قوة محور الشمال الآيرلندي الذي يتميز به وست بروميتش ألبيون. على سبيل المثال، يعد جوني إيفانز مدافعًا قديرًا ربما كان جون ستونز، مثلاً، ليستفيد من دراسة أدائه لولا الاستعانة بإيفانز في خط الوسط عندما فاز مانشستر سيتي على وست بروميتش ألبيون في أكتوبر.
أما غاريث ماكولي، الذي يكمل الـ37 من عمره الاثنين، فقد لعب بدأب كل دقيقة من كل مباراة شارك بها مع وست بروميتش ألبيون هذا الموسم، وقدم خلال الجزء الأكبر منها أداءً رائعًا، ذلك أنه بدأ قويًا وحصيفًا، ومثل إيفانز دائمًا ما يبدو قادرًا على تسجيل أهداف من نقاط ثابتة. وبالنسبة لدييغو كوستا مهاجم تشيلسي - الذي يبدو في حالة متألقة هذه الأيام - فإن التفوق على هذين اللاعبين داخل استاد ستامفورد بريدج ينبغي أن يكون على قائمة أولوياته خلال عطلة نهاية الأسبوع المقبل.
10- فينغر يبحث عن التناغم بعد نوفمبر (تشرين الثاني) عصيب
أشهر القرارات التي اتخذها المدرب آرسين فينغر في الفترة الأخيرة هي حظره تناول الشوكولاته على لاعبي آرسنال. ولا بد أنه شعر بارتياح بالغ عندما فتح الروزنامة الخاصة به يوم الخميس، ليجد أن نوفمبر انتهى أخيرًا، وذلك بالنظر إلى مستوى الأداء المخيب للآمال الذي قدمه لاعبوه على مدار الشهر. ورغم أن عائد الفريق الذي بلغ 1.7 نقطة للمباراة على مستوى الدوري الممتاز شكل زيادة طفيفة عن السنوات السابقة، فإن تعادله أمام باريس سان جيرمان في بطولة دوري أبطال أوروبا جاء مكلفًا للغاية. كما أن الهزيمة التي مني بها الفريق على يد ساوثهامبتون في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة الأسبوع الماضي، كشفت أن آرسنال ما يزال عرضة للهزائم. وجاء التفوق الكاسح أمام وستهام كرد فعل مناسب تمامًا في إطار محاولة استعادة التوازن. ومع ذلك، يعي فينغر جيدًا أن ثمة اختبارات أصعب بكثير في الطريق، مع مواجهتين مقررتين بعيدًا عن أرضه أمام إيفرتون ومانشستر سيتي.
من جانبه، اعترف فينغر قائلا: «مؤخرًا، فقدنا بعضا من جودة أدائنا، وبدأت نتائجنا في التراجع. تعادل هنا وتعادل هناك. كما أن التعادل أمام باريس سان جيرمان لم يكن مقنعًا تمامًا. أما الآن، فقد استعدنا تألقنا. لذا، أعتقد أنه يتعين علينا التركيز على تقديم أداء جيد خلال الفترة المقبلة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».