«ديبارديو» يتقاسم البطولة مع مغن عربي في فيلم سياسي

نجم السينما الفرنسية يقدم عملا جديدا يعيده إلى مرحلة الصبا

الممثل ديبارديو مع صديق في مشهد من الفيلم («الشرق الأوسط») - مع الممثل الشاب صادق
الممثل ديبارديو مع صديق في مشهد من الفيلم («الشرق الأوسط») - مع الممثل الشاب صادق
TT

«ديبارديو» يتقاسم البطولة مع مغن عربي في فيلم سياسي

الممثل ديبارديو مع صديق في مشهد من الفيلم («الشرق الأوسط») - مع الممثل الشاب صادق
الممثل ديبارديو مع صديق في مشهد من الفيلم («الشرق الأوسط») - مع الممثل الشاب صادق

بمناسبة عرض فيلمه الجديد، تصالحت الأوساط الثقافية مع الممثل جيرار ديبارديو، نجم السينما الفرنسية وابنها الضال الذي كان قد هجر باريس، وتخلى عن جواز سفره احتجاجًا، لكي يتنقل للإقامة ما بين بلجيكا وروسيا. والفيلم الذي يحمل عنوان «جولة في فرنسا» من إخراج رشيد جعيديني، وهو يقدم فرصة ذهبية لمغن شاب من أصل عربي يدعى صادق، لكي يتشارك في البطولة مع عملاق الشاشة الفرنسية. وتدور القصة حول عجوز فرنسي رجعي ذي أفكار عنصرية، يمر بتجربة تتيح له التخلي عن كثير من آرائه المسبقة، وذلك عندما يقوم بجولة في أرجاء فرنسا بصحبة مغن لموسيقى «الراب» المنتشرة بين شباب الضواحي الفقيرة.
هل هو فيلم سياحي؟ يرى النجم الفرنسي أنه فيلم سياسي لأنه يشجع على التفاهم، ويدعو لوقف الكراهية بين أهل البلاد والمهاجرين المغاربيين. ومن أجل هذا الهدف، وافق على العمل مع مخرج جزائري الأب سوداني الأم، لا يعرف عنه شيئًا، وأمام مغن لم يسمع باسمه من قبل، بل إن ديبارديو، بما له من شهرة وعلاقات، تدخل لتأمين التمويل اللازم لإنتاج الفيلم. ومن الواضح أن الممثل الذي يتصدر الصف الأول من نجوم الشاشة، بلغ مرتبة تسمح له بتنفيذ كل ما يطرأ على باله من أدوار تروق له. وبالنسبة لهذا الفيلم بالذات، فإنه يعيد إلى باله مرحلة صباه، حين نشأ في ضاحية للمهاجرين الجزائريين، وكان شاهدًا على كل ما يعانيه هؤلاء البسطاء من إجحاف، رغم أن كثيرين منهم كانوا مجندين في الجيش الفرنسي قبل استقلال بلادهم.
يبدأ البطل رحلته بعد أن يتصور أنه فقد ابنه. وخلال الرحلة، تتوثق الصلة بينه وبين رفيق سفره الشاب الذي يحمل في داخله كثيرًا من النقمة على المجتمع الذي يرفضه. ويكشف ديبارديو أن غضب المغني يذكره بابنه الوحيد غييوم الذي توفي في سن الشباب نتيجة اليأس وفقدان الثقة بالغد، فقد عبر غييوم عن قلقه من خلال العنف والإدمان والكحول والاقتراب من حافة الجنون الذي يصيب الشباب الذين يسبقون محيطهم، ويؤلمهم ألا يجدون من يعترف بمواهبهم.
ويصف ديبارديو المخرج رشيد جعيديني بأنه شاب شديد الحساسية، له شجاعة ملاكم وحيويته، قاتل لكي يفرض وجهة نظره الصافية عن العالم الذي يعيش فيه. أما من منهما ساعد الآخر، فإن المخرج منح الممثل فرصة تأدية دور رجل متوحش فظ، وبالمقابل قدم الممثل اسمه لكي يكون الفيلم ناطقًا بصوت أولئك الصامتين الذين لا يجدون منبرًا للتعبير عن معاناتهم. كما أن النجم الذي تقدم به العمر، وزاد وزنه بشكل ملحوظ، يشعر بالزهو لأنه ما زال مطلوبًا من المخرجين الشباب، فالشهرة لم تعد تعني له الكثير، وهو قد ابتعد عن حلقاتها، ولم يعد يهتم بما يكتب عنه، ويقول بهذا الصدد: «أنا كما أنا.. إما أن يقبلوا بي، أو أن يرفضوني».
ويعتبر ديبارديو من أثرياء فرنسا، وقد بدأت مشكلته مع الطبقة السياسية قبل سنتين، عندما هاجم في رسالة مفتوحة رئيس الوزراء الفرنسي، وتمرد على قانون اشتراكي للضرائب على الدخول العالية. وأسوة بعشرات الأثرياء الفرنسيين وذوي الدخول العالية، أراد أن ينتقل للعيش في بلجيكا القريبة، للاستفادة من تسامحها الضريبي النسبي. لكن سؤالاً وجهه صحافي صغير لرئيس الوزراء الفرنسي جان مارك أيرولت، أشعل غضب الممثل، وزاد من رغبته في ترك فرنسا، موطنه الأم الذي يزعم أنه تعرض فيه للشتيمة. فقد رد رئيس الوزراء على سؤال الصحافي، في مقابلة تلفزيونية، واصفًا هجرة ديبارديو بأنها «يرثى لها». وانتهت القضية بتخلي الممثل عن جواز سفره الفرنسي، في حركة مسرحية زادها تشويقًا إعلان الرئيس بوتين عن منحه الجنسية الروسية للممثل الغاضب على تعامل بلاده معه. وتضامنت أوساط اليمين مع فنان له تاريخ معتبر في السينما الفرنسية، واعتبرت صحيفة «لوفيغارو» أن قرار منحه الجنسية الروسية هو صفعة من موسكو لباريس، ومضى معلق الصحيفة فابريس نوديه لانغلوا أبعد من ذلك حين وصف منح الجنسية الروسية لديبارديو بأنه رفسة قدم وجهها الرئيس بوتين لأنف الرئيس هولاند.
موسكو بررت قرارها بأنه تقدير لإبداع الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو في أداء دور الراهب الروسي راسبوتين في فيلم تلفزيوني. لكن توقيت منح الجنسية أشار إلى نيات أخرى لا علاقة للفن بها، بل لأسرار العلاقات بين الدول، واختلاف وجهات النظر حول النزاع في سوريا. وفيما يخص الضرائب، فقد أصبح في مقدور المواطن الروسي جيرار ديبارديو الاستفادة من القانون الساري هناك على الجميع القاضي بنسبة موحدة للضريبة على الدخل تبلغ 13 في المائة، بخلاف النسبة المقررة على الدخول العالية في فرنسا التي تبلغ 75 في المائة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.