وصل مقاتلو الجيش السوري الحر المدعومون من تركيا والمنضوون في عملية «درع الفرات»، في الساعات القليلة الماضية إلى مشارف مدينة الباب، أحد أبرز معاقل تنظيم «داعش» في شمال سوريا. وقد أتم التنظيم المتطرف استعداداته للمواجهة؛ فطوّق المدينة بخندق كبير وزرعها بالألغام، بحسب أحد القياديين العسكريين في المعارضة السورية الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن المعركة المرتقبة ستكون صعبة، إلا أنه سيتم حسمها خلال 10 أيام في حد أقصى.
وأشار مصطفى سيجري، القيادي في عملية «درع الفرات»، إلى أن مقاتلي المعارضة باتوا على بعد 7 كيلومترات من مدينة الباب، لافتا إلى أن ما أخّر تقدمهم هو «وجود عدد كبير من المدنيين في المنطقة، وقد دعوناهم للمغادرة سريعا». وقال سيجري لـ«الشرق الأوسط»: «نعلم أن المعركة لن تكون سهلة، خصوصا أن التنظيم يتمادى في استخدام المفخخات والانغماسيين، وقد أتم كل التجهيزات للتصدي لهجومنا، فطوّق المدينة بخندق كبير واستقدم نخبة من مقاتليه للدفاع عنها».
وأوضح سيجري أن «الدور التركي يقتصر حاليا على الدعم اللوجيستي وكذلك القصف بالطيران والمدفعية»، مؤكدا أنه «لا وجود لمقاتلين أكراد في عمليات الاقتحام والاشتباك مع عناصر التنظيم المتطرف، التي نتولاها نحن الجيش السوري الحر». وتحدث عن معلومات يتم تناقلها عن إمكانية إقدام «داعش» على «تسليم الباب لقوات النظام أو (قوات حماية الشعب) الكردية في حال أيقن أن المدينة ستكون ساقطة عسكريا لا محالة ليقطع الطريق على سيطرتنا عليها، وهو ما يندرج بإطار التنسيق بين التنظيم والقوات الكردية كما قوات النظام، الذي شهدنا عليه أكثر من مرة وفي أكثر من مكان».
من جهته، رجّح أبو حاتم شام، القيادي في «الجبهة الشامية» أن تنتهي المرحلة الثالثة من «درع الفرات» خلال أسبوع أو 10 أيام حدا أقصى، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّهم كانوا قد أعلنوا في وقت سابق مدينة الباب ومحيطها «منطقة عسكرية لحث المدنيين على النزوح عنها، بخاصة أننا ندرك أن المعركة المرتقبة لن تكون سهلة على الإطلاق».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس عن مصادر تأكيدها على سيطرة مقاتلي المعارضة أمس على قرى الشيخ علوان ومقالع البوشي والحدث، ليصبحوا على الأطراف الغربية لمدينة الباب. وأكدت المصادر أن مقاتلي الجيش الحر سيطروا أيضًا على قرى بتاجك وجودك وبازجي شمال مدينة الباب، وتشكل هذه القرى سهلاً ممتدًا باتجاه المدينة.
وقالت وكالة «آرا نيوز» إن فصائل المعارضة المسلحة واصلت تقدمها السريع على حساب تنظيم «داعش» في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب شمال سوريا، وسيطروا على مزيد من القرى المهمة في محيط مدينة الباب وسط انهيار كبير في صفوف التنظيم بعدة جبهات. وذكر صالح الزين، أحد القادة الميدانيين في صفوف المعارضة بريف حلب الشمالي، أن مقاتلي «درع الفرات» اقتربوا بشكل كبير من أطراف مدينة الباب الشمالية والغربية بعد هجومهم الأخير نحو مواقع تنظيم «داعش»، حيث تمكنوا من السيطرة على قرى الشيخ علوان ومقالع البوشي والحدث. وأشار الزين إلى أن مقاتلي المعارضة أصبحوا بهذا التقدم على مشارف مدينة الباب وذلك بعد تراجع عناصر تنظيم «داعش» وانهيار خطوطهم الدفاعية.
من جهتها، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس مقتل مسلحين اثنين من تنظيم «داعش» في اشتباكات مع قوات الجيش السوري الحر. ونشرت بيانا عن مستجدات عملية «درع الفرات» في يومها الـ79، أوضحت فيه سيطرة قوات الجيش السوري الحر على منطقة الشيخ علوان جنوب بلدة الراعي في الريف الشمالي بمحافظة حلب. وذكر البيان أن مسلحين اثنين من «داعش» قتلوا خلال اشتباكات مع قوات المعارضة، فيما قتل 4 من قوات الجيش الحر، إلى جانب إصابة 7 آخرين بجروح.
وأضاف البيان أن قوات المدفعية التركية قصفت 92 موقعا للتنظيم المتطرف، إلى جانب موقع واحد لعناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية. وأشارت رئاسة الأركان التركية إلى أن فرق الكشف عن المتفجرات، تمكنت من إبطال مفعول 6 قنابل يدوية زرعها عناصر «داعش» في المناطق التي تمت السيطرة عليها قبل مغادرتهم، فضلا عن رفع سيارة مفخخة.
الجيش الحر على مشارف «الباب» ويطلق المرحلة الثالثة من «درع الفرات»
ترجيحات بحسم المعركة خلال 10 أيام والتوجه إلى منبج
الجيش الحر على مشارف «الباب» ويطلق المرحلة الثالثة من «درع الفرات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة