في وقت أعلنت فيه القوات الحكومية الليبية مقتل 15 من عناصر تنظيم داعش في سرت، خيم التوتر المشوب بالحذر أمس على العاصمة الليبية طرابلس التي توقفت فيها الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة الموجودة بها منذ نحو عامين.
وقال مسؤول في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته لـ«الشرق الأوسط» إنه «يخشى أن يكون هذا الهدوء هو الذي يسبق العاصفة». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم تعريفه: «هناك تحشيد من الميليشيات الموجودة في العاصمة، واستعداد وحذر وتحوط من كل الأطراف تجاه بعضها البعض، ومن الجميع ضد الجميع، والملحمة أراها قريبة»، في إشارة إلى توقعه عودة الاشتباكات الدامية مجددًا بين الميليشيات المسلحة التي لا تخضع لهيمنة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فايز السراج. وتابع أن «التوتر ما زال قائمًا بين الكتائب والميليشيات المسلحة، وهناك تحسب لاحتمال وقوع المزيد من الاشتباكات، على الرغم من أن بعض الآليات العسكرية تم سحبها من الشوارع».
وأصدر 22 من الميليشيات والكتائب المسلحة بيانًا صحافيًا، أعلنوا خلاله أن ما وصفوه بالحرب التي يخوضونها، هي حرب على الإرهاب والمجموعات المؤدلجة والمتعاطفة مع تنظيم داعش. واعتبر البيان أن هذه الحرب «هي امتداد لحرب القوات المنخرطة فيما يعرف بعملية البنيان المرصوص التي تشنها قوات موالية لحكومة السراج في سرت ضد (داعش)». كما زعمت هذه الكتائب أن حربها ليست موجهة لأي مدينة أو توجه سياسي أو حكومي، مشيرة إلى رفضها لأية محاولة تستهدف أمن العاصمة أو جعلها منطلقًا جديدًا للإرهاب.
وطالبت الكتائب برفع الغطاء الاجتماعي عمن أسمتهم بالمجموعات الخارجة عن القانون التي تمارس الجريمة سواء في طرابلس أو غيرها، وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تحاول ترويجها بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بهدف زعزعة استقرار العاصمة، وإدخالها في الفوضى.
كما حث البيان كل المدن والقبائل الليبية إلى عدم الانجرار خلف هذه الشائعات، ومنع كتائبها وتشكيلاتها من التحرك نحو العاصمة دون تنسيق مسبق.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الموالية لحكومة السراج عن آمر المنطقة العسكرية الوسطى والمجلس العسكري مصراتة، نفيه لتحرك أي قوات عسكرية باتجاه العاصمة طرابلس. وقال المجلس في بيان إن قواته منشغلة بمعركة تحرير سرت من عصابات تنظيم داعش تحت شرعية المجلس الرئاسي لحكومة السراج.
كما قال آمر المنطقة العسكرية الوسطى الذي كرر نفى مشاركة أي قوات عسكرية تابعة لمصراتة في معارك طرابلس مؤخرًا، إن هناك بعض المجموعات المسلحة الصغيرة التي لا تمثل المدينة، بل تمثل نفسها فقط، ولا تتبع للمنطقة العسكرية مصراتة. وقال سكان في طرابلس إن الحياة عادت لطبيعتها أمس وسط العاصمة، مع انسحاب تدريجي لعناصر الميليشيات المسلحة التي انتشرت قبل أربعة أيام في مختلف أرجاء المدينة.
من جهتها، تحدثت تقارير صحافية غربية عن توجيه جهات أجنبية من بينها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والولايات المتحدة، وبريطانيا، تهديدات بقصف أي آليات عسكرية ستعاود الانتشار في شوارع طرابلس من دون الحصول على إذن من حكومة السراج. لكن مصادر عسكرية وأمنية قالت في المقابل إنها لم تسمع عن هذه التهديدات، مشيرة إلى أن غالبية الميليشيات ما زالت تواصل استدعاء عناصرها ما يعني احتمال اندلاع المزيد من المعارك لاحقًا.
وكانت اشتباكات متقطعة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة قد اندلعت في محيط فندق «ريكسوس»، وغابة النصر بأحياء باب بن غشير السكنية، بين الميليشيات المسلحة المتنافسة على السلطة والنفوذ وداخل طرابلس.
وجرى قتال شوارع في مناطق «زاوية الدهماني والظهرة ومحيط مطار معيتيقة الدولي»، فيما تم إغلاق الطريق المؤدي لمطار طرابلس الدولي بالحاويات الفارغة. ووقعت الاشتباكات بين كتيبة ثوار طرابلس والأمن المركزي بوسليم والأمن المركزي بن عاشور والمباحث العامة فرع طرابلس وكتيبة أم العقارب الفرناج، على الكتائب الموجودة في غابة النصر والموالية لحكومة السراج.
واعتاد سكان العاصمة على مشاهد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في أنحاء المدينة.
القوات الحكومية الليبية تعلن مقتل 15 عنصرًا من «داعش» في سرت
مصادر قالت إن الميليشيات تحتشد مجددًا في طرابلس
القوات الحكومية الليبية تعلن مقتل 15 عنصرًا من «داعش» في سرت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة