«بلاي ستيشن 4 برو» المطور يدعم تشغيل الألعاب برسومات متقدمة

عروض بالدقة الفائقة «4 كيه» أو بسرعة 60 صورة في الثانية من أهم مزاياه

رسومات مبهرة في لعبة «هورايزن: زيرو دون»
رسومات مبهرة في لعبة «هورايزن: زيرو دون»
TT

«بلاي ستيشن 4 برو» المطور يدعم تشغيل الألعاب برسومات متقدمة

رسومات مبهرة في لعبة «هورايزن: زيرو دون»
رسومات مبهرة في لعبة «هورايزن: زيرو دون»

قررت «سوني» أن الوقت قد حان لنقل اللاعبين إلى عالم الدقة الفائقة «4 كيه» 4K من خلال إطلاق جهاز الألعاب الإلكترونية المطور «بلاي ستيشن 4 برو» PlayStation 4 Pro في المنطقة العربية، والذي يقدم قدرات متقدمة في الرسومات لمقتني الشاشات فائقة الدقة، بالإضافة إلى رفع مستويات الرسومات لمتقني الشاشات ذات الدقة العالية 1080. واختبرت «الشرق الأوسط» الجهاز، ونذكر ملخص التجربة.
يشكل إطلاق هذا الجهاز نقطة تحول بالنسبة لشركة «سوني»، حيث إن دورة حياة أجهزة الألعاب الإلكترونية لم تعد 7 إلى 10 سنوات، بل أصبحت أقل، نظرا لأن وتيرة التطور التقني أصبحت سريعة جدا، الأمر الذي جعل الشركات المطورة للأجهزة تحتاج لإطلاق أجهزة مطورة في منتصف تلك الدورة، الأمر نفسه الذي ينطبق على «مايكروسوفت» التي ستطلق جهازها المطور «إكس بوكس وان إس» XBox One S في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وجهازا مطورا جديدا قبل نهاية العام المقبل.
* مزايا جديدة
وإن كنت ممن يقتنون تلفزيونًا يدعم عرض الصورة بالدقة الفائقة 4K، فسيرفع الجهاز دقة الصورة في الألعاب التي تدعم ذلك إلى الدقة الفائقة للحصول على وضوح غير مسبوق في عالم الألعاب الإلكترونية. أما بالنسبة لمن لديه تلفزيون عالي الدقة Full HD ولكن لا يدعم الدقة الفائقة، فيمكن الاستفادة من القدرات الإضافية لمعالج الرسومات المطور، وذلك بالحصول على ألعاب بالدقة العالية ولكنها تدعم مؤثرات بصرية أكثر من السابق أو القدرة على تشغيل اللعبة بسرعة 60 صورة في الثانية عوضا عن 30، وغيرها من المزايا الأخرى. كما يمكن لمستخدمي التلفزيونات التي تدعم تقنية المجال عالي الديناميكي High Dynamic Range HDR الحصول على ألوان أفضل، وذلك بسبب قدرة هذه التقنية على عرض مستويات تباين ألوان أعلى والاختيار من بين مجموعة أكبر منها.
هذا، وعدّلت الشركة أداة التحكم ليصبح الضوء الخلفي موجودا في المنطقة الأمامية للدلالة على كثير من الأمور في الألعاب، مثل انخفاض الطاقة أو وجود خطر قريب من اللاعب. كما وأصبح بالإمكان الآن نقل المعلومات من أداة التحكم إلى الجهاز عبر وصلة «مايكرو يو إس بي» وليس فقط لاسلكيًا من خلال تقنية «بلوتوث»، وذلك لرفع سرعة الاستجابة في الألعاب الحساسة لذلك (مثل ألعاب القتال أو ألعاب المنظور الأول). كما يمكن تحميل تحديث لبرنامج «نتفليكس» Netflix لمشاهدة العروض التلفزيونية فائقة الدقة عبر الإنترنت، مع تحديث تطبيق «يوتيوب» لدعم مشاهدة العروض فائقة الدقة 4K.
وبالنسبة لواجهة الاستخدام، فهي مطابقة لتلك المستخدمة في الإصدار العادي للجهاز، وذلك حتى لا يحتاج المستخدمون لتعلم واجهة استخدام جديدة لدى الانتقال إلى الإصدار المطور. كما تعمل نظارات الواقع الافتراضي «بلاي ستيشن في آر» PlayStationVR بشكل طبيعي دون الحاجة لأي تعديلات، مع قدرة الجهاز على معالجة الرسومات بشكل أسرع لألعاب وتطبيقات النظارة.
* مواصفات تقنية
ويستخدم الجهاز الجديد وحدتي معالجة رسومات مقارنة بوحدة واحدة في الإصدار العادي، وهما تعملان بقدرة 4.2 تيرافلوب (4.2 مليون مليون عملية حسابية في الثانية، أي 10 مرفوعة إلى الأس 12)، بالإضافة إلى ذاكرة بحجم 8 غيغابايت للعمل، مع توفير 1 تيرابايت (1024 غيغابايت) من السعة التخزينية المدمجة التي يمكن رفعها باستخدام الأقراص الصلبة الداخلية ذات الأبعاد الصغيرة (مثل تلك المستخدمة في الكومبيوترات المحمولة).
الجهاز متوافر في المنطقة العربية باللون الأسود، ويبلغ وزنه 3.3 كيلوغرام وهو أكبر حجما قليلا من الإصدار العادي (تبلغ أبعاد الجهاز الجديد 327x55x295 مليمتر)، ويبلغ سعره 1599 ريالا سعوديا (نحو 426 دولارا أميركيا).
هذا، ولا يدعم الجهاز تشغيل أقراص «بلو - راي» بالدقة الفائقة، ذلك أن «سوني» ترى أن المستخدمين يقومون بتحميل المحتوى فائق الدقة عبر خدمات «نتفليكس» و«يوتيوب»، عوضا عن تشغيله عبر الأقراص الليزرية. ويجب التنويه إلى أنه وعلى الرغم من أن هذا الجهاز الجديد سيقدم تجربة مطورة فيما يتعلق بمستويات الرسومات، فإنه لا يعتبر نقلة إلى جيل جديد من أجهزة الألعاب الإلكترونية، بعد، بل تطويرًا لأجهزة الجيل الحالي، وستتفاوت جودة الرسومات المطورة وفقًا لما تستثمره شركات تطوير الألعاب في رفع جودة الرسومات المقدمة في ألعابها لتدعم القدرات العالية للجهاز الجديد. الأمر المهم هو أن الجهاز الجديد مناسب ليس لمن لديه تلفزيون فائق الدقة فقط، بل يدعم التلفزيونات عالية الدقة المنتشرة بشكل كبير بين المستخدمين، ليستفيد الجميع من التقنيات الجديدة داخله. ويُنصح بشراء هذا الجهاز عوضا عن الإصدار العادي لمن ليس لديهم جهاز «بلاي ستيشن 4»، بعد، أو الترقية من الإصدار العادي إلى المطور لمن لديه تلفزيون فائق الدقة.
* دعم ممتد للألعاب الإلكترونية
* تم تحديث كثير من الألعاب الحالية والمقبلة لدعم القدرات الرسومية المطورة للجهاز، من بينها Call of Duty: Infinite Warfare وRatchet & Clank وThe Last of Us: Remastered وUncharted 4: A Thief’s End وAssassin’s Creed: The Ezio Collection وBattlezone وCall of Duty: Modern Warfare Remastered وDeus Ex: Mankind Divided وThe Elder Scrolls Online وFallout 4 وGran Turismo Sport وHitman وHorizon: Zero Dawn وinFamous: Second Son وKilling Floor 2 وMiddle - Earth: Shadow of Mordor وNBA 2K17 وNioh وParagon وRez Infinite وRise of the Tomb Raider وThumper وViking Squad وThe Witness وWorld of Tanks وBattlefield 1 وCall of Duty: Black Ops 3 وDays Gone وDishonored 2 وFarpoint وFifa 17 وFinal Fantasy XV وFor Honor وGhost Recon: Wildlands وinFamous: First Light وMass Effect: Andromeda وPro Evolution Soccer 2017 وSkyrim: Special Edition وSpider - Man وSteep وTitanfall 2 وWatch Dogs 2 وMafia III وBound وDriveclub VR وFirewatch وHelldivers وHustle Kings وPlayStation VR Worlds وRigs: Mechanized Combat League VR وRobinson: The Journey VR وSmite وThe Playroom VR وTumble وUntil Dawn: Rush of Blood وViking Squad وWheels of Aurelia وWorld of Tanks وXCOM 2 وResident Evil 7، وغيرها.
وتجدر الإشارة إلى أن اللاعبين سيشعرون بفارق كبير في بعض الألعاب لدى تشغيلها بالدقة الفائقة، مثل Uncharted 4 وSkyrim Special Edition، بينما لن تكون الفروقات واضحة في ألعاب أخرى، مثل Titanfall 2 وDishonored 2، ذلك أن الأمر يقع على عاتق الشركات المبرمجة للاستفادة القصوى من القدرات الرسومية المطورة للجهاز.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».