ساوثغيت يطالب لاعبيه بتقليد غاسكوين في ضحكاته وليس في انفعالاته

مدرب إنجلترا المؤقت يرى أن الهدوء مفتاح الفوز على اسكوتلندا

ساوثغيت يطالب لاعبيه بتقليد غاسكوين في ضحكاته وليس في انفعالاته
TT

ساوثغيت يطالب لاعبيه بتقليد غاسكوين في ضحكاته وليس في انفعالاته

ساوثغيت يطالب لاعبيه بتقليد غاسكوين في ضحكاته وليس في انفعالاته

في الوقت الذي يتطلع غاريث ساوثغيت قدمًا باتجاه المباراة المرتقبة لإنجلترا أمام اسكوتلندا، ويشدد على نحو متكرر على أهمية ممارسة لاعبي المنتخب «الانضباط الانفعالي» في مثل هذه المباريات، يعود بذاكرته إلى بطولة «يورو 96».
في تلك الفترة، كانت تمر أيام يشعر خلالها أقران بول غاسكوين في الفريق بأنهم يحملون على عاتقهم واجبا جماعيًا لأن يعاونوا في «تهدئته»، وهو اللفظ الذي اختاره ساوثغيت بحرص، أو بصورة أكثر وضوحًا «إخراجه بعيدًا عن رؤوسنا ولو لساعتين»، ومن بين الخطط التي صاغها اللاعبون لتحقيق هذا الهدف إرساله في رحلة لصيد أسماك خلال فترة بعد الظهيرة برفقة الحارس ديفيد سيمان، لإدراكهم جيدًا أن الموقف الوحيد الذي يمكن أن يبقى خلاله أمهر لاعبي إنجلترا ساكنًا عندما يمسك بيديه صنارة صيد.
أما خلال يوم مباراة إنجلترا واسكوتلندا ذاته، كان هذا الأمر في حكم المستحيل، وبلغ غاسكوين، الذي كان يشارك في صفوف فريق رينجرز الاسكوتلندي آنذاك، درجة من التوتر أثارت قلق أقرانه بشدة. وعن هذا، قال ساوثغيت مستعرضًا ذكرياته عن المباراة وقد بدا الحنين واضحًا في نبرة صوته: «لست واثقا من أنه كان من النوع الذي يمارس الانضباط الانفعالي. وعليه، صنع له بريان روبسون صنارة سمك، لكنها لم تكن حقيقية وإنما صنعها من بعض الأغراض التي وجدها بين الأدوات الطبية. وبالفعل، جلس غاسكوين بجانب حوض ماء كبير داخل غرفة تبديل الملابس في استاد ويمبلي، ممسكًا بصنارة الصيد ومتظاهرًا بأنه يصطاد؛ لأن تلك كانت الطريقة الوحيدة لجعله يسترخي».
وأردف ساوثغيت: «الله وحده يعلم ما الذي كان يصطاده حقًا، لكن من المفترض أنه كان يحاول الوصول إلى أي شيء يطفو أمامه داخل الحوض؛ الأمر الذي ربما كان ممتعًا قبل المباراة عما بعدها. في الواقع، إنه أمر مضحك، لكن هذا الأمر الغريب ظل قائمًا طوال فترة وجود غاسكوين في الجوار».
الواضح أن هذه الحيلة حققت هدفها المنشود بالفعل، بالنظر إلى الدور الذي اضطلع به غاسكوين في فوز إنجلترا بهدفين دون مقابل أمام اسكوتلندا، خصوصا إسهامه المتميز في الهدف الذي سجله آندي غورام وفاز فيما بعد بلقب أفضل هدف خلال القرن عبر استفتاء تلفزيوني. وجاء احتفال غاسكوين بالفوز لافتًا، ذلك أنه استلقى على ظهره على الأرض بينما احتشد حوله زملاؤه ليصبوا مشروبًا في فمه، في واحدة من أكثر احتفالات لاعبي المنتخب جنونًا.
وبناءً على طلب من ساوثغيت، يظهر هذا الهدف بوضوح خلال مقطع فيديو جمعه اتحاد كرة القدم من أجل لاعبي المنتخب الإنجليزي قبل مباراة اليوم التي تأتي في إطار لقاءات التأهل لبطولة كأس العالم، والتي يحرص المدرب المؤقت للمنتخب على أن يدرك لاعبوه أهميتها في خضم العداء الرياضي التقليدي بين الجانبين.
ومن بين المواقف التي لا تزال حية في ذهن ساوثغيت، أن الجماهير في استاد ويمبلي تعالت أصواتها بالهتافات احتفالاً بالهدف الذي سجله باتريك كلايفرت خلال مباراة إنجلترا وهولندا التي انتهت بفوز الأولى أربعة أهداف مقابل هدف واحد، وذلك في المباراة التالية للفوز أمام اسكوتلندا في إطار بطولة «يورو 1996»؛ لأن ذلك يعني تأهل الهولنديون على حساب اسكوتلندا بفارق الأهداف. ويحوي الفيديو الذي أنتجه اتحاد الكرة أروع لحظات المنتخب الإنجليزي في مواجهة غريمه الاسكوتلندي على امتداد فترة طويلة تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي، مع تحيز واضح للجانب الإنجليزي؛ ما يعني أن اللاعبين لن يتلقوا درسًا في التاريخ حول الأداء المتميز الذي قدمه جيم باكستر خلال الغزو الاسكوتلندي الفتاك لويمبلي عام 1977.
