البرلمان الأوروبي يصوت لصالح اتفاق تبادل البيانات الشخصية مع أميركا لإنفاذ القانون

بغرض منع وكشف جرائم التطرف والعنف

البرلمان الأوروبي يصوت لصالح اتفاق تبادل البيانات الشخصية مع أميركا لإنفاذ القانون
TT

البرلمان الأوروبي يصوت لصالح اتفاق تبادل البيانات الشخصية مع أميركا لإنفاذ القانون

البرلمان الأوروبي يصوت لصالح اتفاق تبادل البيانات الشخصية مع أميركا لإنفاذ القانون

صوت أعضاء البرلمان الأوروبي أمس، لصالح قرار بالموافقة على اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، بشأن تبادل البيانات الشخصية في إطار إنفاذ القانون لمنع الجرائم الجنائية والتطرف والعنف. وخلال جلسة في بروكسل صوت 481 برلمانيا للاتفاق ورفضه 75 بينما امتنع 88 نائبا عن التصويت. وقال البرلمان الأوروبي إن أغلبية واسعة من الأعضاء تدعم هذا الاتفاق، الذي يضمن جودة عالية وملزمة من المعايير لحماية البيانات المتبادلة من جانب الشرطة وسلطات إنفاذ القانون عبر المحيط الأطلسي. ويشمل الاتفاق المعروف باسم «المظلة» نقل جميع البيانات الشخصية مثل الأسماء والعناوين أو السجلات الجنائية، ويتم تبادلها بين الجانبين لمنع وكشف الجرائم الجنائية ومنها الإرهاب، وأيضًا في إطار التحقيقات والادعاء في نفس الجرائم. وقال فيليب ألبرخت من حزب الخضر: «إن الخطوط العريضة لحماية البيانات عبر الأطلسي أصبحت واضحة، وفي المستقبل ستكون هناك درجة عالية من المعايير الملزمة والحقوق القوية للمواطنين على جانبي الأطلسي، عندما يتم تبادل البيانات الشخصية بين الشرطة ووكالات إنفاذ القانون، وبعد ست سنوات من المفاوضات فقد جرى رفع مستوى حماية البيانات إلى مستوى جيد، وحماية أفضل للحقوق الأساسية للمواطنين وبشكل أفضل مما هي عليه الآن.
وأضاف أن الاتفاق ليس أساسا قانونيا لنقل البيانات ولكن يحمي تلك البيانات التي يتم تبادلها بالفعل من الناحية القانونية ويجعل السلطات من الجانبين تحقق الامتثال في أي وقت في حماية البيانات. ويفتح التصويت الإيجابي أمس، الباب أمام مجلس الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار ببدء العمل بالاتفاق، الذي جرى التوقيع عليه مع واشنطن في يونيو (حزيران) الماضي وإحالته إلى البرلمان الأوروبي في يوليو (تموز) الماضي للتصديق عليه تمهيدا لبدء سريان العمل به. وسبق ذلك أن طالب نواب كتلة أحزاب الخضر في البرلمان الأوروبي بأن تقوم محكمة العدل الأوروبية بمراجعة اتفاقية حماية البيانات بين التكتل الأوروبي الموحد والولايات المتحدة الأميركية وجاء طلب نواب الخضر بالرأي القانوني للمحكمة حول الاتفاقية وذلك قبل ساعات من التصويت. وقالت السويدية مالين بيورك: «إنه على الرغم من أن هناك تحسينات وتعديلات على الاتفاقية ولكن (الخضر) ليس راضيًا لأن الاتفاق لا يلبي متطلبات ميثاق الحقوق الأساسية بموجب قانون الاتحاد الأوروبي ويفشل في تقديم المستويات المطلوبة من الحماية»، وقالت بيورك: «الصيغة ليست قوية بما فيه الكفاية عندما يتعلق الأمر بالإنصاف القضائي كما يفرق الاتفاق بين مواطني الاتحاد الأوروبي وعير المواطنين».
وأشار تكتل الخضر إلى أن الاتفاق يحمل صفة دولية وهذا يعني أنه سيكون من الصعب بل من المستحيل الطعن في شرعيته أمام المحكمة مما يجعل من حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي أمرا صعبا. ولهذه الأسباب رأى نواب حزب الخضر أن الاتفاق يجب إحالته إلى محكمة العدل الأوروبية حتى يتم الحصول على توجيه قانوني، وخصوصا فيما يتعلق بالطريقة التي يجب اتباعها وفقا للقوانين الدولية في حالة الربط بين إنفاذ القانون وحماية البيانات ومدى إذا ما كان ذلك يتوافق وبشكل كاف مع قوانين الاتحاد الأوروبي وإذا لم يحدث هذا سيصوت الخضر ضد الاتفاق. وفي الأسبوع الأخير من نوفمبر (تشرين الثاني) صوت أعضاء لجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي، لصالح اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية لتبادل البيانات الشخصية للمساهمة في إنفاذ القانون وموجهة الجرائم الخطيرة وفي مقدمتها جرائم العنف والإرهاب. وقال البرلمان الأوروبي، إن هذه الصفقة تضمن جودة عالية ومعايير ملزمة لحماية البيانات المتبادلة من جانب الشرطة وسلطات إنفاذ القانون عبر المحيط الأطلسي، ويضمن الاتفاق للمدنيين عبر الأطلسي أن يكون لهم الحق في عدة أمور منها، أن يكون المواطن على علم في حال أي حالة خرق لأمن القوانين، وتصحيح المعلومات الخاطئة، وطلب الإنصاف القضائي في المحكمة، كما ستضع قيودا على الربط بين فترات البيانات والاحتفاظ بها. وكانت المفاوضات قد انطلقت بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مارس (آذار) 2011 حول هذا الصدد وخلال هذه الفترة وافق الكونغرس الأميركي على قانون للتعويضات القضائية في فبراير (شباط) 2016 ويعطي الحق لمواطني الاتحاد الأوروبي للانتصاف أمام القضاء الأميركي وجرى التوقيع علي الاتفاق بالفعل في يونيو الماضي ولكن احتاج إلى موافقة البرلمان الأوروبي لدخوله حيز التنفيذ.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.