السيول تجتاح مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال والرياح تقتلع مئات الخيام

النازحون يناشدون المنظمات الدولية مساعدتهم وإنقاذ أطفالهم

خيام عرسال تغرق في سيول الأمطار الغزيرة كما بدت أمس («الشرق الأوسط»)
خيام عرسال تغرق في سيول الأمطار الغزيرة كما بدت أمس («الشرق الأوسط»)
TT

السيول تجتاح مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال والرياح تقتلع مئات الخيام

خيام عرسال تغرق في سيول الأمطار الغزيرة كما بدت أمس («الشرق الأوسط»)
خيام عرسال تغرق في سيول الأمطار الغزيرة كما بدت أمس («الشرق الأوسط»)

رفعت الأمطار الغزيرة التي تتساقط في لبنان، منسوب المعاناة لدى اللاجئين السوريين، الذين يقطنون المخيمات العشوائية، خصوصا أن الأمطار ترافقت مع تدنٍ في درجات الحرارة، في ظل الغياب شبه التام للدولة اللبنانية، وتراجع دور المنظمات الإنسانية الدولية، بحسب ما أفاد ناشطون سوريون في مخيمات جرود عرسال الواقعة على حدود لبنان الشرقية، بعدما اقتلعت العاصفة عشرات الخيام وأبقت سكانها في العراء، وتحول مئات الخيام إلى مستنقعات للمياه والأوحال التي جرفتها السيول.
وعبّر اللاجئون عن أسفهم «لعدم تحرك المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ اللاجئين والأطفال الذين يدفعون الثمن الأغلى لهذه المعاناة»، مستغربين حرمانهم من «مساعدة المازوت الشتوية التي تقدمها مفوضية الأمم المتحدة في لبنان من دون معرفة الأسباب». وناشدوا مفوضية الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إنقاذ أطفالهم المهددة حياتهم خلال فصل الشتاء.
الناشط السوري في عرسال ثائر القلموني، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الوضع «صعب للغاية؛ لأن الأمطار دخلت إلى الخيام، والرياح مزقت معظمها». وأشار إلى أن الجمعيات الموجودة «لم تعد تهتم بالتخفيف من مأساة اللاجئين السوريين». وأضاف: «حتى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فصلت عائلات عدة من مساعدة المازوت الشتوية التي تقدمها المفوضية كل سنة، دون معرفة الأسباب».
أما الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، ليزا بو خالد، فأوضحت أن اتهام المنظمة بالانكفاء عن دورها غير صحيح. وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «مؤسساتنا لديها أكبر برنامج لمساعدة اللاجئين، فنحن نقدم خلال فصل الشتاء من كل سنة، المعونات العينية والطبية والغذائية لـ900 ألف نازح سوري في لبنان، خصوصًا في المناطق المرتفعة مثل عرسال وغيرها». وأضافت: «قد لا نكون على الأرض في كل مكان، لكن لدينا شركاء نتعاون معهم، مثل وزارة الشؤون الاجتماعية والبلديات في المناطق اللبنانية»، لافتة إلى أنهم «بدأوا بتوزيع حصص المازوت، والمساعدات العينية».
أما منسق الإغاثة والمستشار الإعلامي في بعثة الهلال الأحمر القطري في لبنان، حسين حمدان، فأشار إلى أن «حالة اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال مأساوية للغاية»، وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن أزمتهم «لم تبدأ مع العاصفة التي وصلت إلى لبنان أمس (الأربعاء)، إنما مع العاصفة الأولى التي حصلت قبل شهر ونصف الشهر تقريبًا، وأدت إلى تضرر 165 خيمة». وأوضح أن الهلال الأحمر القطري «قام بتوفير خيام جديدة مكانها، ومنذ أيام أنهى مشروع عزل أسقف 1182 غرفة مصنوعة من مادة التوتياء».
وأشار حمدان إلى أن البرنامج القطري الإغاثي «باشر بتوزيع مادة المازوت للمدارس التي تدرّس أكثر من 10 آلاف من الطلاب السوريين، الموزعين على مدارس عرسال، خصوصا أن بعض هذه المدارس عبارة عن «كرفانات»، ويعانون البرد القارس؛ «لأن جرود عرسال الموجودة فيها ترتفع 1800 متر عن سطح البحر، وتنخفض الحرارة فيها إلى ما دون 5 درجات تحت الصفر».
ولم يخف الناشط القلموني وجود دور متواضع لبلدية عرسال في التخفيف من المعاناة، لكنه أردف قائلا: «إذا كانت المنظمات الدولية والإنسانية غير قادرة على المساعدة، فما بال البلدية ذات القدرة المحدودة؟!». وأعلن أن «المجلس النرويجي بدأ قبل أيام في توزيع حصة خشب لتصليح الخيام، لكن الأمر الملح الآن تأمين المازوت لكل المخيمات؛ لأن الناس بدأوا في بيع جزء من حصصهم الغذائية بأسعار زهيدة لشراء المازوت».
وناشد القلموني مفوضية الأمم المتحدة في لبنان «الدخول إلى مخيمات عرسال للاطلاع على وضع اللاجئين، وإعادة النظر في المفصولين من مساعدتها». كما ناشد المنظمات الدولية والإنسانية لإنقاذ اللاجئين «الذين يعيشون في فصل الشتاء ظروفًا صعبة لا يعرفها إلا من عاش فيها».
وأقر المسؤول في بعثة الهلال الأحمر القطري بأن «الأمطار الغزيرة والعاصفة التي تشهدها لبنان الآن، تسببت في حصول تكتلات من الطين تصعّب مهمة إيصال المساعدات للاجئين». وأضاف: «منذ الساعات الأولى للعاصفة استنفر فريقنا وبدأ رصد انعكاسات العاصفة، وللأسف عشرات الخيام تحولت إلى مستنقعات للمياه»، مشيرًا إلى أن مئات الخيام تمزّقت واضطر سكانها إلى الانتقال إلى أماكن أخرى».
وتولى الهلال الأحمر القطري العام الماضي توزيع مادة المازوت على الخيام، فرش الأرض التي تفصل بين الخيم بمادة الـ"ديفينول"، الذي يمنع تحول المياه في الخيام، ويحميها من الأوحال، ويوفر لها الحد الأدنى من النظافة».
وأشار حمدان إلى أن البرنامج القطري «يستكمل تنفيذ العزل الحراري للخيم من الداخل الذي بدأه العام الماضي، بواسطة عازل يخفف من تسرب الصقيع في الشتاء، ويحدّ من حرارة الشمس في فصل الصيف».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.