مع اعتماد كثيرين على المغاسل التي تنتشر بشكل لافت في السعودية، حتى أصبح الشارع الواحد يضم أكثر من مغسلة في معظم المدن، باشرت جهات رسمية في السعودية بالتحرك لوقف حالة الفوضى التي يواجهها القطاع.
ولا توجد إحصاءات تحدد عدد مغاسل الملابس الموجودة في البلاد التي تسيطر العمالة الوافدة على نصيب الأسد من العمل فيها، لكن في المنطقة الشرقية وحدها يقدر محمد الصفيان، المتحدث الرسمي باسم أمانة المنطقة الشرقية، وجودها بالمئات، ويتركز معظمها في حاضرة الدمام.
وقال الصفيان لـ«الشرق الأوسط»: «أطلقنا هذا الأسبوع حملة كبرى تشمل المنطقة الشرقية عامة تشارك فيها 25 بلدية»، مفيدا بوجود عدد من المراقبين الصحيين والأطباء الذين تقع على عاتقهم مهام رقابة ومتابعة مغاسل الملابس بصورة مكثفة، على مدى 5 أيام، إلى جانب إدارة صحة البيئة.
وأضاف أن الحملة تهدف إلى تحسين جودة المغاسل، والإشراف على المواد والمياه المستخدمة في غسيل الملابس، إلى جانب الإشراف على صحة العاملين ومدى نظاميتهم وصلاحيتهم للعمل، لافتًا إلى كثير من الشروط والمواصفات التي يجب أن تلتزم بها مغاسل الملابس التي في حال عدم تطبيقها للمعايير يتم إغلاقها، بعد تكرار المخالفة للمرة الثالثة.
وذكر الصفيان أن مغاسل الملابس من أكثر الأماكن خطورة على صحة الإنسان، في حال لم تراع المعايير والاشتراطات المطلوبة، متابعًا: «نهدف إلى تحسين جودة ونوعية العمل داخل مغاسل الملابس، وفق المواصفات التي وضعتها الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة المنطقة الشرقية، ومعايير وزارة الشؤون البلدية والقروية».
وتركز هذه الحملة على مكونات المغسلة، ومصادر المياه، ونظافة المحيط الخارجي، وحصول العاملين على شهادات صحة تؤكد خلوهم من الأمراض، والتأكد من حصولهم على ترخيص مزاولة للنشاط، واكتمال الاشتراطات الصحية والفنية بالمنشأة، ومدى توفر الشروط الصحية اللازمة في المغاسل، حسب لائحة وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومنها نظافة الأجهزة والمعدات وسلامة المواد الكيميائية المستخدمة، وأهمية أن يتم الغسيل بموقع لائق يتماشى مع الشروط الصحية، والاهتمام بإلزام المغاسل بتسعيرة محددة.
وسبق أن حذرت وزارة الشؤون البلدية والقروية مغاسل الملابس من عدم تطبيق الطرق المتبعة للسلامة عالميًا، تخوفًا من انتشار الأمراض، مع كون بعض المغاسل تقوم بعملية الغسيل بطرق خاطئة وخطرة تؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية، من خلال العدوى وانتقالها من شخص لآخر، لإهمالها الطرق والقواعد المتبعة للحفاظ على الملابس، وعدم استخدامها مواد خاصة لتعقيم الملابس.
يضاف لذلك أن بعض المغاسل لا تبالي بتكدس ملابس الزبائن مع بعضها من دون اتخاذ بعض الاحتياطات، وكذلك فإن بعض الملابس توضع في حوض الاستحمام (البانيو)، ويتم دهسها بالأرجل، وبعض المغاسل يعمد إلى تنظيف الملابس بفرشاة أقرب ما تكون لفرشاة كنس الزبالة، وكثير من هذه المغاسل تضع الماء في الغسالة صباحًا، ولا تغيره إلا في المساء. وبحسب الموسوعة العربية الأولى المختصة بعالم العناية بالملابس، للباحثة السعودية سناء الغمغام، فإن مرض الجرب يحتاج إلى تلامس مباشر بين شخصين لتتم العدوى، إلا أنه في بعض حالات الجرب التي انتشرت في بعض الأسر، لم يكن هناك أي سبب للعدوى سوى أن أحد أفراد الأسرة اعتاد على غسل ملابسه في المغاسل العامة.
السعودية تحاصر أمراض الملابس ومغاسل مُهددة بالإغلاق
حملة في 25 بلدية لمراقبتها ووقف فوضى القطاع
السعودية تحاصر أمراض الملابس ومغاسل مُهددة بالإغلاق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة