مقاتلو الحزب يتسلمون المدرعات من النظام على الجبهات.. والحديثة ممنوعة عنهم

خبير: العرض العسكري أراد منه الحزب القول إنه يمارس حرب الجيوش النظامية

مقاتلو الحزب يتسلمون المدرعات من النظام على الجبهات.. والحديثة ممنوعة عنهم
TT

مقاتلو الحزب يتسلمون المدرعات من النظام على الجبهات.. والحديثة ممنوعة عنهم

مقاتلو الحزب يتسلمون المدرعات من النظام على الجبهات.. والحديثة ممنوعة عنهم

كشف العرض العسكري لما يُسمى «حزب الله» في منطقة القصير في سوريا، عن امتلاك الحزب لمدرعات، يظهرها لأول مرة، عبارة عن دبابات وناقلات جند، بعضها أميركية الصنع، بعدما كانت الصور السابقة التي يبثها إعلام الحزب، تظهر آليات عسكرية روسية، ولم تتضمن أي إشارة إلى أن الحزب يستخدمها.
والعرض، أظهر امتلاك الحزب لناقلات جند من طراز M113 الأميركية الصنع، ومدرعات روسية الصنع من طراز «BMP» ودبابات T52، عادة ما يستخدمها النظام السوري في الحرب الدائرة، إلى جانب مجنزرات روسية الصنع ثبت فوقها مدفع رشاش مضاد للطائرات 57 ملم، فضلاً عن آليات مدولبة ومحمولات صغيرة تحمل مدافع رشاشة من عيار 12.7 و14.5 ملم، تصدرت العرض الذي شاركت فيها أفواج المشاة أيضًا.
وأظهر العرض، سلاحًا خاصًا لـ«حزب الله»، يستخدم ضمن تقنيات حرب العصابات، هو الدراجات النارية التي توفر سرعات في التنقل، إضافة إلى دراجات نارية سريعة تستخدم للجبال، ثُبّتت عليها منصات صواريخ مضادة للدروع، لتكون أول كشف عن سلاح الحزب الذي يستخدمه في الحرب السورية. وعادة ما كانت المدافع والرشاشات الثقيلة، يثبتها الحزب على شاحنات أو على آليات مدولبة، وبينها ما كشف عنه في الجولة الإعلامية التي خصصها للإعلاميين في القلمون في صيف 2015، وأظهرت مدافع رشاشة بينها مدفع 57 مثبتة على شاحنات متوسطة. لكنه لم يظهرها في السابق مثبتة على مجنزرات.
ولا ينفي رئيس مركز «الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية» الدكتور هشام جابر أن الحزب، أظهر امتلاكه سلاحًا شرقيًا وغربيًا على حد سواء، «أراد به إظهار وجه جديد له كحزب يمارس حرب العصابات»، مشيرًا إلى أن العرض العسكري «أراد منه الحزب القول إنه يمارس حرب الجيوش النظامية أيضًا، ويواجه خصومه بالأسلحة التي يمتلكونها أيضًا»، في إشارة إلى مواجهاته مع قوات «جيش الفتح» في حلب التي تستخدم الدبابات والعربات المجنزرة، مشددًا على أن العرض العسكري للحزب «يندرج ضمن إطار الحرب النفسية».
وأوضح جابر لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب في تجربته السابقة في الحرب ضد إسرائيل «لم يستخدم تكتيك الجيوش النظامية ولا آلياتها، وكان يواظب على اعتماد تكتيك حرب الكرّ والفرّ، لكنه (الحزب) هنا يقول إننا «لا نقاتل بقدراتنا السابقة وبمجموعات صغيرة فقط، بل نقاتل أيضًا بالآليات والمجنزرات، وهو ما يؤهلنا لنكون قادرين على استخدام أدوات الجيوش النظامية».
ويعتبر استخدام المجنزرات الروسية، مفهوما بحكم العلاقة مع قوات النظام السوري التي عادة ما تستخدمها، لكن العرض الأخير كشف عن آليات أميركية الصنع، طرحت علامات استفهام عن كيفية امتلاكه له. ويرجح جابر أن تلك المجنزرات «سيطر عليها الحزب من ميليشيا (جيش لبنان الجنوبي) من جنوب لبنان، في عام 2000»، مشيرًا إلى أن جيش إسرائيل «انسحب بآلياته من جنوب لبنان في التحرير، لكن ميليشيا (الجنوبي) هرب عناصره أو سلموا أنفسهم للسلطات اللبنانية بعد أن تركوا أسلحتهم، وبينها عشرات المجنزرات والآليات ونصف المجنزرات وهي أميركية الصنع، كون إسرائيل كانت زودت جيش لحد بها، وقد غنم الحزب بعضها في ذلك الوقت».
ولا يكشف العرض العسكري عن جميع الأسلحة التي عادة ما يستخدمها ما يسمى «حزب الله» في سوريا، كون الصور كشفت عن «فوج المدرعات» وهو فوج حديث التشكيل في القوة العسكرية للحزب لم يكشف عنه سابقًا، إضافة إلى «قوة الرضوان» وهي قوة هجومية تتبع قوات النخبة في الحزب، وشاركت في عدة معارك سوريا. وقال جابر إن الحزب «لم يقدم لائحة بكل الأسلحة، وخصوصًا تلك التي يستخدمها في إطارها التكتيكي، ولم يكشف عن جميع أسلحته في العرض، وخصوصًا سلاح الصواريخ الذي يستخدمه الحزب في سوريا، وبالتأكيد أخفى الكثير من أسلحته التي يتركه عادة كمفاجآت للحرب ضد إسرائيل».
وبدأ الحزب باستخدام المجنزرات رسميًا بعد دخوله في الحرب السورية. وقال القيادي في «أحرار الشام» محمد الشامي لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب «لم يتسلم من النظام دبابات حديثة مثل T72 أو عربات مدرعة BMP حديثة، بل يقتصر استخدامه على الأسلحة المجنزرة القديمة». وقال: «الحزب يتسلم آلياته على الجبهات من قوات النظام، وكانت في وقت سابق توجد في المجنزرات قوات من الحزب إلى جانب قوات النظام، لكن الآن، وبعد اهتزاز الثقة بين الطرفين، باتت الجبهات موزعة على القوى بشكل مستقل، ويستخدم مقاتلو الحزب المجنزرات والآليات والعتاد العسكري في نقاط الحراسة وقرب مواقع الهجمات، بعد أن يتم نقلهم بطريقة فردية وبلباس مدني إلى جبهات حلب».
وقال الشامي: «كل المجنزرات تابعة لجيش النظام، بدليل الرقم العسكري عليها، علمًا بأن مقاتلي الحزب، بدأوا يتلقون تدريبات على قيادة المجنزرات حديثًا، ويتلقون تدريبات لمدة 7 أيام على قيادة الدبابة، و4 أيام على قيادة عربة BMP»، لافتًا إلى أنه قبل ذلك الوقت «كان الحزب لا يستخدم الدبابات ولا يعرف استخدامها في الأصل، ويتم نقل مقاتلي الحزب من قاعدة دمشق إلى قاعدة حماه، قبل نقلهم إلى أكاديمية الأسد العسكرية في حلب، ومنها يتم توزيعهم على الجبهات، حيث يجدون عتادهم وآلياتهم جاهزة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.