دينق ألور لـ«الشرق الأوسط»: العلاقات مع السعودية طيبة.. والرئيس سلفا كير سيزور الخليج

وزير خارجية جنوب السودان حمل الاضطرابات الأمنية مسؤولية تعطيل إنتاج النفط

دينق ألور  ({الشرق الأوسط})
دينق ألور ({الشرق الأوسط})
TT

دينق ألور لـ«الشرق الأوسط»: العلاقات مع السعودية طيبة.. والرئيس سلفا كير سيزور الخليج

دينق ألور  ({الشرق الأوسط})
دينق ألور ({الشرق الأوسط})

كشف وزير خارجية دولة جنوب السودان دينق ألور في حوار لـ«الشرق الأوسط»، أمس، عقبات تطبيق السلام في دولته الوليدة، وكذلك تطورات التمرد الذي يقوده الدكتور رياك مشار المقيم حاليا في دولة جنوب أفريقيا. وقال إن الدعم الأميركي يقتصر على الجوانب الإنسانية، وإن الحرب على الإرهاب يجب أن تقتصر على العصابات والميليشيات وليس ضد الدول.
وأكد دعم بلاده للقرار الذي اتخذته القمة العربية - الأفريقية بشأن إدانة قانون «جاستا» الأميركي، مشيدا بالعلاقات الطيبة بين السعودية ودولة جنوب السودان، كما كشف عن زيارة مرتقبة للرئيس سلفا كير إلى دولتي الكويت والإمارات، وقال: «أتمنى أن تشمل السعودية».. وإلى نص الحوار:
* ما آخر تطورات الأوضاع في جنوب السودان، وهل انتهت تداعيات أزمة التمرد؟
- الأوضاع أفضل حالاً من الفترة الماضية بعد تعين النائب الأول للرئيس تعبان دينق قاي، خلفًا لرياك مشار، لأن العلاقة بين سلفا كير ودينق قاي أصبحت أفضل من النائب السابق، والوضع السياسي والاقتصادي يشهد تحسنا نوعيا.
* هل ساهم النفط في إنعاش الحالة الاقتصادية لدولة الجنوب؟
- بالتأكيد إنتاج النفط لدولة جنوب السودان سوف يعالج الحالة الاقتصادية، لكن مرحلة التوتر الأمني التي عانى منها الجنوب بسبب التمرد كان لها تأثير سلبي في كمية الإنتاج التي تصل إلى نحو 170 ألف برميل في اليوم، وقبل الحرب كانت نحو 400 ألف برميل، وحاليا وبعد تحسن الوضع الأمني، سوف نعمل على زيادة الكمية إلى 350 ألف برميل يوميا، ومن ثم يمكن التغلب على بعض الأزمات الاقتصادية.
* هل ساهمت الدول المانحة في دعم دولة جنوب السودان وفق الوعود التي أعلنتها؟
- الدول المانحة لم تقدم شيئا لليوم، لأن لديها ملاحظات محددة، وترى من الأهمية التزام دولة جنوب السودان بها، وهي تنفيذ اتفاق السلام الذي وقعت عليه 4 قوى سياسية في الجنوب، ويسير ببطء، والقوات الإقليمية التي من المفترض نشرها لحفظ السلام هي نحو 4 آلاف من دول: إثيوبيا وكينيا ورواندا، وقد وافقت دولة جنوب السودان، لكن يبقى الخلاف حول نوعية تسليح هذه القوات؛ حيث ترى دولة الجنوب عدم الحاجة إلى الأسلحة الثقيلة، وقد استُغرق وقت في الحديث حول هذا البند، لأن كل هذه الدول تريد أن تأتي بقواتها مع أسلحة ثقيلة. إضافة لذلك، هناك حديث يفضي إلى رغبة قوات أخرى خارج هذه الدول الثلاث؛ أي قوات فنية ستأتي من بعض الدول الأوروبية، وبالتالي الحوار مستمر للتفاهم حول التفاصيل. ولذلك الأمور تسير ببطء لتنفيذ اتفاق السلام.. وعليه، تأخر المجتمع الدولي والدول المانحة في تقديم الدعم والمساعدات، وكذلك صندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي، وأعني أن الجميع غير مستعد لمساعدة جنوب السودان ما لم يحصلوا على الضوء الأخضر لاتفاق السلام.
* هل هناك استعداد لتسريع خطى السلام حتى تنتهي هذه المشكلات؟
- بسبب الوقت الذي استغرقه الحوار بين رياك مشار والرئيس سلفا كير، الذي أفضى إلى استمرار المشكلات حتى بعد عودته، تصاعدت المعارك، وبعد الاتفاق على تعين «تعبان» خلفا لرياك مشار، كان هناك بعض الوقت لاختيار المجموعة التي تعمل مع «تعبان».. أخذت بعض الوقت، وبالتالي، فإن تنفيذ اتفاق السلام تعرض لمشكلات أمنية؛ حيث بقاء التمرد في مناطق كثيرة، من بينها (المناطق) الاستوائية وأعالي النيل وملكان.
* هل التمرد مدعوم من جهات خارجية معينة في تقديركم؟
- التمرد مستمر من قبل القوات التابعة للدكتور رياك مشار، ولم يتم تجميع القوات، وتعمل بشكل منفلت، وتقوم بعمليات عسكرية.
* من يقف خلف قوات رياك مشار من الخارج؟
- غير معروف.
* وماذا عن المعارضين الجنوبيين في دولة السودان؟
- توجد أعداد كبيرة، والسودان متعاون، والعلاقة طيبة، وقد تمكن مؤخرا من إعادة رياك مشار إلى جنوب أفريقيا عندما حاول الدخول إلى دولة جنوب السودان مرة أخرى، وكان خط سيره من جنوب أفريقيا إلى السودان، ثم اتجه إلى إثيوبيا وطلب منهم في المطار الدخول إلى دولة جنوب السودان، ورفضت إثيوبيا، فدخل إلى الخرطوم التي قامت بدورها برده إلى جنوب أفريقيا مرة ثانية.
* هل طلبت دولة جنوب السودان مساعدات من القمة العربية - الأفريقية؟
- القمة تستهدف ترتيب آليات الشراكة، مع مناقشة رؤية تنطلق منها الأولويات التي تحقق مصالح الجميع. وبالفعل صدر «إعلان مالابو»، وهو جيد، ويلبى طبيعة المرحلة، وكذلك القرارات وخطة العمل، وكلها تتوج العلاقات العربية – الأفريقية، التي كان من المفترض أن تتم منذ زمن طويل. وبالتالي، القمة في مجملها تدفعني للتفاؤل، لأن هناك جدية وإرادة لأهمية إنجاز خطوات عملية على طريق التعاون المشترك، وأتمنى أن تنعقد القمة المقبلة وقد شاهدنا تطورات أكثر عملية في كل ما تم الاتفاق عليه، خصوصا أن معظم المشاريع تتعلق بالمجال الزراعي.. وحتى نجد ثمرة التعاون، فمؤكد نحتاج لبعض الوقت.
* هل تعتزم دولة جنوب السودان الاستفادة من خطة العمل للتعاون العربي - الأفريقي في المجال الاقتصادي؟
- لدينا استعداد لأن نعمل معًا في مجال الزراعة والبنية التحتية.
* أصدرت القمة قرارا يتعلق برفض قانون «جاستا» ضد رعاة الإرهاب.. كيف ترون هذا الأمر؟
- دولة جنوب السودان مع القرار، والجميع يرفض استهداف أي دولة عربية أو أفريقية تحت بند مكافحة الإرهاب، وليس معنى أن مواطنًا في دولة ما ارتكب عمل إرهاب، أن يتم تصعيد الحروب ضد الدول.. الدولة لا تقوم بالإرهاب. وعليه، يجب التفريق بين الأفراد، والمجموعات، والدول.
* ماذا عن العلاقة بين دولة جنوب السودان والسعودية؟
- لدينا علاقة دبلوماسية طيبة من خلال سفارتنا لدى المملكة العربية السعودية، وكذلك نتواصل ونتبادل الزيارات، والرئيس سلفا كير لديه دعوة لزيارة الكويت والإمارات، وأتوقع أن تكون هناك زيارة إلى السعودية، وإن كنا لم ننسق (الأمر) بعدُ مع المملكة.
* ماذا عن دعم الولايات المتحدة لدولة جنوب السودان؟
- لا يوجد أي دعم، وإنما لديها مواقف ضد قيادة وحكومة دولة جنوب السودان، لأنها لم تنفذ اتفاق السلام بالطريقة التي يريدون، ومؤخرا تمت إدانة من مجلس الأمن لبعض القادة في دولة جنوب السودان؛ لرئيس هيئة الأركان، ووزير الإعلام.. وبالتالي، المساعدات تقتصر فقط على دعم الجوانب الإنسانية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».