عاش عالم كرة القدم من أندية ولاعبين ومشجعين حول العالم يومًا حزينًا أمس، بعد كارثة تحطم طائرة في كولومبيا التي أسفرت عن مقتل 76 شخصًا، من بينهم الكثير من لاعبي نادي شابكوينسي البرازيلي.
وكان الفريق الصغير القادم من بلدة شابيكو يتوق للعب أهم مباراة في تاريخه، حيث كان من المفترض أن يخوض ذهاب الدور النهائي لكأس سوداميركانا اليوم، لكن الطائرة التي تقل الفريق وعلى متنها 81 شخصًا تحطمت فوق منطقة جبلية خارج مدينة ميديين.
وأفاد مدير مصلحة الطيران المدني في كولومبيا ألفريدو بوكانيغرا أن ركاب الطائرة كانوا «22 لاعبًا لكرة القدم و28 مرافقا وعضوا في الفريق التقني و22 صحافيا».
وكان من ضمن رسائل التعازي تلك التي بعثها نادي أتلتيكو ناسيونال الكولومبي الذي كان سيستضيفه في النهائي قبل أن تتأجل المباراة.
ونشر النادي الكولومبي عبر حسابه بـ«تويتر»: «يأسف ناسيونال بشدة على الحادث ويتضامن مع شابكوينسي وننتظر معلومات من السلطات».
وطالب النادي الكولومبي بمنح كأس بطولة «كوبا سوداميركانا» إلى فريق شابكوينسي. وكتب النادي الكولومبي في بيان: «أتلتيكو ناسيونال يطالب الكونميبول (اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم) بأن يتم تسليم كوبا سوداميركانا (كأس أميركا الجنوبية) إلى نادي شابكوينسي بشكل فخري تكريمًا للضحايا» الذين لقوا حتفهم.
من جهته نعى جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) الضحايا وقال في بيان له: «إنه خبر مروع ومأساوي. في هذا الوقت الصعب، كل عقولنا مع الضحايا وعائلاتهم وأصدقائهم. يود فيفا أن يعبر عن تعازيه القلبية لجماهير شابكوينسي ومجتمع كرة القدم ووسائل الإعلام المعنية في البرازيل».
كذلك أعربت أندية كرة القدم الكبرى حول العالم على غرار ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، ومانشستر يونايتد وأرسنال الإنجليزيين، في بيانات عن تضامنها وتعاطفها مع الضحايا، كما بعثت أندية محلية مثل فلامنغو وسانتوس بجانب جونيور وميوناريوس من كولومبيا برسائل دعم لشابكوينسي.
وقال أسطورة البرازيل بيليه: «كرة القدم البرازيلية في حداد». ونشر ليونيل ميسي مهاجم برشلونة والأرجنتين تغريدة عبر «تويتر» قال فيها: «يوم حزين لكرة القدم».
وأضاف: «قلوبنا وصلواتنا مع عائلات وأصدقاء لاعبي شابكوينسي وبقية الضحايا».
وغيّر بعض اللاعبين والأندية صور حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوضع شعار شابكوينسي لكن بنسخة سوداء اللون بدلا من اللون الأخضر.
وقال واين روني قائد إنجلترا: «استيقظنا على أنباء حزينة. قلوبنا مع شابكوينسي وعائلات وأصدقاء الضحايا».
ووقف لاعبو ريال مدريد وبرشلونة دقيقة صمت قبل مران الأمس. ونشر المهاجم البرازيلي نيمار شعار نادي شابكوينسي عبر «تويتر» كما كتب الإسباني إيكر كاسياس حارس بورتو في تغريدة: «لحظة صعبة على كرة القدم.. كونوا أقوياء». وأعلن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم تعليق النهائي وإلغاء مؤتمر كان مقررا له اليوم في مونتيفيديو وأصدر بيانا قال فيه: «تم تعليق جميع أنشطة الاتحاد حتى إشعار آخر»، مضيفًا أن رئيس الاتحاد أليخاندرو دومينغيز في طريقه إلى ميديين.
وألغى ساو باولو مراسم تقديم رودريغو سيني مدربا جديدا له، كما قرر الاتحاد البرازيلي تأجيل مباراة إياب نهائي الكأس المحلية بين غريميو وأتليتكو مينيرو التي كان ستلعب اليوم.
وفي الوقت الذي أعلن الرئيس البرازيلي ميشال تامر الحداد الوطني لثلاثة أيام، فتح إيفان توزو نائب رئيس نادي شابكوينسي أبواب النادي أمام عائلات اللاعبين والجماهير وسط حالة من الحزن والأسى خيمت على الجميع. وقال توزو في مقابلة مع شبكة «جلوبو» التلفزيونية: «اللاعبون كانوا متوجهين للمباراة وهم سعداء للغاية، لا يمكننا تصديق ما حدث. إنه يوم مفعم بالحزن».
وتطرق توزو إلى الحديث عن الأجواء، التي خيمت على ملعب النادي «أرينا كوندا»، الذي هرع إليه منذ الساعات الأولى للصباح عائلات الضحايا وأنصار الفريق والعاملين بالنادي، بالإضافة إلى اللاعبين، الذين لم يسافروا على متن الطائرة المنكوبة، وأضاف قائلا: «لم نكن نتوقع هذا الأمر أبدا، زوجات اللاعبين هنا يتعرضن للإغماء ويبكون، كل اللاعبين تقريبا لديهم أبناء صغار، هذا أمر محزن للغاية».
وفي ما يتعلق بالخطوات التي سيتخذها النادي، أشار توزو قائلا: «لا نعرف ما سنفعله الآن، شابكوينسي يجب أن يستمر، الآن علينا أن نحضرهم جميعا ونحدد هوية الجثث».
ولقي ساندرو لويز، رئيس نادي شابكوينسي، حتفه في الحادث، مما جعل توزو المسؤول الأول في الوقت الراهن.
ولم يصدر شابكوينسي أي بيان رسمي حتى الآن عن الحادث، واكتفى بنشر مقطع مصور للفريق على حسابه الرسمي مع عبارة «هذه هي الصورة الأخيرة لمحاربينا».
وأعلنت إدارة الوحدة الوطنية لإدارة المخاطر والكوارث في كولومبيا أن عدد الناجين من الحادث وصل إلى 6 أشخاص أربعة منهم أعضاء في فريق شابكوينسي هم: دانيلو، 31 عاما، وجاكسون فولمان، 24 عاما، وإلن روشل وهيليو هرميتو زامبيير نيتو وعنصران من الطاقم. ونقل المصابون جميعًا إلى مستشفيات المنطقة للعلاج.
* أبرز الكوارث الجوية التي وقعت لفرق كرة القدم
1 - حادثة سوبرجا:
في الرابع من مايو (أيار) 1949 تعرضت طائرة تقل فريق تورينو الإيطالي، الذي كان يعد أفضل أندية العالم في ذلك الوقت، لحادث مروع عندما اصطدمت بأحد الأسوار القريبة من كاتدرائية سوبرجا، الواقعة على أطراف مدينة تورينو.
وأودى هذا الحادث بحياة 31 شخصا، من بينهم 18 لاعبا للنادي الإيطالي، كانوا عائدين من العاصمة البرتغالية لشبونة، بعد أن خاضوا مباراة ودية تكريما للاعب البرتغالي تشيكو فيريرا. وبعدها بوقت قصير مضى تورينو في طريقه للفوز بلقب الدوري للمرة الخامسة على التوالي، رغم أنه لم يفعلها سوى مرة واحدة من وقتها في موسم 1975 - 1976.
2 - كارثة ميونيخ:
تحطمت طائرة تابعة للخطوط البريطانية الأوروبية في السادس من فبراير (شباط) 1958 كانت تقل فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، بالإضافة إلى بعض الصحافيين والمشجعين، وذلك جراء عاصفة قوية أثناء هبوطها في مطار ميونيخ.
وكان الفريق الإنجليزي عائدا من العاصمة البلغارية بلغراد، بعد أن خاض مباراة أمام فريق رد ستار في بطولة كأس أوروبا.
ولقي 23 شخصًا من أصل 44 راكبا على متن الطائرة حتفهم، من بينهم لاعبون وأعضاء في الجهاز الفني وصحافيون وبعض من طاقم الطائرة.
وكان من بين 21 ناجيًا بوبي تشارلتون الذي كان وقتها في 20 من عمره ومضى ليصبح واحدا من أفضل لاعبي إنجلترا وفاز بكأس العالم 1966.
3 - حادثة كوبنهاغن
في 1960 قتل ثمانية لاعبين من الدنمارك كانوا في طريقهم لخوض مباراة ودية لاختيار تشكيلة المنتخب التي ستشارك في مسابقة كرة القدم في أولمبياد روما عندما تحطمت طائرة بعد الإقلاع من كوبنهاغن.
ومضت الدنمارك في طريقها للفوز بالميدالية الفضية.
4 - حادثة فيلوكو:
في 26 سبتمبر (أيلول) 1969 تحطمت إحدى الطائرات، التي كانت تحمل على متنها فريق ذا سترونجست البوليفي فوق مرتفعات مدينة فيلوكو بجبال الأنديز.
وكان فريق ذا سترونجست في طريق عودته من مدينة سانتا كروز، بعد أن خاض دورة رباعية دولية، وأودى هذا الحادث بحياة 74 شخصا، من بينهم لاعبون وأعضاء في الجهاز الفني للفريق البوليفي.
5 – حادثة باختاكور
في 1979 كان 17 لاعبا وفردا من الجهاز الفني لنادي باختاكور طشقند بين 178 شخصا قتلوا بعدما اصطدمت طائرة كانت تقلهم لخوض مباراة في دوري كرة القدم بالاتحاد السوفياتي في ضيافة دينامو مينسك في الجو فوق ما يعرف الآن بأوكرانيا.
وكان باختاكور الفريق الوحيد من أوزبكستان حاليا الذي كان يلعب في دوري الأضواء في الاتحاد السوفياتي.
6 - حادثة اليانزا ليما:
في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 1987 سقطت طائرة تابعة لسلاح الجو البيروفي في المحيط الهادي وكانت تقل فريق اليانزا ليما البوليفي خلال رحلة عودتهم من مدينة بوكايبا بعد أن خاضوا إحدى المباريات هناك.
وقتل 43 شخصا جراء هذا الحادث، فيما كان قائد الطائرة هو الناجي الوحيد.
7 – حادثة سورينام
في 1989 كان 14 من لاعبي كرة القدم الهولنديين بين 176 شخصًا قتلوا عندما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية في سورينام أثناء اقترابها من باراماريبو قادمة من أمستردام. وكان اللاعبون في طريقهم لخوض مباريات استعراضية في البلد المنتمي لأميركا الجنوبية.
8 - مأساة المنتخب الزامبي:
في 27 أبريل (نيسان) 1993 سقطت طائرة كان تقل منتخب زامبيا الأول لكرة القدم في مياه المحيط الأطلنطي، خلال رحلته إلى العاصمة السنغالية داكار لمواجهة نظيره السنغالي.
وأودت تلك الحادثة بحياة الثلاثين شخصًا، الذين كانوا على متن الطائرة، من بينهم 25 شخصا تابعين للبعثة الزامبية.