للغناء فضل أساسي في انتشار الشعر

أشهر قصائد شوقي هي تلك المغناة

غسان علم الدين
غسان علم الدين
TT

للغناء فضل أساسي في انتشار الشعر

غسان علم الدين
غسان علم الدين

بالعودة إلى تاريخ الأدب، فإن أول نوع أدبي عرفه الإنسان هو الشعر، وما كان لينتشر لو لم يُغنَّ. أهم الشعراء في التاريخ الإنجليزي كانوا يعتمدون ترويج الشعر عبر الغناء، الذي له فضل أساسي في انتشار الشعر، وهو سابق على الرواية والمسرح.
إن الغناء يتمتع بحرية الحركة والقدرة على الانتشار أكثر من العمل الروائي المكتوب أو المسرحي المطبوع. في الماضي كان المغني هو صوت القبيلة أو الأمة كما رأى الأصفهاني. العمل المسرحي بحاجة لكثير من العناصر ليؤدي غرضه وكذلك الرواية، بينما الشعر شفاهي. لذلك فإن إعطاء نوبل لبوب ديلان المغني المتسكع بلا تكلفة، هو أمر شديد الرمزية. فالرجل ليس له حاشية أو بطانة، كالتي تحيط بالمغنين الآخرين، حيث تعمل معهم فرق موسيقية وعازفون كثر.
المغني والمؤلف الموسيقي بوب ديلان، الذي فاز بجائزة نوبل للآداب هذا العام، يعتمد على نفسه، ويجول في بيئات وثقافات متعددة، من تشيلي إلى كوبا وفيتنام والكوريتين، وغيرها، ومن كل بقعة يستوحي أغنية. إن الغناء يلامس إحساسنا بأقل عدد ممكن من الكلمات، حين يكون شعرًا مركّزًا ورمزيًا، وله دلالات، لا حشوًا كما في الأغاني الهابطة. لفتة نوبل تعيد الاعتبار للغناء وتنقذه من مشكلة الدونية التي يعاني منها في كل العالم.
لقد ترجمت كتابًا يحمل عنوان «سيدة البحيرة» عن الإنجليزية، وهو عن قصص من جنوب ويلز، وكيف كان المغنون يعيشون، وينظر إليهم على أنهم من الجان، بسبب أن الناس كانت تشعر بالسحر وهي تستمع إليهم وهم يعزفون على قيثاراتهم، ويظنون أنهم يمارسون عليهم نوعًا من التأثير الخفي. الآن تغير الزمن، صار الشعراء والأدباء من كتاب قصة ورواية في فرنسا وألمانيا وكندا ودول غيرها، يقرأون نصوصهم بمصاحبة موسيقية وخلفية غنائية مختلفة عن النص نفسه، لإحداث التأثير في نفوس الناس. كان أحمد شوقي يقول لعبد الوهاب: لا وصية لي عندك سوى غناء قصائدي حين أموت. وبالفعل فإن أشهر قصائده اليوم هي التي تم غناؤها مثل يا «جارة الوادي» و«كليوباترا» و«نهج البردة». شاعر باكستاني مثل أحمد إقبال لا نعرف له سوى قصيدة «حديث الروح» التي غنتها أم كلثوم. مرادف لبوب ديلان في العالم العربي الشيخ إمام أو مارسيل خليفة حين غنى محمود درويش أو عدي فخري.
* موسيقي وشاعر لبناني



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.