يصوت الأميركيون غدا الثلاثاء 8 نوفمبر (تشرين الثاني) لتقرير هوية الرئيس الأميركي المقبل، في إحدى أكثر الدورات الانتخابية إثارة للجدل والاستقطاب في تاريخ الولايات المتحدة. وسيحدد توجّه 15 ولاية أساسية النتائج الانتخابية الأولية الأربعاء، والنهائية التي ستعلن عقب تصويت كبار الناخبين في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
فيما يلي عرض لأهم الولايات وميولها الانتخابية.
1 - أريزونا: لم تصوت الولاية التي يوجد بها الغراند كانيون، لمرشح رئاسي ديمقراطي منذ بيل كلينتون عام 1996. لكن يعتقد الديمقراطيون أن ازدياد عدد أسماء المواطنين الأميركيين من ذوي الأصول الإسبانية في سجل الناخبين سوف يخلق حالة من التنافس. وقد أوضحت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، على منافسته من الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، بفارق طفيف. إلا أن الديمقراطيين يشيرون إلى تفوقهم خلال عملية التصويت المبكرة باعتباره دليلاً على أن المنافسة قد تكون متقاربة جدًا. ووقف الآلاف من سكان ولاية أريزونا يوم الجمعة، وهو اليوم الأخير لمرحلة التصويت المبكر، في صفوف انتظار طويلة.
2 - كولورادو: تعد ولاية كولورادو من أكثر الولايات المتأرجحة في ساحة المعارك الانتخابية. لقد حسمت بأصواتها، التي فاقت نسبتها المئوية النسبة المئوية لأصوات الولايات جميعها، انتخاب جورج بوش الابن عام 2004، وفعلت ذلك مرة أخرى بعد ذلك بأربع سنوات، إلا أنه كان لصالح الديمقراطي باراك أوباما. من المتوقع أن يستمر هذا النهج إذا صوت ناخبوها لصالح كلينتون؛ فقد كانت تتصدر استطلاعات الرأي في ولاية كولورادو خلال القسم الأكبر من الانتخابات العامة. ولم تُذع حملتها الانتخابية إعلانات تلفزيونية في الولاية خلال القسم الأكبر من مدة الحملة، رغم أنها قفزت بإعلاناتها خلال الأيام القليلة الماضية، مع احتدام السباق. وتتجه الولاية، التي أطلق عليها اسم الولاية المتأرجحة خلال الدورات الانتخابية القليلة الماضية، نحو اليسار سريعًا؛ فخلال العام الحالي وللمرة الأولى منذ عقود، يفوق عدد الناخبين الديمقراطيين، وغير المنتمين إلى حزب محدد، عدد الجمهوريين. إذا فازت كلينتون بولاية كولورادو، ستكون هذه هي المرة الأولى منذ قرن التي تصوت فيها الولاية لمرشح رئاسي ديمقراطي لثلاث مرات متواصلة.
3 - فلوريدا: تعود «ولاية الشمس المشرقة» لتحمل مفتاح الفوز في السباق الانتخابي الرئاسي، وكانت من المحطات التي توقف فيها كل من دونالد ترامب، وهيلاري كلينتون كثيرًا. وتعد ولاية فلوريدا مهمة وضرورية لتعزيز فرص ترامب في الفوز. مع الوضع في الاعتبار العراقيل الموجودة في المناطق الأخرى، فسيعرقل عدم الفوز بهذه الولاية طريق الجمهوريين إلى حصد الـ270 صوتا انتخابيا اللازمة من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. وركّز كل من ترامب وكلينتون بشكل خاص على الفوز بمنطقة فلوريدا الوسطى، التي تمتد من الشرق وحتى الغرب من ديتونا بيتش على ساحل الأطلسي وحتى تامبا. يمكن أن يمثل الأميركيون ذوو الأصول اللاتينية للديمقراطيين طوق النجاة في التصويت المبكر، وذلك بسبب تدفق القادمين من بورتوريكو هربًا من الصعوبات الاقتصادية. وقد ازداد عدد الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية، الذين صوتوا في أنحاء ولاية فلوريدا يوم الأربعاء، عنه خلال فترة الانتخاب المبكر عام 2012، وذلك بحسب تصريح الحملة الانتخابية لكلينتون.
4 - جورجيا: كان آخر مرشح ديمقراطي يفوز بولاية جورجيا هو بيل كلينتون، القادم من الجنوب، عام 1992، لذا لم يكن يبدو في بداية السباق الرئاسي أن «ولاية الخوخ» ثمرة ناضجة يمكن لهيلاري كلينتون قطفها. مع ذلك، باتت الأجواء بها تنافسية على نحو غير متوقع خلال العام الحالي.
وقد أشار كثير من استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن التنافس سيكون في حدود هامش الخطأ، أو ربما يتصدر ترامب السباق بفارق ضئيل. ويتم إنقاذ كلينتون بفضل الناخبين السود في أتلانتا وغيرها من المناطق. وقد حصلت على 89 في المائة بفارق 5 في المائة بين صفوف الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية، في استطلاع للرأي أصدرته كل من «إن بي سي»، وصحيفة «وول ستريت جورنال»، وكلية «ماريست» خلال الأسبوع الماضي. وقد فتحت ضواحي أتلانتا المزدهرة طريقًا محتملاً لتحقيق النصر بالنسبة إلى الديمقراطيين؛ ولا يتطلب ذلك الفوز على البيض المحافظين، الذين يمثلون عماد دائرة ترامب.
5 - آيوا: قد تساعد قوة دونالد ترامب بين الناخبين البيض الذين لم يحصلوا على شهادة جامعية في ميل ولاية آيوا باتجاه الجمهوريين خلال هذه الدورة، بعد أن صوتت لصالح الرئيس أوباما عامي 2008 و2012. ويمثّل البيض نحو أكثر من 90 في المائة من سكان هذه الولاية. ويتقدم ترامب في هذه الولاية بنحو خمس نقاط في المتوسط، وذلك بحسب استطلاعات رأي أخيرة أجرتها صحيفة «واشنطن بوست». وأشارت حملة كلينتون إلى عملياتها القوية على الأرض في ولاية آيوا، لكن لم تعقد المرشحة ذاتها مؤتمرات جماهيرية كثيرة في الولاية.
6 - ميشيغان: قد تتسبب هذه الولاية الصناعية الواقعة في الوسط الغربي، والتي سددت ضربة قوية مفاجئة لكلينتون في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية عندما دعمت بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ عن فيرمونت، في اضطراب آخر خلال الانتخابات العامة. لم يدعم الناخبون في الولاية مرشحًا رئاسيًا جمهوريًا منذ عام 1988، لكن تركيز ترامب على الهجوم على العولمة والصفقات التجارية باعتبارهما قضيتين أساسيتين في أجزاء من الولاية، رفع من حظوظه، وبخاصة بين الناخبين البيض، الذين لم يحظوا بتعليم جامعي.
وفي ظل اشتداد حدة استطلاعات الرأي خلال الأيام الأخيرة من الحملة، تنخرط حملة ترامب في محاولة أخرى للفوز بولاية ميشيغان. وزادت كلينتون، ومن ينوبون عنها، الزيارات للولاية في محاولة لزيادة نسبة المشاركة في يوم الانتخاب. وتذيع الحملتان الانتخابيتان للمرشحين إعلانات على مستوى الولاية. ومن المقرر أن تزور كلينتون غراند رابيدز اليوم، بينما سوف يزور الرئيس أوباما آن أربور.
7 - نيفادا: لقد صوتت ولاية نيفادا للفائز في كل انتخابات رئاسية منذ عام 1992، لكن مثلها مثل أكثر الولايات المتأرجحة، منقسمة بين الأحمر والأزرق؛ فالقسم الجنوبي من الولاية، والذي توجد به لاس فيغاس، ومقاطعة كلارك كاونتي المحيطة، يتجه نحو اللون الأزرق (الديمقراطيين)، في حين تميل مدينة رينو الشمالية، ومقاطعة واشو المحيطة، إلى اللون الأرجواني (خليط من المؤيدين للجمهوريين والديمقراطيين). أما البلدات الريفية المنتشرة في المساحة الشاسعة من الصحراء، فتميل إلى اللون الأحمر (الجمهوريين).
مع ذلك تشهد ولاية نيفادا تغيرًا؛ فقد بات نحو ثلث سكان الولاية من ذوي أصول إسبانية، وكذلك يزداد عدد الأميركيين الآسيويين. وقد عمل الديمقراطيون بجد من أجل اجتذاب السكان الجدد للولاية، وتشغل الولاية موقعًا رياديًا بين الولايات الغربية التي تتجه نحو تأييد الديمقراطيين. ويوجد خط مستقل ليبرتاري، ويبدو أن ترامب يستغل ذلك. ويتصدر ترامب آخر أربعة استطلاعات رأي مرموقة، مما يشير إلى أن رسالته الاقتصادية الشعبوية تلقى صدى لدى سكان ولاية نيفادا الذين لا يزالون يحاولون جاهدين التعافي من فترة الركود الاقتصادي.
