ليبيا: مقتل 20 جنديًا على الأقل في معارك داخل بنغازي

قوات «البنيان المرصوص» تجهز لعملية عسكرية كبيرة في سرت

ليبيا: مقتل 20 جنديًا على الأقل في معارك داخل بنغازي
TT

ليبيا: مقتل 20 جنديًا على الأقل في معارك داخل بنغازي

ليبيا: مقتل 20 جنديًا على الأقل في معارك داخل بنغازي

قتل 20 جنديًا من القوات الموالية للسلطة الليبية الموازية، في معارك مع جماعات مسلحة مناهضة لهذه القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر، أمس وأول من أمس، في غرب مدينة بنغازي (شرق البلاد)، وفقًا لمصادر عسكرية.
وقال مسؤول في هذه القوات إن «هناك 10 شهداء في معارك دارت في غرب بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) يوم الثلاثاء، وشهيدان اليوم (أمس) الأربعاء»، مضيفا أن «قواتنا تحرز تقدمًا واضحًا»، رغم هذه الخسائر في صفوفها.
وأكد مسؤول عسكري آخر في بنغازي، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن حصيلة المعارك التي دارت في مناطق قنفودة والقوارشة، في غرب المدينة التي تشهد منذ أكثر من عامين معارك يومية بين القوات المدعومة من البرلمان المعترف به والموالية لحكومة موازية لا يعترف بها المجتمع الدولي، وجماعات مسلحة معارضة، أبرزها «مجلس شورى ثوار بنغازي» وتنظيم داعش.
وقد استعادت القوات التي يقودها حفتر خلال الأشهر الماضية السيطرة على مناطق واسعة في بنغازي، كانت خاضعة للجماعات المناهضة لها، إلا أنها لم تتمكن من السيطرة على كامل المدينة بعد.
وقال مسؤول بمستشفى، أمس، إن ما لا يقل عن 20 من أفراد ما يعرف بالجيش الوطني الليبي قتلوا، وأصيب 40 آخرون في يومين من المعارك في مدينة بنغازي.
وتأتي الاشتباكات فيما يحاول الجيش الوطني، الموالي للحكومة المتمركزة في الشرق، بسط سلطته على بنغازي وطرد القوات التي يقودها المتشددون، والتي يقاتلها منذ أكثر من عامين.
وقد حقق الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر مكاسب كبيرة في بنغازي هذا العام، لكنه لا يزال يواجه جيوبًا من المقاومة. وشن يوم الاثنين هجومًا جديدًا على ضاحيتي القوارشة والقنفودة، ونفذ ضربات جوية، قائلا إنه حقق بعض التقدم في المعارك البرية.
وبحلول صباح أمس، كان لا يزال بالإمكان سماع الطائرات الحربية فوق المدينة، بينما سارعت سيارات الإسعاف إلى نقل المصابين، وأغلقت الطرق المؤدية إلى المناطق الغربية من المدينة، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة.
وقال المتحدث العسكري فضل الحاسي إن 7 متشددين على الأقل قتلوا في القوارشة أمس، فيما لم تتوفر أرقام للخسائر التي وقعت في وقت سابق في صفوف معارضي الجيش الوطني الليبي.
وذكر مسؤول ثان في مستشفى أن سيارة ملغومة انفجرت أول من أمس، قرب سوق للخضراوات في المدخل الشرقي للمدينة، مما أدى إلى إصابة 14 شخصا.
وعلى صعيد متصل بالصراع بين الفرقاء في ليبيا، أعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» أن قواته سيطرت على مواقع جديدة في منطقة الجيزة البحرية بمدينة سرت، آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي، فيما أكد رئيس المركز أحمد هدية التجهيز «لعملية عسكرية كبيرة» في سرت.
ونقل موقع «بوابة الوسط» الإلكتروني الليبي عن هدية قوله إن «القوات تتقدم اليوم في أكثر من محور بالجيزة البحرية، آخر معاقل تنظيم داعش بسرت، بعد استهداف دبابة تابعة للبنيان موقعًا يتمركز فيه عدد من قناصة التنظيم»، مشيرًا إلى أن «الاشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين، وجرح 10 عناصر من القوات».
وأوضح هدية، ردًا عن سؤال عن انفجار لغم أرضي بالقرب من المستشفى الميداني في سرت، وما إذا كان هناك اختراق أمني، أنه «لم تظهر نتائج التحقيق بعد»، لكن «ما أؤكده أن الألغام والمفخخات تمثل خطرًا كبيرًا، ونشدد على ضرورة دعم فريق التمشيط في الهندسة العسكرية لأني أرجح أن يكون هناك ضحايا حتى بعد التحرير، نظرًا للكمية الكبيرة من الألغام والمفخخات التي سيظل أثرها حتى بعد انتهاء المعارك بين قوات البنيان المرصوص وعناصر تنظيم داعش في سرت».
وفي سياق متصل، أعلن مستشفى مصراتة المركزي، عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، أن قسم الحوادث والطوارئ استقبل قتيلاً واحدًا و4 جرحى «إصاباتهم بين بسيطة ومتوسطة، نتيجة الاشتباكات ضد تنظيم داعش الإرهابي بمدينة سرت».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.