إسرائيل: النيران تمتد إلى الضفة الغربية.. والجيش يعلن عن اعتقال 10 فلسطينيين

استمرار حالة الطوارئ والاستنفار.. ورصد وسائل استطلاع متطورة للكشف عن مضرمي النيران

إسرائيل: النيران تمتد إلى الضفة الغربية.. والجيش يعلن عن اعتقال 10 فلسطينيين
TT

إسرائيل: النيران تمتد إلى الضفة الغربية.. والجيش يعلن عن اعتقال 10 فلسطينيين

إسرائيل: النيران تمتد إلى الضفة الغربية.. والجيش يعلن عن اعتقال 10 فلسطينيين

بعد مرور خمسة أيام من الحرائق الكبيرة التي ضربت إسرائيل، امتدت النيران إلى مناطق مختلفة في الضفة الغربية قرب مستوطنات إسرائيلية وفي القدس، قبل أن تسيطر قوات الدفاع المدني الفلسطيني عليها أمس، معلنة انتهاء موجة الحرائق في الضفة الغربية، منهية عملها في إسرائيل كذلك.
واشتعلت أمس مساحات واسعة من الأراضي في نابلس ورام الله قرب مستوطنات شبت فيها النار. وفيما كانت طواقم الإطفاء الإسرائيلي تعمل على إخماد النيران في المستوطنات، أخمدت طواقم الإطفاء الفلسطيني النيران في الأراضي المحاذية قبل أن تصل إلى المدن والقرى الفلسطينية.
وقال نائل العزة، الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، إن أفراد طواقم الجهاز سيطروا على جميع الحرائق في الضفة الغربية، وأضاف موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «سيطرنا على 406 حرائق في 5 أيام.. بعضها مثل الحريق الذي شب في القدس وقرى نظام والنبي صالح كان بفعل موجة الحرائق في إسرائيل، وثمة حرائق أخرى اندلعت لأسباب مختلفة».
وأوضح العزة أن طواقم الدفاع الفلسطيني كانت تعمل بشكل متزامن في إطفاء الحرائق في حيفا والقدس والضفة الغربية، وقال في هذا السياق: «لم نكن بحاجة إلى أي مساعدة في مناطق الضفة»، موضحا أن طواقم الدفاع المدني عادت من إسرائيل وأنهت عملها كذلك في الضفة الغربية، وأنه «لا يوجد خطر يذكر» مع نهاية مساء أمس.
وحظي عمل الفلسطينيين في إسرائيل بإشادات كبيرة من الإسرائيليين ومسؤوليهم، إذ كتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، يوآف مردخاي، تحت صورة لرجال الإطفاء الفلسطينيين وهم يكافحون حرائق في حيفا والقدس «#الله_محييهم».
وكانت نيران اندلعت باكرا في القدس ومستوطنة معالية أدوميم القريبة ومستوطنة حلاميش قرب رام الله ومستوطنات مانشيه وكارنيه شومرون قرب نابلس شمالا. واستطاعت طائرات محاربة الحرائق ورجال الإطفاء إخماد النيران في القدس ومواقع أخرى، فيما سيطر الفلسطينيون على النيران الأخرى في مناطق الضفة.
وشاركت أمس الطائرة الأميركية العملاقة «سوبر تانكر» في جهود إخماد الحرائق بعد أن طلبتها إسرائيل على وجه السرعة، خصوصا أنه بإمكان هذه الطائرة حمل 75 طنا من المواد المثبطة للحرائق.
وسجلت أخطر النيران أمس، في مستوطنة معاليه أدوميم وقرب قرية قوصين في نابلس، حيث احترقت مساحات واسعة من الأراضي، وكذلك في أراضي قرب رام الله. وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن 12 إسرائيليًا أصيبوا فجر أمس في مستوطنة معاليه أدوميم جراء حريق شب في عمارة سكنية، وإنه تمت السيطرة على الحرائق في حلميش ومناطق أخرى. فيما قال العزة إن طواقم الدفاع المدني قضت على النيران كذلك في الضفة، وما زالت ترابط في أماكن مختلفة خشية تجدد النيران.
وبحسب بيان للدفاع المدني الفلسطيني، فقد أتت الحرائق على 770 شجرة، منها 180 شجرة زيتون في أراضي بيت سوريك شمال غربي القدس، وفي قريتي كفر نعمة، وبدرس غرب رام الله، إضافة إلى احتراق أشجار حرجية في بلدة نعلين غرب رام الله، وأشجار زيتون في قرية جفنا شمال رام الله، وأخرى في جبل التلالوي ببلدة عرابة جنوب جنين، وفي بلدة باقة الشرقية شمال طولكرم، وقرية ظهر العبد جنوب جنين.
ومع انتهاء موجة الحرائق، أعلنت إسرائيل عن اعتقال 10 فلسطينيين خلال الأيام الأخيرة، بشبهة إضرام النيران. وقال بيان للجيش الإسرائيلي أمس، إن قواته بالتعاون مع الشرطة اعتقلت المشتبهين ومن بينهم من تم رصده من قبل مفتش لهيئة الطبيعة والحدائق وهو يضرم نيران في غابات شمال غربي بتير غرب بيت لحم، وثلاثة آخرين عثر داخل سيارتهم على زجاجتي وقود مليئة وأخرى فارغة، بالإضافة إلى أقمشة وقفازات وولاعات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كثف خلال الأيام الأخيرة جهوده بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك) لاعتقال مضرمي النيران بشكل متعمد في مناطق الضفة الغربية، مضيفا أنه يستخدم وسائل استطلاع متطورة وطائرات صغيرة من دون طيار، مشيرا إلى أنه سيوسع نشاطاته للكشف عن مضرمي النيران. وأكد الجيش أن جميع المعتقلين الذين بلغ عددهم 10 نقلوا إلى جهاز الأمن العام (الشباك) للتحقيق معهم.
وأعلنت سلطة الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل «أنه نظرا للظروف الراهنة واستمرار موجة الحرائق والأحوال الجوية الجافة تقرر تمديد قرار منع إشعال النيران حتى يوم الثلاثاء المقبل». وأوضحت سلطة الإطفاء أنه يمنع إشعال النيران بالأماكن المفتوحة والأحراش، وكروم الزيتون ومكبات النفايات وغيرها، مؤكدة أن من يخالف هذا القرار سيعرض نفسه للغرامة المالية الباهظة، وربما السجن.
كما تستمر حالة الطوارئ والاستنفار، حيث تقرر اتخاذ خطوات فعلية بعد مشاورات مكثفة بين الجهات الأمنية المختلفة. ومن بين هذه الخطوات تكثيف الجولات الميدانية لطواقم الإطفاء والإنقاذ والجهات الأمنية المختلفة، إلى جانب طلعات استطلاعية للطائرات.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».