الجيش يتقدم في الجوف ودعوة للمغرر بهم إلى التراجع

الجيش يتقدم في الجوف ودعوة للمغرر بهم إلى التراجع
TT

الجيش يتقدم في الجوف ودعوة للمغرر بهم إلى التراجع

الجيش يتقدم في الجوف ودعوة للمغرر بهم إلى التراجع

واصلت قوات الجيش اليمني أمس، تقدمها في منطقة خب والشعف بين الجوف وصعدة، وذلك بالتزامن مع عمليات تمشيط للمواقع التي تم تحريرها، خلال اليومين الماضيين، في منطقة خب والشعف بمحافظة الجوف، حيث جرى تحرير نحو 10 كيلومترات باتجاه الخط الدولي الرابط بين الجوف والمملكة العربية السعودية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات في محافظة تعز، جنوب العاصمة صنعاء، إضافة إلى مواجهات عنيفة تشهدها مناطق مختلفة من مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء، شرق العاصمة، وبإسناد جوي من طيران التحالف العربي الذي واصل غاراته المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، حيث استهدف أمس مواقع الميليشيات في سلسلة جبال يام.
وقال محافظ محافظة الجوف قائد لواء النصر، العميد أمين العكيمي، مخاطبا الميليشيات الانقلابية، إن «الشعب اليمني لن يقبل بحكم الشخص، من يظن أنه سيهين اليمن أو يذل الشعب اليمني أو يسلمه لقوى الشر فهو واهم، وهذا لن يحدث ما دمنا في الوجود».
ودعا المغرر بهم من لا يزالون يقاتلون صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح إلى «كف أيديهم عن قتل اليمنيين وتدمير اليمن»، وخاطبهم بالقول: إن «قلوبنا وصدورنا مفتوحة، يكفي قتل لليمنيين من أجل سيادة وحكم شخص، وهذا لن يتم».
ونقل مركز المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن قيادات ميدانية قولها إن «وحدات الجيش تمكنت من دحر ميليشيات الحوثي وصالح من مناطق ومواقع: (جبل خليف جليط، جبل المعراش، البرشا، تباب اكتنة، تباب الكتمان، تبة المعترضة، تباب الضعة الصغرى والكبرى، وخشم الغمير)».
وتعد مديرية خب والشعف أكبر مديريات محافظة الجوف من حيث المساحة الجغرافية، حيث تبلغ مساحتها 32507 كيلومترا مربعا، وهو ما يعادل 82 في المائة من مساحة المحافظة.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ«الشرق الأوسط»: إن «الجيش الوطني، وبإسناد من طيران التحالف العربي، يواصل تمشيطه وتطهيرها المواقع لتي تم تحريرها في مديرية خب والشعف بالجوف، وأن المعارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية في وادي الغمير، وقد تم تطهير معظم مناطق المديرية من قبضة الميليشيات الانقلابية».
وفي جبهة تعز، ثالث أكبر المدن اليمنية، تجددت المواجهات العنيفة في جبهات حيفان والصلو الريفية، جنوب مدينة تعز، على إثر هجوم شنه الجيش اليمني بوحدات من اللواء 35 مدرع، على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، علاوة على استمرار المواجهات في جبهات المدينة، وسط تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولات الميليشيات الانقلابية المتكررة التقدم إلى مواقعهم.
وتواصل الميليشيات الانقلابية قصفها العنيف ويشكل هستيري بمختلف الأسلحة على الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى حيفان والصلو، موقعة بذلك خسائر بشرية ومادية في أوساط المدنيين. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات تجددت وبشكل أعنف في جبهة حيفان، وشهدت تبادل قصف مدفعي بين قوات الجيش المتمركزة بسوق الربوع، وميليشيات الحوثي والمخلوع المتمركزة في الصوالحة، مع قصف الميليشيات على منازل المواطنين في المنطقة، وكذلك في قرى الصلو».
وأضاف أن «الميلشيات قصفت وبشكل عنيف الأحياء الشرقية والغربية في مدينة تعز من مواقع تمركزها في شارع الخمسين وتبة سفتل، بمدافع الهاوزر وقذائف الدبابات، وسمعت ذوي انفجارات كبيرة هزت المدينة، علاوة على قصفها من مواقع تمركزها في تباب عزلة الأحكوم بحيفان، إلى سوق الربوع وقرى المقاطرة وطريق هيجة العبد الواصل بين تعز وعدن».
من جهة أخرى، نظم عدد من المواطنين والناشطين والشخصيات السياسية، أمس (السبت)، وقفة تضامنية طالبوا فيها بدعم هيئة مستشفى الثورة العام في محافظة تعز، وإنقاذه من الأوضاع التي يمر بها، وقد تؤدي إلى توقفه بشكل كامل.
وحمل المشاركون في الوقفة قيادة المحافظة ووزارة الصحة العامة والسكان لما يواجه مستشفى الثورة والمستشفيات الأخرى الحكومية في المحافظة، وطالبوا الجهات الرسمية والمنظمات الإغاثية والإنسانية بسرعة «مراجعة تفاعلها مع الوضع الصحي في المحافظة»، مؤكدين «استمرارهم في مناصرة هيئة مستشفى الثورة حتى استجابة كاملة ومسؤولة من قبل السلطة المحلية والحكومة بدرجة أولى، وتفاعل المنظمات الإغاثية والإنسانية بدرجة ثانية».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.