كوبا تبدأ مناورات «الحصن 2016» العسكرية لمواجهة التدخلات الخارجية

هافانا تعيد التدريبات العسكرية بعد غياب لمدة 3 سنوات وتنفي صلتها باختيار رئيس أميركي جديد

صورة لمعرض كوبا الرابع والثلاثين في هافانا والمشاركون يرفعون الأعلام الروسية والكوبية (أ.ف.ب)
صورة لمعرض كوبا الرابع والثلاثين في هافانا والمشاركون يرفعون الأعلام الروسية والكوبية (أ.ف.ب)
TT

كوبا تبدأ مناورات «الحصن 2016» العسكرية لمواجهة التدخلات الخارجية

صورة لمعرض كوبا الرابع والثلاثين في هافانا والمشاركون يرفعون الأعلام الروسية والكوبية (أ.ف.ب)
صورة لمعرض كوبا الرابع والثلاثين في هافانا والمشاركون يرفعون الأعلام الروسية والكوبية (أ.ف.ب)

لا يخفي الكوبيون قلقهم بعد اختيار رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية، خصوصا المواطنين العاديين وليس الساسة تحديدا؛ فالمواطن العادي يرى أن الاتفاق الكوبي - الأميركي الأخير الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي أوباما مع هافانا يزيد من فرص الانفتاحين الاقتصادي والسياسي، وقد يعود على القطاع السياحي بالأموال اللازمة لتخفيف حدة الحصار الاقتصادي وزيادة عدد السائحين والزائرين للجزيرة الكوبية، التي أمضت نحو نصف القرن من العداء مع الجارة الفتية الولايات المتحدة الأميركية.
فور الحديث عن بدء التطبيع بين الولايات المتحدة وهافانا منذ نحو عامين وازدادت أعداد الزائرين للجزيرة من الجانب الأميركي، إضافة إلى تشجيع الدول والأفراد من جنسيات أخرى لزيارة الجزيرة الشيوعية؛ وهو ما دفع بطفرة غير عادية إلى تغير حياة المواطنين العاديين، وتحسين وضعهم الاقتصادي بشكل طفيف.
الإعلان عن عودة مناورات «الحصن 2016» جاء ليلقي بظلاله على المشهد الكوبي، ويدفع برسالة توتر شعر بها المواطن الكوبي البسيط الذي كان يرى في اتفاق تطبيع العلاقات مع واشنطن مخرجا للحالة الصعبة التي تعيشها الجزيرة الكوبية، وآثار حالة من القلق في الأوساط الشعبية.
القيادة السياسية الكوبية، من جهتها، أعلنت أن الهدف من عودة هذه المناورات لا يستهدف الولايات المتحدة، لكن تاريخيا أجرت هافانا تدريبات الحصن في الأعوام 1980 و1983 و1986 و2004 و2009 و2013، وذلك في إطار الرسائل العسكرية، التي مفاداها أن كوبا قادرة على صد أي هجوم عسكري يستهدفها، خصوصا القادم من الولايات المتحدة؛ ففكرة المناورات نفسها قامت في الثمانينات لتثبت أن كوبا قادرة على توصيل رسالة إلى واشنطن بقدرتها على صد أي هجوم معاد يحدث على أرضها.
وتأتي مناورات الحصن العسكرية التي ستشمل القطاعات العسكرية الكوبية كافة في الفترة من 16 وحتى 18 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بعد أيام من انتخاب الرئيس الأميركي الخامس والأربعين دونالد ترامب، الذي أعلن صراحة موقفه من التطبيع الأميركي – الكوبي، والذي دعا فيه إلى إعادة النظر في الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي أوباما مع نظام الرئيس كاسترو في هافانا. وأعلن ترامب صراحة أن كوبا ليست دولة ديمقراطية، وأن اتفاق التطبيع لا تستفيد منه الولايات المتحدة، بل هافانا هي المستفيد الأكبر.
لم يعلن أحد في هافانا صراحة معارضته اختيار ترامب رئيسا للولايات المتحدة، بل نشرت الخارجية الكوبية بيانا على موقعها الإلكتروني عبرت فيه عن تهنئتها بفوز ترامب، إلا أن الأوساط السياسية هناك تحبس أنفاسها وتهيمن عليها حالة من القلق الشديد إثر تصريحات الرئيس الأميركي الجديد، الذي قد يقوم بإلغاء التطبيع بين البلدين، خصوصا أن الكونغرس الأميركي لم يرفع العقوبات عن كوبا بشكل كامل.
هافانا قالت في بيان لها إن مناورات «الحصن 2016» تهدف إلى رفع جهوزية الجيش الكوبي وردع العدو، وجاءت عناوين الصحف الكوبية بتناقضاتت دفعت بروح القلق في قلب المواطن الكوبي؛ فكبرى الصحف هناك والمقربة من الحزب الحاكم «غرانما» كتبت مباشرة بعد فوز ترامب عناوين متناقضة في الطبعة نفسها، أحدها يهنئ بقدوم رئيس جديد للجارة الولايات المتحدة، والثاني البدء في مناورات تهدف لردع العدو وصد أي هجوم على البلاد.
الدبلوماسي الكوبي الأسبق كارلوس السوغاراي قال: إن الشارع الكوبي الآن يتساءل عن مدى التطبيع مع الولايات المتحدة، وأن طبقات الشعب العادية تعرف أنها قد تخسر الخطوات التي أنجزتها إدارة أوباما في السنوات الماضية؛ وذلك بسبب تصريحات الرئيس المنتخب ترامب الذي أعلن فيها صراحة عدم نجاعة عملية التطبيع مع هافانا.
جدير بالذكر، أن رؤول كاسترو، رئيس كوبا الحالي، الذي كان وزير الدفاع في حكومة أخيه فيديل كاسترو في عام 2004، أشرف بنفسه على مناورات «الحصن 2004» وكانت له تصريحات موجهة للولايات المتحدة آنذاك قال فيها «إن رسالة كوبا إلى الولايات المتحدة هي ألا تقلل من شأن الكوبيين وقدراتهم العسكرية»، مما يعيد إلى الأذهان الآن حقبة الحرب الباردة بين الغريمين التقليديين، ويقلل من فرص المضي نحو تطبيع سلس وارتماء الخصم الكوبي في أحضان أعداء الولايات المتحدة لحماية نفسه من أخطار مواجهة المارد الأميركي.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.