«تنين الوحل» يؤكد أن الديناصورات مرت بمرحلة ازدهار قبيل انقراضها

عثر عليه في الصين وعاش قبل 66 مليون سنة

«تنين الوحل» يؤكد أن الديناصورات مرت بمرحلة ازدهار قبيل انقراضها
TT

«تنين الوحل» يؤكد أن الديناصورات مرت بمرحلة ازدهار قبيل انقراضها

«تنين الوحل» يؤكد أن الديناصورات مرت بمرحلة ازدهار قبيل انقراضها

في غابة استوائية رطبة في جنوب الصين منذ دهور خلت، أصبح ديناصور يشبه الطائر على نحو لافت وله ذراعان كالجناحين ومنقار بلا أسنان وقمة تشبه القبة على رأسه محاصرًا في الوحل، ومات بعد أن حاول سدى تحرير نفسه.
وقال علماء إن عمالاً كانوا يفجرون صخرة خلال بنائهم مدرسة قرب مدينة غانتشو اكتشفوا حفرية محفوظة بشكل جيد لديناصور يقارب طوله المترين ويلقب «بتنين الوحل»، لا تزال في ذلك الوضع الأصلي الغريب.
عاش ذلك الكائن الذي يعود للعصر الطباشيري (الكريتاسي) ويسمى «تونجتيانلونج ليموسوس» قبل نحو 66 مليونًا أو 72 مليون سنة في نهاية فترة هيمنة الديناصورات على الأرض التي استمرت أكثر من 160 مليون عام. وكان عضوًا في فصيلة تسمى «أوفيرابتوروسور»، وهي أقرب فصائل الديناصورات نسبًا للطيور التي تطورت من ديناصورات صغيرة ذات ريش. وقال عالم الحفريات، ستيف بروسات، من جامعة إدنبرة باسكوتلندا، الذي عمل على الدراسة التي نشرت في دورية «ساينتيفيك ريبورتس» العلمية، إن الحفرية تزيد من فهم تطور الديناصورات قبيل تعرضها للدمار.
وقال بروسات إن اكتشاف «تونجتيانلونج» وخمسة ديناصورات أخرى من فصيلة «أوفيرابتوروسور» في جنوب الصين أظهر أن هذه الفصيلة كانت لا تزال في حالة ازدهار وتنوع خلال بضعة ملايين سنة الأخيرة قبل أن يضرب كويكب الأرض قبل نحو 66 مليون عام، ليمحو الديناصورات من على ظهرها. وأضاف: «حقيقة أنه كان هناك عدد كبير منها يعد دليلاً على كيف كانت الديناصورات في حالة جيدة تمامًا حتى النهاية». وحافظت الحفرية على لحظة مأساوية للأجيال المقبلة. وتابع بروسات: «رقبته مقوسة ورأسه مدبب وذراعاه ممدودتان على الجانبين. إنه وضع غريب للجسد».
وذكر بروسات أن حقيقة العثور على الحفرية في صخرة تشكلت من الوحل وهيكله العظمي في حالة ممتازة، تشير إلى أن الديناصور تقطعت به السبل في الوحل، وحاول أن يحرر نفسه لكنه نفق ودفن. ويعني اسمه العلمي «التنين الموحل على الطريق إلى الجنة» تكريمًا له على كيفية هلاكه. و«تونجتيانلونج» من القوارت التي تتغذى على النباتات والحيوانات، وله ساقان وقمة عظمية أعلى جمجمته القصيرة المدببة التي كانت تستخدم فيما يبدو لأغراض الاستعراض لجذب الإناث وترويع الخصوم. وكان بذراعيه على الأرجح ريش يشبه ريش الطيور بعضه فوق بعض مثل الجناح، غير أنه لم يتمكن من الطيران. وقال بروسات: «إذا رأيت تنين الوحل حيًا لربما قلت هذا طائرًا ضخمًا شكله مضحك».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.