عون: الوحدة تحصن لبنان.. والجيش يقوم بمهمته إذا تعززت قدراته

في كلمة له بمناسبة ذكرى الاستقلال أكد أن أوان بناء الوطن قد حان

عون: الوحدة تحصن لبنان.. والجيش يقوم بمهمته إذا تعززت قدراته
TT

عون: الوحدة تحصن لبنان.. والجيش يقوم بمهمته إذا تعززت قدراته

عون: الوحدة تحصن لبنان.. والجيش يقوم بمهمته إذا تعززت قدراته

شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية التي تحصن لبنان من تداعيات ما يحصل حوله، داعيا إلى تحصين الاستقلال واستعادة قوته عبر الامتناع عن اللجوء إلى الخارج، ومؤكدا أن ما يقوم به الجيش في الداخل يمكن أن يقوم به على الحدود إذا تعززت قدراته التقنية.
وفي كلمة له بمناسبة الذكرى الـ73 للاستقلال، قال رئيس الجمهورية: «منذ أعوام يعيش لبنان في منطقة ضربتها الحروب، كانت في بداياتها حركات مطلبية تحمل شعارات واعدة لتطوير الأنظمة، ثم تحولت إلى أعمال عنيفة واندلعت الاشتباكات المسلحة، مما وفر للقوى الخارجية القدرة على التمسك بمصير الشعوب العربية»، مشيرا إلى أنه وبسبب هذه الأخطار والنتائج المترتبة عليها، «خلقت في لبنان مواقف حادة تركت آثارا سلبية، بحيث كان لبنان يتفاعل وينفعل، واحتدام الأجواء كاد يصدع الوحدة الوطنية». وأضاف: «أيها اللبنانيون أنتم قلقون على استقراركم بسبب التدخلات الخارجية التي كانت تواجه القرارات الوطنية، فأصبح لزاما علينا أن نحصن الاستقلال، وأن نعيد له قوته عبر الامتناع عن اللجوء إلى الخارج بغية الحصول على مصلحة خاصة على حساب المصلحة العامة».
وعدّ أن الاستقلال ليس مشهدا احتفاليا، «بل نبض قلوب، وانتساب إلى شعب يتشارك الحياة، ومتضامن على أرض أعطتنا هوية يجب أن نحافظ عليها، لا أن نتعامل معها كسلعة تجارية ومعروضة للبيع، والشعب بلا أرض هو لاجئ، والأرض بلا شعب هي مشاع».
وفي حين أكد أن أوان بناء الوطن قد حان، أشار إلى أن «مؤسساتنا عانت من وهن، تضاعف بسبب الخلل في الممارسة السياسية، ولكننا تمكنا من نسج وفاق شكل بداية لحقبة جديدة، لكن لا يمكن لهذه المؤسسات أن تنهض ما لم يتم تحديثها وتغيير أساليب العمل»، معتبرا أنه «مهما اعتمدنا من تغيير، فلن تستقيم الأمور ما لم نحرر العنصر الأساسي من الفساد».
وأكد عون أنه «على الرغم مما جرى ويجري حول لبنان وفي الداخل من تجاذبات تهدد الوحدة الوطنية، بقي الجيش مؤمنًا برسالته، فكان القوة التي تجلت بالوحدة، وحافظ على الاستقرار»، مشددا على أن «الجيش يبقى صمام الأمان والنواة الصلبة للوحدة الوطنية.. هو متحد بشعبه قدرًا ومصيرًا ودمًا، وما يقوم به في الداخل يمكن أن يقوم به على الحدود، إذا تعززت قدراته التقنية وتدرب على أساليب القتال، وعلى الدولة إعداد الجيش، فالأوطان لا تحمى إلا به».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».