بعد ساعات قليلة من تدشين موقع على الإنترنت للمطلوبين أمنيًا في بلجيكا وصورهم، مساء أول من أمس، تلقت السلطات بلاغًا أرشدهم عن أحد المطلوبين، وكان يستعد لمغادرة بلجيكا بسيارته في طريقه إلى الدولة الجارة فرنسا. وكان وزير العدل جيمس كوين قد شارك في تدشين الموقع الجديد للمطلوبين أمنيا في بلجيكا، ومنهم شخصيات مرتبطة بملف الإرهاب، وأحدهم قيادي في تنظيم داعش.
ومن بين قائمة رئيسية تضم عشرين شخصًا جاء اسم هشام شعيب في الأسماء الأولى بالقائمة، وهو مطلوب لتنفيذ حكم بالسجن 15 عامًا أصدرته محكمة أنتويرب قبل ما يزيد على عامين. وقالت السلطات إنه كان أحد أبرز قيادات جماعة الشريعة في بلجيكا التي حظرت السلطات نشاطها منذ 2013 وصدرت أحكام بالسجن، في حق عدد من قياداتها وعناصرها بتهمة تجنيد وتسفير شباب للقتال في مناطق الصراعات بالخارج خصوصًا في سوريا والعراق، ضمن صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة، وهي اتهامات نفاها مسؤول الجماعة فؤاد بلقاسم أثناء جلسات المحاكمة.
وقال الإعلام البلجيكي إن شعيب الذي كان الذراع اليمنى لمسؤول الجماعة بلقاسم، سافر بعد ذلك إلى سوريا، وأصبح أحد قيادات «داعش» في الرقة وتولى إدارة جماعة الأمر بالمعروف (الشرطة الإسلامية) في المدينة.
وجاء إطلاق الموقع الجديد على غرار المواقع التي أطلقتها وكالة الشرطة الأوروبية (اليوروبول) في لاهاي وأيضًا وكالة الشرطة الدولية (إنتربول). وبناء على مبادرة من وكالة البحث القضائي في بلجيكا التي أُنشئت في عام 2000 وأسهمت حتى الآن في القبض على ما يقرب من 6 آلاف شخص من المطلوبين، وأعربت عن أملها في الحصول على مساعدة المواطنين بالإبلاغ عن أماكن وجود هؤلاء المطلوبين وبعد ساعات قليلة تلقت الشرطة معلومة تفيد بوجود أحد المطلوبين في قضايا الاتجار بالمخدرات، وصدرت عقوبة بالسجن 7 سنوات ضده منذ 2010، ويُدعى مارك ديبلوك وتحركت قوات الأمن على الفور ووصلت في الوقت المناسب، حيث كان يستعد لركوب سيارته في بلدة ديلبيك القريبة من بروكسل في طريقه إلى فرنسا ومعه حقيبة السفر. وشملت اللائحة الأولية 19 رجلاً وسيدة من المطلوبين في جرائم كبيرة، مثل القتل والمخدرات والإرهاب والاغتصاب وغيرها، وتضم القائمة أسماء عربية وإسلامية من شمال أفريقيا وباكستان.
وفي الوقت ذاته، حذرت وسائل إعلام محلية أمس، من أن حماية بيانات المبلغين عن أي شخص مطلوب، ليست مضمونة بالدرجة الكافية، حيث يمكن التعرف على هويته بطرق مختلفة، ولكن الشرطة الفيدرالية قالت إنها عملت كل شيء لضمان عدم التعرف على هوية المبلغين والتصدي لمحاولة أي من المتمرسين في مهاجمة المواقع، وقال المتحدث بيتر ديوايل إنه لا يستطيع أن ينفي إمكانية أن ينجح أحد في اختراق الموقع، ولكن نتحرك على طريق مواجهة هذا الأمر من خلال عدد من المتخصصين.
وفي نهاية الشهر الماضي، قال المحامي المكلف بالدفاع عن أحد المشتبه بهما يدعى زهير، وهو شقيق هشام شعيب، واعتقلته الشرطة مع شخص آخر على خلفية تمويل الإرهاب، إنه تقدم بطلب للاستئناف ضد قرار الاعتقال الذي أصدره قاضي التحقيقات في النصف الثاني من أكتوبر (تشرين الأول)، وقال المحامي ماتياس لايس لوسائل الإعلام البلجيكية، إن القرار بشأن طلب الاستئناف سيصدر في غضون أسبوعين من تقديم الطلب، وأوضح يقول: «إن التجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن الطعن فيه»، مشيرًا إلى أن موكله زهير سيظل شقيق هشام شعيب، ولكن موكلي له شخصيته وطريقته في الحياة تختلف عن شقيقه هشام، كما أن الفيديو الذي شاهده لشقيقه على الإنترنت، وهو يشارك في الإعلان عن تبني «داعش» لهجمات مارس (آذار) الماضي في بروكسل، كان له تأثير في تغيير أسلوب حياته، وهو الأمر الذي لاحظته العائلة وأيضًا كثير من المقربين منه.
ويأتي ذلك بعد أن قال مكتب التحقيق البلجيكي، إن من بين الأشخاص الأربعة الذين جرت إحالتهم إلى قاضي التحقيق، في أعقاب مداهمات شملت 15 منزلاً في عدة مدن بلجيكية، على خلفية الاشتباه في تمويل الإرهاب، ومحاولة تجنيد أشخاص للسفر إلى الخارج للقتال في صفوف الجماعات المسلحة في سوريا، قرر قاضي التحقيق استمرار اعتقال شخصين وهما زهير، والآخر يدعى سفيان، بينما تقرر إطلاق سراح شخصين آخرين بشروط ومن بينهما شقيقة زهير. وقالت وسائل الإعلام البلجيكية، إن زهير حاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تجنيد عناصر من الشباب للسفر إلى سوريا للقتال هناك في صفوف «داعش»، ونوهت بأن شقيقه هشام سافر منذ فترة إلى سوريا وأصبح الآن ضابطًا في شرطة «داعش».
وأعيد الحديث عن هشام شعيب مرة أخرى بعد أيام قليلة على وقوع هجمات بروكسل، حيث ظهر في شريط فيديو يمجد فيه منفذي هجمات بروكسل. وأطلق الرصاص بعد ذلك على رأس أحد الأسرى الأكراد. وحاول أحد أشقاء هشام الشايب، ويدعى أنور، الذهاب إلى سوريا. وتم اعتقاله مع زوجته الحامل في صيف 2015 حين كان بكرواتيا. ومن المفروض أن تتم محاكمة أنور وسبعة معتقلين آخرين في ديسمبر (كانون الأول) بتهم الإرهاب.
وتتمحور القضية حول تنظيم يحمل اسم «الطريق إلى الحياة»، منبثقا من تنظيم «الشريعة في بلجيكا». وكانت السلطات البلجيكية قد وضعت رهن الاعتقال 4 أشخاص من مجموعة يبلغ عدد أفرادها 15 تم التحقيق معهم بعد عمليات مداهمة واسعة النطاق في شمال البلاد.
ويتهم الأشخاص الأربعة بالمشاركة في أنشطة إرهابية.. «كلهم من المحيط العائلي للمدعو هشام شعيب، الموجود في سوريا». وقد بدأت السلطات البلجيكية تهتم، خصوصًا بعد هجمات باريس العام الماضي وبروكسل هذا العام، بالمحيط العائلي والاجتماعي للإرهابيين الذين تتم مراقبتهم أو إلقاء القبض عليهم.
بلجيكا: موقع للمطلوبين أمنيًا.. واعتقال داعشي أشاد بتفجيرات بروكسل
نشر لائحة تضم 19 رجلاً وامرأة واحدة من المتورطين في جرائم خطيرة
بلجيكا: موقع للمطلوبين أمنيًا.. واعتقال داعشي أشاد بتفجيرات بروكسل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة