توافق عربي ـ أفريقي في مالابو ومشروع بيان القمة يعتمد خططًا لشراكة فاعلة

التزام قوي بإصلاح منظومة مجلس الأمن بغية جعله أكثر ديمقراطية

توافق عربي ـ أفريقي في مالابو ومشروع بيان القمة يعتمد خططًا لشراكة فاعلة
TT

توافق عربي ـ أفريقي في مالابو ومشروع بيان القمة يعتمد خططًا لشراكة فاعلة

توافق عربي ـ أفريقي في مالابو ومشروع بيان القمة يعتمد خططًا لشراكة فاعلة

تنطلق اليوم (الاثنين) اجتماعات وزراء الخارجية العرب والأفارقة للنظر في جدول أعمال ووثائق القمة العربية الأفريقية الرابعة التي تعقد في عاصمة غينيا الاستوائية، مالابو، بعد غد (الأربعاء). وتحظى قضايا ليبيا وفلسطين وإصلاح الأمم المتحدة بالأولوية في الملف السياسي، إضافة إلى التنسيق وتبادل المعلومات في القضايا الأمنية، وكذلك الاهتمام بالعمل المشترك في المحافل الدولية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الملف السياسي يحظى بتوافق كبير، الأمر الذي انعكس في مشروع إعلان مالابو الذي يتضمن خريطة طريق تتحدث عن عقد اجتماعات منتظمة رفيعة المستوى وتعزيز الحوار السياسي والاستشاري على جميع المستويات، لتنسيق المواقف من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المتبادل.
وتضمن المشروع أيضًا تشجيع تبادل المعلومات بين مفوضية الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، من خلال تنظيم اجتماعات وورش عمل حول قضايا خاصة تهم المنطقتين، متعلقة بتسوية النزاعات والتدخل في مرحلة ما بعد النزاعات.
ويحث المشروع على تعزيز التعاون في مجالات الحكم الرشيد والانتخابات من خلال تقاسم التجارب السياسية وأفضل الممارسات وفقًا للنظم واللوائح الوطنية، وإجراء مشاورات منتظمة بين المكاتب التمثيلية للاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية في عواصم مختارة ودعم ترشيح دولها الأعضاء في المنظمات الدولية، وخصوصًا في الأمم المتحدة.
وحول الوضع في ليبيا، علمت «الشرق الأوسط» أن مشروع بيان القمة الذي سيرفع للملوك والرؤساء سيحمل إعرابًا عن دعم القمة الكامل لمجلس الرئاسة وحكومة الوفاق الوطني وطلبًا من مجلس النواب لتنفيذ كامل التزاماته الواردة في الاتفاق السياسي الليبي الموقع في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
كما يتضمن مشروع بيان القمة تقديم الدعم الكامل للمسائل المتعلقة بالقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الوطنية والدولية، وذلك تماشيًا مع قرارات ومقررات الأمم المتحدة وإجراء مشاورات منتظمة على جميع المستويات لمراقبة الوضع في فلسطين.
وتلتزم القمة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، بغية مواءمة المسائل المتعلقة بالبلدان المثقلة بالديون ورفع العقوبات الأحادية المفروضة على بعض البلدان الأفريقية والعربية وأي مسألة أخرى ذات الاهتمام المشترك.
ومن بين بنود المشروع إدانة كل أشكال التمييز والاحتلال العنصري والأشكال الأخرى لانتهاك حقوق الإنسان والشعوب. والتأكيد مجددًا على التزام القمة القوي بالإصلاح الشامل لمنظومة الأمم المتحدة، بما في ذلك مجلس الأمن، بغية عكس الواقع العالمي وجعله أكثر تمثيلاً وأكثر توازنًا إقليميًا وأكثر ديمقراطية وفاعلية. ويدعو البيان إلى ضرورة تنسيق المواقف في هذا الصدد، آخذًا في الاعتبار توافق الاتحاد الأفريقي والقرارات ذات الصلة التي تعكس التوافق بين المنظمتين.
ويدين مشروع البيان انتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل والاتفاق على تعزيز التعاون في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والمساهمة في هدف تحقيق نزع الأسلحة النووية.
كما يدين وبشدة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره وتمويله، بما في ذلك دفع الفدية، إلى جانب الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية. وتعلن القمة تضامنها الكامل مع البلدان الأفريقية والعربية المستهدفة من المنظمات الإرهابية، إلى جانب استهداف المواطنين والأمن والاستقرار، وكذلك إدانة ربط الإرهاب بأي دين أو طائفة أو عرق أو حضارة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.