بلغت خسائر الاقتصاد البلجيكي من الهجمات الإرهابية الأخيرة التي ضربت بروكسل وباريس، نحو 2.4 مليار يورو (2.5 مليار دولار)، وفقًا لدراسة نشرت نتائجها وسائل الإعلام المحلية في بلجيكا.
وضرب الإرهاب مدينة باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، وخلف 127 قتيلا وعشرات المصابين في واحدة من أعنف الهجمات في البلاد، وفي 22 مارس (آذار) الماضي طال الإرهاب العاصمة بروكسل مخلفًا نحو 30 قتيلا وعشرات المصابين.
وأفادت الدراسة التي قام بها اتحاد الشركات البلجيكية، لمعرفة حجم الأضرار الناتجة عن الإرهاب، بأن أربعة قطاعات اقتصادية هي الأكثر تضررًا بشكل مباشر، وهي: قطاع الفنادق والمطاعم، والمحلات التجارية، والتظاهرات الاحتفالية، والنقل الجوي، ولذلك تم الاستناد على البيانات الصادرة منها لقياس الأثر الذي خلفته تلك الأحداث الإرهابية على الاقتصاد البلجيكي؛ بعد مرور عام على وقوع الهجمات الإرهابية.
وتبين من ذلك «خسائر مباشرة في الإيرادات وقدرها 2.4 مليار يورو في الفترة الممتدة بين 15 نوفمبر 2015 إلى 15 نوفمبر 2016».
وقال المدير المنتدب بيتر تيمرمانس لاتحاد الشركات البلجيكية: «حتى لو أنه لا يمكننا التفكير في هذه البيانات بطريقة محكمة، فإن ذلك يعني أنه كان بإمكان بلجيكا أن تشهد نموًا بـ2 في المائة، وهو معدل في متوسط دول الاتحاد. وذلك بدلا من 1.3 إلى 1.4 في المائة التي تعلن عن نفسها»؛ مضيفًا «وفي النقاش حول النمو البلجيكي، الذي وُصف بأنه منخفض عن الدول الأوروبية الأخرى، يبدو أننا نسينا هذا البعد الهام. وحتى لو أظهرت حكومتنا بشكل أقل هذه الحجة. ومع ذلك فهي غير تافهة».
وأوضح مسؤول المكتب السياحي خيرت كوشيز في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «كان من الطبيعي أن تؤثر تفجيرات مارس (آذار) الماضي في بلجيكا على مجالات كثيرة، وعلى الرغم من كل الأجواء السلبية التي أعقبت التفجيرات، فإن المكتب السياحي في بروكسل، عمل على إعداد خطة لجذب السياح من جديد إلى العاصمة البلجيكية».
وأضاف: «بعد مرور أسابيع من التفجيرات كنا نعاني من مشكلة حقيقية تتمثل في أن عدد السياح قليل جدًا نتيجة إغلاق مطار بروكسل، وكان لدينا خطة دخلت حيز التنفيذ لجذب السياح من جديد بعد إعادة فتح المطار، ويكفي القول إن 20 في المائة فقط من غرف فنادق بروكسل كانت هي المحجوزة في فترة ما بعد التفجيرات بأسابيع، وهو أمر لم يحدث من قبل، كما حدثت تأجيلات كثيرة للأفواج السياحية».
وتزامن ذلك مع الإعلان في بروكسل عن أن الإيرادات الضريبية التي حققتها الدولة الاتحادية في عام 2015، أقل بكثير من تقديرات ميزانية الحكومة، حسب ما أعلن عنه ديوان المحاسبة في عطائه رقم 173 الذي قام كل من الرئيس الأول للغرفة الفرنسية بديوان المحاسبة فيليب رولان ورئيس الغرفة الناطق بالهولندية ايغناس ديسومر بتسليمه إلى رئيس مجلس النواب سيغفريد باراك.
وأوضح التقرير أن مجموع الخسائر المالية في الربع الأول من العام الحالي وصلت إلى 0.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وأكد وزير الاقتصاد البلجيكي كريس بيترز، أن الانخفاض في العائدات الاقتصادية في عموم بلجيكا قد بدأ يلاحظ منذ هجمات باريس، باعتبار أن لمرتكبيها صلات ببلجيكا.
ووصف بيترز بـ«المهم» صدور مثل هذا التقرير، فـ«هو عبارة عن دراسة موضوعية للخسائر التي حلت بالبلاد، ومعطياته تثبت وجهة نظر التجارة وأصحاب الأعمال».
وحول القطاعات الأكثر تأثرًا، ذكر التقرير قطاع الفندقة والمطاعم، وحسب المعطيات، فقد «سجل هذا القطاع انخفاضًا قدره 4 في المائة في مجمل أنحاء البلاد». ونوه التقرير إلى أن بعض القطاعات قد سجلت انتعاشا في أعمالها بعد الهجمات، فقد ارتفعت عائدات شركات النقل الخاص في جنوب البلاد بمقدار 12 في المائة وذلك بسبب تقييد حركة المواصلات العامة بعد وقوع الهجمات.
2.5 مليار دولار خسائر الاقتصاد البلجيكي من هجمات بروكسل وباريس
أربعة قطاعات من الأكثر تضررًا
2.5 مليار دولار خسائر الاقتصاد البلجيكي من هجمات بروكسل وباريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة