تعرضت بلدة الزهراء الواقعة في ريف حلب الشمالي، التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية، لقصف جوي أوقع عددًا من القتلى والجرحى، وتحدثت المعلومات عن غارات نفذها الطيران الروسي على المنطقة، ليلة أول من أمس.
وفيما وضع هذا الهجوم في سياق «فوضى الإحداثيات»، أعلن قيادي في الجيش الحرّ لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار لا يملكون معلومات دقيقة عن الجهة التي تقف وراء هذا القصف». وقال: «كل المؤشرات تفيد بأن الطائرات الروسية هي التي نفذت هذه الغارات». وتوقع المصدر أن يكون «الهجوم مقصودًا، لكون الطيران الروسي لا يخطئ في إحداثياته، خصوصًا وأن بلدة الزهراء ليست خطّ مواجهة». في حين كشف الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، عن «وثائق تؤكد ارتكاب روسيا جرائم حرب جديدة في ريف حلب الغربي، استهدف مرافق طبية».
ونقل (المرصد السوري لحقوق الإنسان) من مصادر وصفها بالـ«موثوقة»، بأن «أربعة أشخاص على الأقل بينهم امرأة قتلوا وأصيب آخرون بجراح، جراء الضربات الجوية التي استهدفت بلدة الزهراء التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية بريف حلب الشمالي». وقال المرصد إن «طائرة روسية استهدفت ليل أول من أمس، البلدة عن طريق الخطأ بأربع غارات، متسببة بسقوط قتلى وجرحى».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، أن «القصف الروسي للمدينة هذا القصف كان مستندًا لإحداثيات خاطئة على الأرض أعطاها أحد مراكز الرصد التابعة للنظام إلى الطائرة الروسية، وكان المقصود استهداف أحد مواقع المعارضة المسلحة الذي يبعد نحو 500 متر عن محيط بلدة الزهراء»، مشيرًا إلى هذا القصف ليس الأول من نوعه، وكثيرًا ما ترتكب طائرات النظام هذه الأخطاء، لأنها تفتقد إلى الدقة في تحديد نقاط الاستهداف».
ويوجد في بلدة الزهراء آلاف المسلحين الموالين للنظام السوري، ممن دربهم قادة ميدانيون في ميليشيات ما يسمّى «حزب الله» اللبناني، والتي كانت قوات النظام والمسلحون الموالون لها من جنسيات سوريا وغير سوريا تمكنت قبل أشهر من فك حصار فصائل المعارضة عنها بعد عملية عسكرية واسعة.
إلى ذلك، كشف الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، عن تسجيلات مصورة جديدة «تظهر ارتكاب الطيران الروسي جرائم حرب جديدة في ريف مدينة حلب، وذلك إثر استهدافها مجمعًا للمصانع، في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، مما أدى إلى جرح عاملين وتدمير المجمع بشكل كامل».
وقال تقرير للمكتب الإعلامي للائتلاف السوري: «خلافًا لما تنكره روسيا بشأن استهدافها مرافق طبية وبنى تحتية بشكل ممنهج في سوريا، بثت وزارة الدفاع الروسية شريطًا مسجلاً بتاريخ 17 نوفمبر الحالي، ادعت فيه أنها استهدفت موقعًا للإرهابيين خلال تلك الغارة، ويظهر التسجيل استهداف سلاح الجو الروسي لمجمع المصانع في ريف حلب الغربي ذاته».
ونقل المكتب الإعلامي عن مصدر خاص، أن الطائرات الروسية «استهدفت ثلاث مرات المجمع الذي يقع في منطقة الأتارب بريف حلب الغربي على طريق كفر نوران في صالة البيت الريفي، وكانت المرة الأولى للقصف حصلت بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في تمام الساعة الثانية والنصف فجرًا، وأدت إلى إصابة المجمع بتدمير جزئي، أما الاستهداف الثاني فكان في 5 نوفمبر الحالي، بين الساعة الثامنة والنصف والتاسعة مساء، وأدى إلى أضرار جسيمة طالت سقف المجمع وهيكله»، مشيرًا إلى أن القوات الجوية الروسية «تمكنت في الضربة الأخيرة في 15 الشهر الحالي عند الساعة 12 ظهرًا، من إصابة المجمع وحرقه بالكامل».
وأضاف المصدر أن المجمع «يضم ثلاثة مصانع، الأول لتصنيع الخيام التي توزع على النازحين، وكان المصنع ينتج بشكل دوري ما معدله 10 خيام يوميًا، ويعمل به قرابة 10 عاملين بين خياط وحداد ودهان وعامل، أما الكلفة التقديرية لما تم تدميره فتساوي 100 ألف دولار أميركي»، مشيرًا إلى أن المصنع الثاني «هو لتصنيع الإكسسوارات الطبية اللازمة للصناعات الدوائية مثل قطارات العيون وعبوات الأدوية البلاستيكية، وكان يسد المصنع حاجة معامل الأدوية الموجودة في المنطقة، وكان يشغل خمسة موظفين بين مدير ومهندس وعمال، وقد تم حرق معظم المحتويات في المعمل بكلفة تقديرية 150 ألف دولار أميركي». وأوضح أن المصنع الثالث «يقوم بتصنيع الأدوات اللازمة لتجبير الكسور والقطع اللازمة لتخديم غرف العمليات بما يلزم من أدوات، وكان يشرف عليه مهندس وثلاثة عمال وتبلغ الكلفة التقديرية للمصنع 50 ألف دولار أميركي».
وصعّدت روسيا ونظام الأسد عملياتهما العسكرية في سوريا منذ 15 نوفمبر (تشرين ثاني) الحالي، واستهدفت غاراتهما الجوية الكثير من المرافق الطبية والحيوية والتجمعات السكانية، والتي أدت إلى تعطيل قسم كبير منها، و«استشهاد» نحو 500 شخص وجرح ما يزيد على 1600 آخرين.
الطائرات الروسية تقصف بلدة الزهراء الشيعية بـ«إحداثيات خطأ»
الكشف عن وثائق تؤكد ارتكاب موسكو جرائم حرب جديدة غرب حلب
الطائرات الروسية تقصف بلدة الزهراء الشيعية بـ«إحداثيات خطأ»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة