{Believe} صدّق

لقطة من «صدق»
لقطة من «صدق»
TT

{Believe} صدّق

لقطة من «صدق»
لقطة من «صدق»

> إخراج: بيلي ديكسون
> دراما | بريطانيا‫(2016)‬
> تقييم: ‪‬‫‬ **

ماثيو (رايان كوين) صاحب مصنع آيل إلى الإفلاس في هذه الأزمنة الصعبة، ويواجه مصاعب تمويل التقليد السنوي لعيد الميلاد الذي اعتاد الصرف عليه.
يتعرّف ماثيو على الصبي كلارنس (إيزاك رايان براون) الذي يهوى كرة القدم، ويؤمن بالمعجزات، فيتولى ماثيو تأليف فرقة من لاعبي الكرة الصغار وتدريبهم.
ما بعد ذلك، وحتى ما قبله أيضًا، الفيلم هو نوع من الدراميات المحسوبة بعناية لكي تنقل عواطف الشخصيات إلى دواخل المشاهدين. هناك كثير من المواقف المغلّفة بورق بلاستيكي، وإن لم يكن من الصنف الأول.
الإيحاءات اجتماعية توعز كذلك بخط دعائي للقيم الدينية.

Bad Santa 2 سانتا السيىء 2
> إخراج: مارك ووترز
> دراما | الولايات المتحدة ‫(2016)
> تقييم: *

إذا كان «إيمان» مع الدين، فإن «باد سانتا 2» ضده. هو جزء ثان لم يطلبه أحد لفيلم بالعنوان ذاته تم تحقيقه سنة 2003، واحتوى، كما هذا الفيلم، على ما يمكن اعتباره عداء للقيم والتقاليد الدينية.
تقع أحداثه في فترة الكريسماس، وبطلها هو الرجل الرازح تحت عبء كره المؤسسة الدينية الذي يستغل الأعياد لبث حقده وعداوته. ليس هناك من شخصية تستطيع أن تشعر حيالها بإعجاب أو تقدير.
لا شخصية بيلي بوب ثورنتون في دور البطولة ولا صديقه ماركوس (أفرو - أميركي قزم) ولا والدة الأول (كاثي بيتس). ككوميديا هو بالكاد الفيلم الذي تفتر فيه الشفاه عن ابتسامة.
باختصار، فيلم ما كان يجب تحقيقه.
Moana موانا
> إخراج: كريس ويليامز
> أنيميشن | الولايات المتحدة ‫(2016)‬
> تقييم : ‪‬ ***
موانا (صوت أوليل كرافالو) من مواطني جزيرة في منتصف المحيط الأطلسي، ومول (صوت دواين جونسون) هو العفريت البدين الماهر في الوقت ذاته الذي تتصدى موانا لشروره في مطلع الفيلم، في محاولة منها لإنقاذ جزيرتها من كارثة محققة.
بصرف النظر عما إذا شاهدت هذا الفيلم بالبعدين العاديين أو بالأبعاد الثلاثة، فإن التفاصيل التقنية جيدة عمومًا.
وفي الوقت الذي يسرد فيه الفيلم حكاية ممتعة للصغار ومسلية للكبار، فإن الرسالة الضمنية حزينة بفعل إحاطتها بمصير حياة شعب سيجد نفسه خارج التاريخ والفردوس الأرضي الذي يعيش فوقه.



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.