والأمر الذي ربما يعلمه الكثيرون أن ساوثغيت لم يرافق اللاعبين الذين ذهبوا مع غاسكوين إلى ناد ليلي في هونغ كونغ، بعدما منحهم المدرب تيري فينابلز إجازة لمدة ليلة ليقضوها كيفما شاؤوا. وفي تلك الليلة، ظهرت صور للاعبين من المنتخب في حالة سكر شديدة. واليوم، يعترف الرجل الذي يوشك على أن يصبح مدرب المنتخب الإنجليزي لدوام كامل بأنه أوشك على الذهاب مع زملائه. وقال: «في تلك الليلة، قسم تيري الفريق. وترك يوغو إهيوغو ودينيس وايز وبيتر بيردسلي ولاعبين آخرين. وتحدثت إلى ستيوارت بيرس وأخبرته بأن (الرفاق سيسهرون بالخارج). وأجابني (لا تفعل ذلك، فمن خبرتي مع المنتخب الإنجليزي، عندما يخرج اللاعبون لتناول مشروب بالخارج، يمن دون وكأنهم لم يفعلوا ذلك قط طيلة حياتهم من قبل؛ لذا أنصحك بألا ترافقهم). وبالفعل، بقيت مع باقي الفريق. أحيانًا ينال المرء نصيحة ذهبية كتلك في الوقت المناسب».
وبعد عشرين عامًا على هذا اللقاء، بدت على ساوثغيت علامات الغضب بعض الشيء لدى القول إنه الآن بعد الأداء الذي قدمته إنجلترا خلال بطولة «يورو 2016» ومرور 18 عامًا منذ آخر مسابقة كبرى نافسنا بها اسكوتلندا، يبدو أن الجانبين لم تسبق لهما المواجهة أبدا عند نقطة أدنى في مسيرتهما عن النقطة الراهنة. وعن ذلك، أجاب ساوثغيت بأن: «التاريخ يرسم أحيانًا صورة أكثر وردية للماضي عما كان عليه حقًا. لقد مرت علينا بطولات فيما مضى أخفقنا في التأهل لها.
ومرت علينا بطولات ومباريات، تعرضنا خلالها لهزائم اعتبرت الأفدح من نوعها».
واستطرد بأنه: «كنت جالسًا مع جوردون تايلور، الرئيس التنفيذي لاتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين، السبت، وقال لي: (أتذكر عام 1950 عندما خسرنا أمام أميركا وكان الجميع يرددون الأمر ذاته حينذاك). ربما نحن الآن ننظر إلى الماضي من منظور مختلف، لكن لا أعتقد أن مباريات إنجلترا في الماضي كانت بالروعة ذاتها والتألق التي تصوره لنا ذكرياتنا».
تظل الحقيقة الثابتة هنا أن مباراة التأهل المقبلة أمام اسكوتلندا لا تملك إنجلترا رفاهية الخسارة فيها في ضوء الشهور القليلة المؤلمة التي عايشتها مؤخرًا. ورغم كل جهود ساوثغيت للتأكيد على أنه لا يعبأ بموقفه الشخصي فيما يتعلق بنتيجة المباراة، فإن الواقع يؤكد أن المواجهة أمام اسكوتلندا فرصة كبرى له كي يعزز موقفه وينال عرضًا بتدريب المنتخب على نحو دائم.
وحسبما أكد ساوثغيت، فإنه ينوي إخبار لاعبيه بأن: «ثمة فرصة أمامهم لصنع التاريخ وخوض مباراة ستبقى عالقة في أذهان الجماهير إلى الأبد لما تميزت به من أداء قوي. أود أن يصبحوا مدركين لهذا الأمر وأن يستغلوه على النحو الصائب الذي يعزز أداءهم داخل الملعب ولا يدفعهم نحو المبالغة في الانفعال».
وأضاف: «ينبغي لنا التحلي بالهدوء، لكن تظل الحقيقة أن هذه واحدة من أقدم المواجهات الكروية الدولية وثمة تاريخ مشترك ضخم بين الجانبين، وإذا كان اللاعبون لا يدركون هذا الأمر، رغم أنني على ثقة تامة من إدراكهم له، لقد عملنا هذا الأسبوع على غرس هذا الوعي في نفوسهم.
وسعيت من جانبي لجعل اللاعبين يدركون القيمة الحقيقية للقميص الذي يرتدونه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».