الشرطة تستدعي زوجة نتنياهو للتحقيق في أحد ملفات الفساد

النيران تقترب من بيت رئيس الحكومة الإسرائيلية ومصاريف إدارته ومنزله

الشرطة تستدعي زوجة نتنياهو للتحقيق في أحد ملفات الفساد
TT

الشرطة تستدعي زوجة نتنياهو للتحقيق في أحد ملفات الفساد

الشرطة تستدعي زوجة نتنياهو للتحقيق في أحد ملفات الفساد

استدعت الشرطة الإسرائيلية، صباح أمس، سارة نتنياهو عقيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للتحقيق معها في إحدى قضايا الفساد، المرتبطة بمصاريف رئيس الحكومة، وإدارة مقره، ومنزله الشخصي. وقد جرى التحقيق مع سارة أمس، في مقر وحدة التحقيقات في الشرطة، وليس في مقر رئاسة الحكومة كما طلبت.
وقالت مصادر صحافية، إن استدعاء عقيلة رئيس الوزراء إلى التحقيق، جاء بعد أن تلقت الشرطة معلومات جديدة حول القضية، وإنه من غير المستبعد أن يتم التحقيق معها في قضايا أخرى أيضا. يشار إلى أن الشرطة كانت قد أوصت بتقديم السيدة نتنياهو إلى المحاكمة قبل 6 أشهر في القضية ذاتها. ويرى مراقبون في هذه الخطوة، تطورا غير عادي، يشير إلى أن نيران الفساد بدأت تقترب من بنيامين نتنياهو نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن هناك ملفات عدة مفتوحة في الشرطة ضد نتنياهو، لكن المستشار القضائي للحكومة، ابيحاي مندلبليت، لا يسمح للشرطة حتى الآن بالتحقيق معه شخصيا. وفي الأسبوع الماضي، كشف الصحافي رفيف دروكر، من القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، أن الملياردير الأسترالي جيمس باكر، موّل ليئير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة، إقامته في فندق فخم في الخارج، واستضافه على متن رحلات خاصة وخلال الإجازات، بشكل مخالف للقانون الإسرائيلي. وينضم هذا التقرير إلى تقرير سابق أشار إلى أن باكر، الذي يعمل من أجل الحصول على مكانة مقيم دائم في إسرائيل، استضاف يئير في منزله الفخم في تل أبيب. وحسب القناة العاشرة، فقد سافر يئير في سبتمبر (أيلول) الماضي، مع والده، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى نيويورك، حيث شارك نتنياهو في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وخلال ذلك، نزل يئير في فندق فخم في المدينة، في إحدى الغرف التي استأجرها الملياردير باكر، والذي دعي للانضمام إلى حاشية نتنياهو. وفي رسالة كتبها إلى صديقه، أفاد باكر بأنه راجع مع رئيس الحكومة، الخطاب الذي ألقاه نتنياهو لاحقا في الجمعية العامة، بل حصل على نسخة منه.
وحسب الرسالة، فقد وعد نتنياهو الملياردير بضمان مقعد له إلى جانب عقيلة رئيس الحكومة، سارة، خلال الخطاب. كما أفاد دروكر، أنه عندما وصلت المغنية ماريا كاري، لتقديم عرض في إسرائيل في العام الماضي، قام باكر، الذي كان متزوجا بها، بشراء تذاكر للحفل بعشرات آلاف الشياقل، وسلم عشر تذاكر منها لعقيلة رئيس الحكومة، وسبعا لرئيس مجلس الأمن القومي، في حينه، ورئيس الموساد حاليا، يوسي كوهين. وجرى اعتبار هذا الكشف، بمثابة تحد جديد للشرطة وللمستشار القضائي، يبين مدى استعدادهما للقيام بالواجب القانوني والتحقيق فيه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».