ليبيا: مذكرات رئيس آخر حكومة للقذافي تعيد الجدل حول قضية إيدز أطفال بنغازي

عملية استخباراتية مفاجئة تطلق سراح إيطاليين وكندي خطفوا في شهر سبتمبر

مواطنان ايطاليان تم تحريرهما من ليبيا مؤخرا لدى خروجهما من قسم الشرطة في روما أمس بعد أن أدليا بأقوالهما عن فترة اختطافهما (أ.ب)
مواطنان ايطاليان تم تحريرهما من ليبيا مؤخرا لدى خروجهما من قسم الشرطة في روما أمس بعد أن أدليا بأقوالهما عن فترة اختطافهما (أ.ب)
TT

ليبيا: مذكرات رئيس آخر حكومة للقذافي تعيد الجدل حول قضية إيدز أطفال بنغازي

مواطنان ايطاليان تم تحريرهما من ليبيا مؤخرا لدى خروجهما من قسم الشرطة في روما أمس بعد أن أدليا بأقوالهما عن فترة اختطافهما (أ.ب)
مواطنان ايطاليان تم تحريرهما من ليبيا مؤخرا لدى خروجهما من قسم الشرطة في روما أمس بعد أن أدليا بأقوالهما عن فترة اختطافهما (أ.ب)

أعادت مذكرات آخر رئيس لحكومة في عهد القذافى، الشكوك حول احتمال تورط مسؤولين سابقين في نظام القذافي في نقل فيروس الإيدز إلى أطفال في مستشفى بنغازي، وذلك بعد عشرة أعوام من الإفراج عن ممرضات بلغاريات اتهمن في هذه القضية.
وفي مذكراته التي عثر عليها بعد وفاته في 2012، يتناول شكري غانم، رئيس الحكومة في عهد القذافي بين 2003 و2006 ثم وزير النفط، قضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين سجنوا بين 1999 و2007 قبل أن يفرج عنهم بفضل تدخل باريس.
وفي المذكرات التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية عن موقع «ميديابارت» الفرنسي، يروي غانم أنه استقبل في 2007 محمد الخضار، العضو في لجنة التحقيق التي شكلت في ليبيا حول الإفراج عن الممرضات. ونقل الخضار أن رئيس الاستخبارات العسكرية عبد الله السنوسي، روى خلال استجوابه أمام لجنة التحقيق أنه حصل مع موسى كوسا رئيس الاستخبارات الليبية يومها على 31 زجاجة صغيرة تحوي الفيروس.
وأضاف الخضار، أن السنوسي وكوسا «حقنا الأطفال بالفيروس. لم يكن الأطفال الـ232 في بنغازي بل نقلوا من مستشفى تاجوراء» قرب طرابلس. وأفاد مصدر قريب من الملف بأن المعلومات الواردة في المذكرات التي كشف «ميديابارت» النقاب عنها، سلمت للقضاء الفرنسي في إطار التحقيق حول شبهات بتمويل ليبي لحملة نيكولا ساركوزي الرئاسية عام 2007، وكشف شكري غانم في 29 أبريل (نيسان) عام 2007 أن ساركوزي تلقى على ثلاث دفعات ما لا يقل عن 6.5 ملايين يورو. ويقيم موسى كوسا حاليا في المنفى فيما ينتظر السنوسي محاكمته في ليبيا، بعدما سلمته موريتانيا في سبتمبر (أيلول) عام 2012، إثر لجوئه إليها بعد الإطاحة بنظام القذافي.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية والإيطالية بشكل مفاجئ صباح أمس، الإفراج عن إيطاليين اثنين ومواطن كندي كانوا قد خطفوا في ليبيا في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وأنهم وصلوا إلى إيطاليا.
وقبل صدور هذا الإعلان بساعات، أعلنت إيطاليا على لسان وزير خارجيتها باولو جينتيلوني استعدادها «لإعادة فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس في غضون بضعة أسابيع بمجرد الانتهاء من عملية التحقق من الظروف الأمنية الجارية حاليا».
واعتبر باولو، في تصريحات صحافية، أن إعادة فتح السفارة يعني توجيه رسالة تشجيع لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، إن دانيلو كالونيجو وبرونو كاكاتشي وفرنك بوكسيا كانوا قد خطفوا في مدينة غات بجنوب غربي ليبيا قرب مكان عملهم على يد جماعة مسلحة قطعت الطريق أمام سيارتهم، وأضافت أن الإيطاليين فنيان يعملان لدى مجموعة «كونيكوس» للإنشاءات.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية في العاصمة طرابلس عن نائب السراج، أن الأجهزة الأمنية في ليبيا وبالتنسيق والتعاون مع الجانب الإيطالي تمكنت بعد عمليه رصد وتتبع من إطلاق سراح المخطوفين وهما إيطاليان وآخر كندي، مشيرا إلى أهمية التنسيق والتعاون الأمني بين أجهزه الأمن داخل الدولة والدول، لكشف كل الاختراقات الأمنية والأعمال الإجرامية وتقديم من يقومون بها إلى القضاء.
من جهته، قال حسن عثمان، المتحدث باسم مجلس البلدية في بلدة غات، إنه تم إطلاق سراح الثلاثة في الساعات الأولى من صباح أمس، لافتا إلى وصول المختطفين الإيطاليين إلى روما بصحة جيدة، بعد تحريرهما في وقت متأخر من مساء أول من أمس في عملية استخباراتية بحتة استمرت لأسابيع.
ورفض عثمان التطرق إلى تفاصيل العملية، لكنه قال إنها تمت بإشراف المجلس الرئاسي وبالمشاركة بين القوات الأمنية الليبية في غات والفريق الأمني الإيطالي.
واختطف مجهولون المهندسين الثلاثة العاملين بالجمعية الإيطالية للإنشاءات (Con.I.Cos) برونو كاكاتشي ودانيلو كالونيغو، والكندي فرنك بوسّا، التي تنفذ مشاريع في مدينة غات، في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي من قبل مجهولين.
وقال رئيس بلدية غات بعد خطف الثلاثة، إنهم كانوا يعملون وقت خطفهم في مشاريع متصلة بمطار في الصحراء بجنوب غربي ليبيا قرب الحدود مع الجزائر.
وسيدلي الإيطاليان البالغان من العمر 56 و66 عاما بإفادتهما للقضاة الذين فتحوا تحقيقا في عملية خطف لغايات يرجح أنها إرهابية.
ويعمل عدد من الشركات الإيطالية في ليبيا التي شهدت عدة عمليات خطف استهدفت موظفين أجانب في هذه الشركات، علما بأنه تم في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي خطف أربعة موظفين إيطاليين يعملون في شركة بناء قرب مجمع لشركة إيني النفطية الإيطالية في مليتة غرب طرابلس، وهي منطقة سبق وشهدت عمليات خطف مماثلة.
وبعد ستة أشهر من احتجازهم رهائن لدى تنظيم داعش الذي قام بفصلهم إلى مجموعتين في كل منهما رهينتان، لقي اثنان منهم مصرعهما في ظروف غامضة خلال هجوم شنته جماعة ليبية مسلحة على قافلة تابعة للتنظيم الجهادي المتطرف في صبراتة على بعد 70 كيلومترا غرب طرابلس، في حين تم تحرير الآخرين بعد أسبوع من ذلك خلال عملية عسكرية نفذتها قوات ليبية في المدينة نفسها.
وإيطاليا، قوة الاستعمار السابقة في ليبيا، منخرطة في المساعي الدولية الرامية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، التي تنشط كثيرا من الجماعات الإجرامية والمسلحة في جنوبها الصحراوي الشاسع، كما يوجد منذ فترة متشددون إسلاميون على صلة بتنظيم القاعدة على طول الحدود بين ليبيا والجزائر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.