8 - نيوهامبشاير: هذه الولاية الصغيرة والمستقلة برزت خلال الانتخابات الرئاسية بوصفها قوة انتخابية رئيسية، وبخاصة بعد بدء المؤتمرات الحزبية التحضيرية ببضعة أيام في ولاية آيوا. ولا يعد الحصول على أصوات 4 من كبار الناخبين فوزًا كبيرًا في الانتخابات العامة، لكنها تعد ساحة معركة بسبب ما يتمتع به الجمهوريون من حضور قوي وسط كتلة من الولايات الشمالية الشرقية التي تدين بالولاء للديمقراطيين. وقد صوتت ولاية نيوهامبشاير للمرشح الديمقراطي خلال آخر ستة انتخابات رئاسية. وفاز باراك أوباما بالولاية متقدمًا بـ5.5 نقطة مئوية على منافسه ميت رومني عام 2012، لكن لا يبدو أن كلينتون سوف تصل إلى هذا المستوى.
لقد عانى الديمقراطيون من تغير في حظوظهم في نيوهامبشاير خلال استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها على مدى الأسبوعين الماضيين، حيث تقدموا بفارق نقطتين فقط خلال نهاية الأسبوع، بحسب المتوسط الذي سجلته صحيفة «واشنطن بوست».
9 - نيومكسيكو: كانت هذه الولاية الساحرة معقلاً للديمقراطيين في آخر سباقين رئاسيين، حيث فاز الرئيس أوباما بفارق كبير في المرتين. وزار ترامب الولاية مؤخرًا لعقد مؤتمر جماهيري مسائي في المطار في إطار محاولة مدتها 11 ساعة للفوز بها. مع ذلك لم يوضح أي استطلاع للرأي أن كلينتون تقترب من المرشح الجمهوري هنا. وأدى خطاب ترامب المناهض للهجرة، ووعوده المتكررة ببناء جدار على طول الحدود المكسيكية - الأميركية، إلى تراجع شعبيته بين الناخبين من ذوي الأصول اللاتينية هنا. ويمثل هذا تحديًا كبيرًا له في نيومكسيكو، حيث توضح استطلاعات الرأي أن ذوي الأصول اللاتينية مثلوا أكثر من ثلث الكتلة الانتخابية عام 2012. ولا تدع كلينتون أمر الفوز بنيومكسيكو معرضًا للاحتمالات، إذ تعمل على إذاعة الإعلانات في الولاية خلال الأسبوع الأخير وذلك للمرة الأولى في الانتخابات العامة. ومن العوامل، التي قد تعقّد الأمر بالنسبة إلى كلينتون وترامب، وجود غاري جوسون، مرشح الحزب الليبرتاري، الذي عمل حاكمًا للولاية لفترتين، ولديه قاعدة تدعمه. وأوضحت آخر استطلاعات للرأي أن جونسون يجذب 7 في المائة من أصوات الناخبين.
10 - نورث كارولينا: تعد نورث كارولينا واحدة من أكثر الولايات التي نالت زيارات هذا العام في إطار الحملات الانتخابية الحالية، وبإمكانها الميل إلى جانب أي من المرشحين. تاريخيًا، مالت الولاية لصالح الجمهوريين في إطار الانتخابات الرئاسية. وفي عام 2012، خسر الرئيس باراك أوباما بهامش ضئيل أمام مرشح الحزب الجمهوري، ميت رومني.
وسعيًا للفوز بأصوات نورث كارولينا، عمدت كلينتون إلى التودد إلى الناخبين الأميركيين من أصول أفريقية. وتبعًا لاستطلاعات رأي، فإن الأميركيين من أصول أفريقية كانوا يشكلون نحو 18 في المائة من إجمالي الناخبين عام 1996. وبحلول عام 2012، ارتفع نصيب أصحاب البشرة السمراء في صفوف الناخبين إلى 23 في المائة. إلا أن المؤشرات الأولى توحي بغياب الحماس في صفوف هذه الفئة تجاه المشاركة في التصويت.
في المقابل، يحاول دونالد ترامب العمل على رفع مستوى المشاركة بالمناطق الريفية من الولاية، بما في ذلك الشرق، حيث سادت صناعة التبغ في وقت مضى، ولا تزال الولاية تعاني من خسائر في التصنيع.
11 - أوهايو: يقف التركيب الديموغرافي لهذه الولاية لصالح ترامب، بالنظر إلى أن قرابة 80 في المائة من الناخبين من أصحاب البشرة البيضاء - إلى جانب أن أوهايو تعج بالأميركيين من أبناء الطبقتين العاملة والوسطى، والذين يتركز جل اهتمامهم على الأوضاع الاقتصادية للبلاد.
وعلى الرغم من فوز الرئيس أوباما داخل الولاية خلال انتخابات عامي 2008 و2012، فإنه خلال فترة الحملة الانتخابية الأخيرة مالت نتائج الاستطلاعات داخل الولاية باستمرار لصالح ترامب. وبعد تراجعه لفترة وجيزة في بعض الاستطلاعات خلال منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، يتقدم ترامب حاليًا على كلينتون بفارق خمس نقاط مئوية، تبعًا لتقديرات «واشنطن بوست».
12 - بنسلفانيا: مع انتماء جزء كبير من سكانها إلى البيض من أبناء الطبقتين الوسطى والعاملة، تبدو بنسلفانيا بمثابة جائزة جذابة بالنسبة للجمهوريين، لكنها تبقى غير مضمونة بعد، وبخاصة أنها صوتت لصالح الديمقراطيين على مدار الانتخابات الستة الأخيرة.
من ناحيته، سعى ترامب لتحفيز الجزء الجمهوري من الولاية والذي تفوق عليه في عدد الأصوات خلال الانتخابات الماضية، أبناء فيلادلفيا المؤيدين بقوة للحزب الديمقراطي إلى الشرق، وكذلك المنطقة المحيطة ببتسبرغ إلى الغرب. أما كلينتون فقد ركزت جهودها على هاتين المنطقتين تحديدًا هذا العام.
بالنسبة للديمقراطيين، يحمل الفوز بأصوات فيلادلفيا أهمية محورية لضمان الفوز ببنسلفانيا ككل، ما يعني ضرورة تحفيز الناخبين من أصول أفريقية، والذين يشكلون مجتمعًا ضخم العدد داخل المدينة.
وبالنسبة لتقديرات «واشنطن بوست»، فإنها تعطي كلينتون تقدمًا بمعدل 5 في المائة، لكن يبقى من المحتمل أن تواجه حملتها بعض العثرات هناك.
13 - يوتا: تعتبر من الولايات الحمراء التي لم يسبق لها اختيار مرشح ديمقراطي لمنصب الرئاسة منذ عام 1964. ومن غير المحتمل أن تفعل ذلك الثلاثاء. إلا أنها ربما تكون الولاية الوحيدة التي يمنى فيها كلا المرشحين كلينتون وترامب بالهزيمة، بفضل ترشح العميل السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، وأحد أبناء الولاية، إيفان مكمولين للرئاسة. كما أن ميت رومني الذي فاز بنحو 73 في المائة من أصوات أبناء الولاية عام 2012، انتقد ترامب بشدة.
14 - فيرجينيا: على الرغم من أنها تعد من الولايات المتأرجحة، فإن كلينتون تمتعت داخلها على امتداد الشهور الماضية بتقدم واضح. داخل الولاية، تتمتع كلينتون بالفعل بميزات عدة تتضمن النساء المتعلمات تعليمًا جامعيًا بالضواحي، بجانب الحماس الكبير الذي يبديه أصحاب الأصول اللاتينية تجاه المشاركة في التصويت.
من جانبه، سعى ترامب لكسب أصوات أبناء المناطق الريفية، وكذلك الاستفادة من الوجود الكثيف لعسكريين داخل الولاية. وكان أوباما قد نجح في الفوز بأصوات الولاية في انتخابات عامي 2008 و2012. ومن الممكن أن يعزز فوز الديمقراطيين فكرة كون فيرجينيا ولاية زرقاء في الانتخابات الرئاسية.
15 - ويسكونسن: على الرغم من أنها شهدت نشأة الحزب الجمهوري، فإنها لم تنتخب مرشحًا جمهوريًا للرئاسة منذ عام 1984. ومع ذلك، يسعى ترامب بدأب حتى اللحظة الأخيرة لدفع أصوات الولاية لصالحه، من خلال التركيز على اجتذاب أصوات البيض من المحافظين وأبناء الطبقة العاملة.
أما الديمقراطيون، فيأملون في الحفاظ على التقدم الذي حققوه داخل الولاية. يذكر أنه خلال الانتخابات التمهيدية، خسر كل من ترامب وكلينتون داخل الولاية لصالح مرشحين آخرين.
- خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
15 ولاية تضع ترامب وكلينتون على صفيح ساخن
بها غالبية الناخبين الكبار وولاءاتها السياسية تتأرجح بين الأزرق والأحمر
15 ولاية تضع ترامب وكلينتون على صفيح ساخن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة