تدخين «الشيشة» يحرم سيدة من الحضانة.. ويشغل الكويتيين عن انتخابات «الأمة»

محام اعتبر أن الحكم القضائي «اجتهاد» يمكن أن تبطله «الاستئناف».. وناشطون يتخوفون من أن يصبح «سابقة»

تدخين «الشيشة» يحرم سيدة من الحضانة.. ويشغل الكويتيين عن انتخابات «الأمة»
TT

تدخين «الشيشة» يحرم سيدة من الحضانة.. ويشغل الكويتيين عن انتخابات «الأمة»

تدخين «الشيشة» يحرم سيدة من الحضانة.. ويشغل الكويتيين عن انتخابات «الأمة»

وسط فورة الأخبار التي يتداولها الكويتيون في موسم الانتخابات التي تطرق أبوابهم بعد أسبوع، 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جاء خبر الحكم القضائي بحرمان سيدة مطلقة من حضانة أبنائها بدعوى تدخين «الشيشة» خارج المنزل، مدويًا.
الحكم القضائي جاء من محكمة الأسرة، وهي المحكمة التي استحدثت أخيرًا «لتحقيق العدالة الناجزة في قضايا الأسرة وحقوق المرأة والأطفال». وقد اعتبرت المحكمة أن تدخين الشيشة بالنسبة للأم الحاضنة يُعتّبر «سلوكًا مشينًا» وغير لائق اجتماعيًا، ومن شأنه أن يسقط الحضانة، وبالتالي فإن تربيتها لأبنائها لن تكون في مأمن.
الحكم القضائي أثار ردود فعل متعددة، في بلد يعتبر الأعلى عالميًا من حيث نسب المدخنين قياسًا لعدد السكّان، أغلبهم من الذكور. كما تُعتبر الكويت الأولى خليجيًا في نسبة المدخنين، وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، فإن الكويت جاءت في المرتبة الأولى خليجيًا، من حيث نسبة المدخنين قياسًا بعدد السكان. وكان تقرير نشرته الجمعية الطبية الأميركية «غاما» عام 2014 قد وضع الكويت في قائمة أعلى دول العالم من حيث تأثير التدخين على اعتلال الصحة.
وتبلغ نسبة المدخنين في الكويت نحو خمس السكان، وتقدرهم جمعية القلب الكويتية بأكثر من 23 في المائة بين الجنسين، إلا أن الذكور يتصدرون النسبة، حيث يصل عددهم إلى 42.3 في المائة.
لكن خبيرًا قانونيًا لفت الانتباه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الحكم القضائي هذا «هو اجتهاد يعيد قاضي الاستئناف مراجعته»، وليس ضروريًا أن يكون القاضي قد استند إلى تطبيق معنى «السلوك المشين» على فعل التدخين بحد ذاته.
في حين ذكر المحامي الكويتي فهد البسام، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن الحكم بحرمان السيدة من حقها في حضانة أطفالها استنادًا إلى كونها تدخن «الشيشة» في أماكن عامة، «هو حكم درجة أولى، واجتهاد خاضع لتقدير قاضي الأحوال الشخصية»، لافتًا إلى أنه «ليس هناك نصّ قانوني يسمي تدخين الشيشة سلوكًا مشينًا، ولكن الأمر يرجع إلى اجتهاد القاضي»، مضيفًا: «للقاضي سلطة تفسير الأمور وتقديرها».
وتابع البسام: «حتى الآن، ما زال هذا الحكم اجتهادًا، وليس قانونًا، وأتوقع أن يكون لمحكمة الاستئناف رأي آخر، إذا رفعت لها القضية»، لكنه استدرك: «لو تم تأييد الحكم من الاستئناف أو التمييز، فسوف يقرّ مبدأ يمكن الأخذ به في بقية القضايا، وبالتالي سيفتح بابًا يمكن الولوج منه في المستقبل لحرمان الأم أو كلا الأبوين من الحضانة أو غيرها بدعوى أنهم يمارسون فعلاً مشينًا، هو التدخين».
أما المرأة المحكوم ضدها بأنها «تمارس فعلاً مشينًا»، فقال المحامي البسام إن قرار محكمة الاستئناف، إذا رفعت لها القضية مجددًا، يمكن أن ينصفها، ويرد لها الاعتبار، وأضاف: «مجرد إبطال الحكم هو ردّ اعتبار للمحكوم ضدها».
وتكثر في الكويت مقاهي الشيشة، أو المطاعم التي توفر لزبائنها خدمة تدخين «الأرجيلة»، ويرتادها الرجال والنساء على حدٍ سواء، وقال ناشطون كويتيون إن الحكم (إذا صحّ)، يهدم مبدأ المساواة بين الكويتيين لأنه أعطى المرأة حكمًا لم يعطه الرجل.
والنزاع بشأن دخول النساء مقاهي الشيشة ليس جديدًا في الكويت، الدولة التي تشهد انفتاحًا. ففي بداية أغسطس (آب) الماضي، دعا عضو في المجلس البلدي للعاصمة، مانع العجمي، لسن قانون باسم «ممنوع دخول النساء إلى المقاهي وتدخين الشيشة»، متوعدًا النساء بملاحقتهن، إذا تجرأن على انتهاك هذا القرار المقترح.
وقال العجمي: «إن المجتمع الكويتي محافظ، ولذلك لا بد من منع الاختلاط نهائيًا، وعدم دخول النساء إلى الأماكن التي تقدم الشيشة، وعلى أجهزة الدولة كافة، خصوصًا وزارتي التجارة والداخلية، التحرك بجدية نحو منع دخول النساء إلى المقاهي بشكل فوري، لا سيما أن ذلك أمر يخالف الشرع والقيم والأخلاق».
ونسبت الصحافة الكويتية وقتها للداعية الكويتي الشيخ حاي بن سالم الحاي القول، في فتوى شرعية: «في حال أبت المرأة، وامتنعت عن ترك الشيشة، تعتبر شرعًا ناشزًا، ويعتبر الرجل من محارمها الذي يتساهل في ذلك من دون غيرة وحمية».
أما عضو المجلس البلدي محمد المعجل، فردّ على العجمي قائلاً لصحيفة محلية إن المجلس مناط ضمن مهامه تطوير البلد، وإعداد المشاريع التنموية الكبرى التي تعود بالفائدة على الاقتصاد الكويتي، وتنمية الإيرادات والاستثمارات، وليس من مهامه منع المواطنين والمقيمين من الجلوس في المقاهي، أو تدخين الشيشة.
ورفض المعجل التشكيك في نساء الكويت «فهن أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، وهن حُرات فيما يقمن به، طالما أنه لا يخرج عن العادات والتقاليد، ولا يخدش الحياء، وليس من حق أحد، سواء كان نائبًا أو عضوًا في المجلس البلدي أو غيرهما، أن يمنع الناس من ممارسة حريتهم».
كانت الكويت قد أصدرت قانون محكمة الأسرة في 11 مارس (آذار) 2015، التي تختص بالنظر في قضايا ودعاوى الأحوال الشخصية، وتضمن القانون الذي يقع في 17 مادة أن تنشأ بكل محافظة محكمة للأسرة تختص دون غيرها بالفصل في جميع منازعات الأحوال الشخصية للكويتيين وغير الكويتيين، أيًا كانت دياناتهم أو مذاهبهم، مع مراعاة قواعد الاختصاص الدولي. وتشمل تلك المحكمة كل الجهات التي تعني بها، مثل نيابة الأسرة، وإدارة تنفيذ الأحكام. وتختص محكمة الأسرة بنظر الدعاوى المرفوعة من الأولاد أو الزوجة أو الوالدين في قضايا: النفقات والأجور، والحضانة، والرؤية، والمهر والجهاز والهدايا، والتطليق والخلع والإبراء، والفرقة بين الزوجين بجميع أسبابها الشرعية، واستخراج جواز سفر - وكذلك شهادة الميلاد والبطاقة المدنية – المحضون، وتجديده وتسليمه وتسجيله بالمدارس الحكومية أو الخاصة، والقضايا التي في حكمها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.